صمود وانتصار

محافظة تعز.. بين التضليل وحصار مزعوم وفوضى حقيقية

الصمود|| مقالات|| حسام باشا

الواقعُ في مدينة تعز يتعرَّضُ حَـاليًّا لمحاولات تضليل ممنهجة، منظمة، ومغرضة من قبل المرتزِقة، الغاية منها إثارة الفوضى الإعلامية والتسييس الذي يعمي الوعي، هذه الأطراف تستغل للأسف الغضب العام نتيجة الظروف المعيشية والإنسانية الصعبة في المدينة؛ مِن أجلِ ترويج شائعات وادِّعاءات كاذبة حول حصار المدينة من قبل القوى الوطنية، وفي هذا المقال، سنتعمق في تبيان الحقائق للواقع في تعز، وكيف يمكن لنا أن نكشف الوجه الحقيقي لهؤلاء الذين يحاولون التضليل والتغطية على فشلهم المُستمرّ في تحسين الأوضاع في المدينة المحتلّة.

 

يتعرض الواقع في مدينة تعز المحتلّة لمحاولات تضليل ممنهجة ومغرضة ومخطّطة من قبل بعض الأطراف المرتزِقة؛ بهَدفِ إثارة البلبلة الإعلامية والكيد السياسي، ولكن يجب علينا أن نفهم أن هذه الادِّعاءات تخالف الحقيقة الميدانية، فقد استغلت قيادات تحالف العدوان ومن على شاكلتهم من مليشيات الإصلاح، حالة الغضب والاستياء التي يعاني منها أبناء المدينة؛ بسَببِ سوء الأوضاع المعيشية والإنسانية، لنشر شائعات وادِّعاءات باطلة عن حصار المدينة من قبل القوى الوطنية، التي تقف في موقف الدفاع عن الكرامة والسيادة والحرية، في محاولة يائسة لإخفاء فشلهم وخيانتهم وتبرئة أنفسهم من مسؤولية تدهور الأمن والخدمات في المدينة.

 

فـي الحقيقية، تمتلك مدينة تعز شبكة طرق متصلة بعدة مديريات، ويتنقل السكان فيها بكل سهولة ويُسر، وإن كانت هناك أية صعوبة، فَـإنَّها توجد فقط في الطرق المؤدية إلى الحوبان، والتي تم قطعها؛ بسَببِ تحويل المرتزِقة تلك الطرق إلى ساحات للمعارك العسكرية، حَيثُ بدأ حصار المرتزِقة للمدينة من منفذ القصر، الذي يضم مؤسّسات سيادية كالقصر الجمهوري والبنك المركزي وكلية الطب، وهي المؤسّسات التي تعرضت لهجوم واسع من قبل مليشيات الإصلاح، وتحولت إلى واحدة من جبهات المدينة الشرقية، وُصُـولاً إلى منفذ غراب الذي كان آخر خط حياة للمواطنين قبل أن يستهدفه الإصلاح، بقيادة المدعو عدنان رزيق، ويحوله إلى ساحة حرب ضمن جبهات المدينة الغربية.

 

وقد دارات مليشيات الإصلاح حول تعز كعقارب الساعة، مغلقة المنافذ ومحولة إياها إلى جبهات قتال، حتى وصلت إلى منفذ الأقروض الذي بقي مفتوحاً للمواطنين؛ بسَببِ صعوبة تضاريسه؛ فالإصلاح ومليشياته هم من أغلقوا كُـلّ المنافذ والطرق المؤدية إلى تعز، وجعلوها جبهات للقتال، إذ لم يتركوا طريقاً مفتوحاً للمواطنين، إلا وحولوه إلى ساحة حرب.

 

لا شك أن تعز التي كانت تُعتبر عاصمة للثقافة والتاريخ، تشهد اليوم واقعًا مأساويًا ومؤلمًا بشكل لا يمكن وصفه، ففي ظل سيطرة مليشيات الإصلاح الكاملة على مختلف مناحي الحياة في المدينة، تحولت اليوم إلى مدينة مدمّـرة تسودها الفوضى والخراب، وبها من المآسي وآلام ما لا يمكن تخيله أَو تصوره، فهي تعاني من سطوة مليشيات ظلامية لا تعترف بالقانون أَو بالأخلاق، وتقوم بنهب وتدمير مقدرات المدينة وبث الفوضى والخراب في شوارعها وأحيائها وتمارس القمع والقتل لأبنائها وأهلها.

