تحركات الإدارة الأمريكية في اليمن تقطع آمال السلام
وسفيرها يسعى لتعزيز احتلالها المباشر لمدينة عدن وسواحلها
الصمود|| تقارير|| محمد هاشم
شهدت مدينة عدن المحتلة خلال الأيام الماضية، نشاطا مكثفا لسفير الولايات المتحدة، ستيفن فاجن، الذي وصل إليها نهاية الأسبوع الماضي، دون أي إشعار سابق لقيادات مرتزقة العدوان وضباط الاحتلال الإماراتي والسعودي، وفي خطوة أثارت تساؤلات عدة حول سياقات هذا النشاط الأمريكي.
وكان السفير الأمريكي فاجن قد وصل إلى عدن الخميس قبل الماضي، على متن طائرة نقل عسكرية تابعة لقوات مشاة البحرية الأمريكية يرافقه عدد من العسكريين والأمنيين الأمريكيين، ولم يشر السفير إلى أنه وصل إلى عدن وأن من كانوا برفقته هم موظفو سفارة واشنطن التي قالت إنها نقلتها إلى عدن في مارس هذا العام، وهو ما يزيد الغموض أكثر عن النشاط الدبلوماسي لواشنطن في عدن.
وأقام السفير الأمريكي لمدة أسبوع في قصر معاشيق، في ظل غياب كامل للمرتزقة، وقد ظهر السفير وكأنه يمارس مهام الحاكم العسكري لعدن المحتلة، وحسب مراقبين فإن السفير الأمريكي وصل كحاكم أمريكي على عدن والمناطق المحتلة، بعد تغييب دور الأدوات الإقليمية والمحلية، لأنه لم يعد يثق بها في تنفيذ الأجندات الأمريكية.
وجاء وصول السفير الأمريكي في ظل اشتداد الأزمات المعيشية وارتفاع درجة الحرارة وانقطاع الكهرباء وانهيار الريال في عدن والمحافظات المحتلة، التي تعاني من ارتفاع أسعار السلع الأساسية وتردي الخدمات وانقطاع الكهرباء.
وظهر السفير الأمريكي ستيفن فاجن في عدن في لقاءات متعددة مع مسؤولين مرتزقة من مستويات متوسطة يوجه لهم الأوامر ويصدر التوجيهات، في ظل غياب كامل للمرتزق العليمي ومجلسه العميل.
وصول السفير الأمريكي إلى عدن في ذروة اشتداد الأزمات العاصفة، يعكس الدور الذي تلعبه أمريكا في الأزمات التي تضرب المواطنين في المحافظات المحتلة، ويكشف الأجندات التي تسعى الإدارة الأمريكية إلى تحقيقها من وراء تحريك الأزمات الضارية.
ولأول مرة يسجل السفير الأمريكي فاجن زيارة إلى عدن بهذا الحجم، وفي غياب تام للمرتزق العليمي وبقية كبار المرتزقة، وقد ظهر السفير الأمريكي في لقاءات مع مدير الكهرباء ومع مسؤولين آخرين، يناقش الخدمات والنشاطات الثقافية والإعلامية وغيرها.
يقول مراقبون إن وصول السفير الأمريكي هدفه احتواء أزمة الخدمات، وتداعيات تدهور سعر الريال في المحافظات المحتلة، غير أن شيئا لم يحدث رغم مرور أيام من وصوله، ولا بوادر تشير إلى أن الإدارة الأمريكية ستكترث بمعاناة المواطنين في المحافظات المحتلة.
وبصورة مستفزة لليمنيين جميعا، اجتمع السفير الأمريكي، ستيفن فاجن، الذي وصل عدن على متن طائرة عسكرية أمريكية بشكل فاجأ الجميع بما في ذلك كبار قيادات المرتزقة، في إطار ما يبدو أنها مهمة لإعادة تدوير الأدوات والمرتزقة في المناصب التي يتولونها.
وتزامن وصول السفير الأمريكي مع توجيه البنتاغون قوات من مشاة البحرية والسفن الحربية نحو منطقة خليج عدن، واجتمع السفير فاجن مع مدير أمن مدينة عدن، مطهر الشعيبي، مشيرا إلى أنه قلق من تدهور الأوضاع الأمنية، وتصاعُد أنشطة التنظيمات الإرهابية في عدد من المحافظات الجنوبية.