 

وفي ظل المعاناة الشديدة التي يواجهها أهالي تعز من قبل مليشيات العدوان والمرتزِقة، يلجأ قادة هذه المليشيات إلى استراتيجية الإلهاء لتبرئة أنفسهم من المسؤولية، يحاولون إثارة الجدل حول موضوع الحصار، ويزورون الحقائق، ويتهمون القوى الوطنية بفرض الحصار على المدينة، وهذا اتّهام باطل ومضلل، قد نفته القوى الوطنية بالأدلة والبراهين، بل وأظهرت حسن نواياها بفتح المنافذ وتسهيل حركة المواطنين.

 

إن المسؤول عن مأساة مدينة تعز هي مليشيات الإصلاح التي تستخدم المدينة كورقة ضغط لتحقيق مصالحها الضيقة والمشبوهة فهؤلاء المرتزِقة يفرضون حصاراً شديداً على المدينة، ويمنعون دخول أية مساعدات إنسانية أَو غذائية أَو طبية إليها، وليس هذا فحسب، بل إنهم يحاولون تضليل الرأي العام، بادعائهم أنهم هم من يتعرضون للحصار من قبل الجيش واللجان الشعبيّة، وإنهم هم من يدافعون عن حرية تعز وكرامتها، وهذه هي أكبر كذبة يروجون لها، فهم في الحقيقة هم من يخطفون حرية تعز وكرامتها، وهم من يخدمون أجندات خارجية تريد تدمير اليمن وشعبه.

 

ورغم ذلك، فَـإنَّ القوى الوطنية قدمت مبادرات أحادية لفتح الطرقات، آخر هذه المبادرات كان في يوليو من العام الماضي، عندما أعلن المجلس السياسي الأعلى عن فتح طريق الخمسين –الستين؛ بهَدفِ تخفيف معاناة أبناء مدينة تعز وتحسين ظروفهم المعيشية، إلا أن مليشيات الإصلاح ومرتزِقتهم يستمرون في احتجاز المدينة كرهينة لأهدافهم السياسية والعسكرية.

 

في الحقيقة، إن ما يدّعيه المرتزِقة عن حصار تعز كذبة يستخدمونها للتغطية على فشلهم في إدارة المدينة والتعامل مع الأزمات المعيشية التي أحدثوها، فهؤلاء المرتزِقة لا يمثلون إلا أنفسهم ومصالحهم الضيقة، ولا يهمهم ما يعانيه أبناء المدينة من نقص في الغذاء والدواء، ولهذا السبب، فقد تجاهلوا كُـلّ المبادرات التي اقترحتها اللجنة العسكرية في مشاورات عمان.

 

إذ يحاولون تضليل الرأي العام بادِّعاء أنهم يدافعون عن تعز في حين أنهم هم من خلقوا الأزمات المعيشية والأمنية التي تعصف بالمدينة، ومن احتلوا الطرق المؤدية إلى الحوبان، وجعلوها مسرحاً للمعارك، فهؤلاء المرتزِقة لا يبالون بمصالح أبناء تعز، وإنما يسعون إلى تحقيق أجندات خارجية تهدف إلى تقسيم اليمن.

 

اليوم يرى أبناء تعز في المدينة والضواحي بأم عينيهم من هو العدوّ الحقيقي، ومن هو المسؤول عن تفاقم معاناتهم وانخفاض قيمة العملة إلى مستويات غير مسبوقة، فهم يعرفون أن مليشيات الإصلاح هي من تتاجر بحصارهم وتستهدف حياتهم وكرامتهم، لذلك، فَـإنَّ محاولات التضليل تلك وما يصاحبها من تصريحات زائفة لن تؤثر في عزيمتهم وإرادتهم، بل تزيد من غضبهم ووعيهم بحقيقة من يحاربهم ويضطهدهم.

 

وأمام هذا كله، تستحق تعز أن تكون حرة، بعيدة عن التدخلات الخارجية، فهي مدينة الثورة والتاريخ، التي لا تقبل الاستعباد والظلم.