القلق الأمريكي هو إشارة لافتة إلى ما ينتظر عدن خلال الأيام المقبلة من انفلات أمني، حيث يتوقع مراقبون أن تشهد انهيارا أمنيا، ترتب له الإدارة الأمريكية، بهدف إنزال قوات أمريكية مباشرة إلى مدينة عدن بدعوى حفظ الأمن والسكينة وضبط الأوضاع.
وفي ظلّ غياب المرتزق العليمي وبقية أعضاء مجلس المرتزقة عن عدن، يقيم السفير الأمريكي في القصر الرئاسي (معاشيق) منذ أيام، ويمارس مهامّا كما لو أنه رئيس عدن وما جاورها، إذ عقد عدداً من اللقاءات مع قيادات مدنية وعسكرية تتبع الانتقالي التابع لدويلة الإمارات والذي يدير الملف الأمني في عدن، كما التقى السبت بعدد من قيادات المرتزقة، أبرزهم المعين وزيرا للصحة والكهرباء، والمعين محافظا لعدن من قبل مرتزقة العدوان.
وجال السفير الأمريكي فاجن في مدينة عدن مع مرافقين وزار معسكرات ومواقع عسكرية وأمنية برفقة عناصر من الاستخبارات الأمريكية، في صورة تعكس حجم التدخل الأمريكي في احتلال عدن والسيطرة عليها، وتكشف عن ترتيبات أمريكية قادمة للأوضاع في المدينة، لا علاقة لها بتحسين خدمات المواطنين ووضع حلول لأزماتهم.
وصول السفير الأمريكي إلى عدن يأتي بهدف ترتيب وضع ميداني لإبقاء الاحتلال الأمريكي في المحافظات المحتلة، ويتوازى هذا النشاط مع مواصلة الولاياتُ المتحدة الأمريكية تحَرُّكاتِها العدوانيةَ؛ لإفشال مسار المفاوضات التي تتعلق بالحل الإنساني، والدفع بالامور نحو مواصلة العدوان والحصار وتأجيل الحل حتى تتمكن من تثبيت أوضاع ميدانية لصالحها.
وفي جديد التحَرُّكات الأمريكية الرامية للدفع إلى استمرار الحرب، أرسل البيت الأبيض مستشارَه للأمن القومي، جيك سوليفان، الخميس، إلى السعوديّة؛ لمناقشة مِلف اليمن، مع محمد بن سلمان، وزعم سوليفان أن هناك “تقدُّمًا كبيرًا تم إحرازه فيما يتعلق بالبناء على فوائد الهدنة”، حد تعبيره، وهي مغالطةٌ واضحة بالنظر إلى الوضع القائم اليوم والإجراءات التي تواصلها دول العدوان.
زيارة سوليفان إلى المملكة وتحَرّكات السفير فاجن المتواصلة، تترافق مع إعادة تشديد الحصار على مطار صنعاء من خلال تقليص الرحلات القليلة إلى ثلاث رحلات، ومحاولة عرقلة هذا الملف بإعادة تصفيره، وهو ما جعل صنعاء تغلق خطوط التواصل نهائيا مع دول العدوان، وإطلاق تحذيرات عسكرية على لسان الرئيس المشاط ووزير الدفاع يوم أمس وأمس الأول.
وتشهد المناطق المحتلة نشاطا أمريكيا محموما يمتد إلى السواحل في خليج عدن، حيث تشير المعلومات إلى أن وصول السفير الأمريكي جاء متزامناً مع وصول قوات أمريكية إلى خليج عدن من ضمنها وحدات من قوات المشاة البحرية ومدمرة جديدة متخصصة بتدمير الصواريخ وعدد من السفن والزوارق البحرية مدعومة من قوات الأسطول الخامس الأمريكي ومجموعة السفن والبوارج البريطانية والفرنسية في خليج عدن والبحر العربي، إضافة إلى ما تسمى بقوات المهام البحرية متعددة الجنسيات التي تم تشكيلها خلال العام المنصرم من عدة دول من بينها دول العدوان على اليمن ومن يدور في فلكها، وهو الأمر الذي يعكس مدى النوايا العدوانية المبيتة ضد الجمهورية اليمنية وسيادتها ووحدة أراضيها وشعبها واستقلالها .