أشكال الاستهداف الأمريكي لأمتنا.. وأساليب المواجهة
الصمود||
التحرك الواعي هو مفهوم يشير إلى القدرة على التفكير والتصرف بشكل ناقد ومسؤول ومبدع في مواجهة التحديات والمخاطر التي تتعرض لها سواء على مستوى الأمة أو على المجتمع الواحد أو على مستوى الشخص نفسه.
ولأننا نعيش في ظل تمكن القوى الغربية من الاستحواذ على مقدرات العالم ولديها الرغبة والإصرار على فرض هيمنتها على قوى العالم الثالث ونهب خيراته وبالذات العالم الإسلامي وعلى وجه الخصوص الشعوب العربية التي تمتلك أكبر ثروة نفطية في العالم ولكنها للأسف بدلاً من أن تمثل فرصة لبناء مجتمع عربي حر ومتمكن ويملك كل المقدرات والإمكانيات، وله حريته وكرامته واستقلاله ومساهم بشكل فاعل في تطوير العالم وحماية المستضعفين أصبحت للأسف شعوب عالة على ما ينتجه الإنسان الغربي ومهووسة بتقليد الغرب حتى في الشؤون الشخصية.
تمتلك بعض الشعوب العربية الغنية كدول الخليج أحدث المنتجات التي تأتي من المصانع الأمريكية والغربية ولكنها لا تمتلك كرامتها.
فلسطين ضاعت والعراق تدمرت وسوريا لحقت العراق واليمن سحق والحرب تشتعل في السودان ومشاكل اقتصادية واجتماعية تضرب مصر ولبنان وبقية الدول العربية الأخرى ليست بأحسن الأحوال..
الاستهداف الأمريكي للإسلام والمسلمين أصبح ظاهرة متأصلة في السياسة الأمريكية وتتجلى في سياسات وممارسات وخطابات تهدف إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين وتبرير العدوان والتدخل في شؤونهم.
بعض الأمثلة على الاستهداف الأمريكي للإسلام والمسلمين هي: حرب العراق وأفغانستان، حظر السفر لبعض الدول الإسلامية، دعم ” إسرائيل” ، تجاهل مأساة الروهينجا، تشجيع الإسلاموفوبيا والتطرف اليميني، انتهاك حقوق المسلمين في غوانتانامو وغيرها من السجون، وكذلك حرق القرآن والإساءة لرسول الله صلوات الله عليه وعلى آله.
ما هي أشكال الاستهداف الأمريكي لأمتنا؟ كيف نواجهه؟ وما السبيل إلى ذلك؟ هذا ما سنتناوله إليه في هذا التقرير:
الاستهداف الشامل لأمتنا من أين؟ متى؟ وكيف؟
الاستهداف الشامل لأمتنا أتى ضمن تحالف عالمي قادته أمريكا وبهجمة كبيرة وظِّفت فيها كل الطاقات والإمكانات والقدرات، العسكرية والإعلامية والاقتصادية والسياسية، واتجهت هذه الحملة كحملة نستطيع القول أنها غير مسبوقة، في مستوى ضخامتها امكاناتها قدراتها حجمها ومستواها على أمتنا، في مقابل واقع بئيّس تعيشه أمتنا على مستوى أوضاعها الداخلية، حالة كبيرة من الانقسام أمام هجمة شملت تحالفاً دولياً واسعاً ومتعصباً ومتجهاً اتجاهاً واحداً لأكبر القوى الموجودة في الساحة في هذا العصر، الواقع هذا المليء بالانقسامات، الانقسامات السياسية، الانقسامات الثقافية والفكرية، الانقسامات الجغرافية، الانقسامات التي قطّعت أوصال الأمة وأوهنتها، وأوصلتها إلى أسوأ حالٍ من الضعف والعجز والحيرة، وفي مقابل انعدام- أو تكاد تكون حالة انعدام- للرؤية التي تجمع أبناء الأمة للاتجاه الواحد والموقف الواحد، وفي اتجاه الكثير من المشاكل والتعقيدات التي أغرقت الأمة وجعلتها ذاهلة وغائبة عن الاهتمامات الكبيرة التي يمكن أن تساعدها على التحرك المفترض، التحرك المسؤول التحرك الذي ينبغي أن يكون في مواجهة أخطارٍ كهذه وتحديات بهذا المستوى.
تعدد الاتجاهات أمام الهجمة الأمريكية
أمام هذه الهجمة وأمام هذا الواقع الكبير كان هناك ثلاثة اتجاهات في داخل الأمة:
الاتجاه الأول:
ويشمل البعض من الأنظمة والحكومات والسلطات في بلداننا والكثير أيضاً من الاتجاهات الشعبية بعض الأحزاب السياسية وبعض القوى، و المكونات، اختارت أن يكون توجهها أمام هذه الهجمة ومن داخل هذا الواقع هو الاستسلام والدخول ضمن الاجندة الأمريكية، والأجندة الإسرائيلية، وأن تجعل من نفسها جزءاً تابعاً ولاحقاً لهذا العدو الذي يهجم هذه الهجمة على الأمة ويستهدفها هذا الاستهداف، فاتجهت الكثيرة من الأنظمة والكثير من الحكومات واتجهت معها الكثير من التيارات في بلداننا لتتجه اتجاه الولاء والعمالة، وأن توالي أمريكا بكل وضوح وبالعلن وليس بالخفاء، وأن تعتبر نفسها جزءاً من هذا التحالف الذي يستهدف أمتنا بلا شك وبكل وضوح، وأن تجعل نفسها أداة من الأدوات التي يستخدمها الاستكبار في هجمته على أمتنا.
الاتجاه الثاني:
ويشمل أيضاً بعض من الأنظمة، ويشمل الأغلبية الساحقة في الشعوب، الكثير من التيارات الشعبية، والمكونات الشعبية، والاتجاهات الشعبية من النخب ومن خارج النخب، كان هو اتجاه الصمت والاستسلام والجمود وبدون موقف! الانتظار لما تسفر عنه النتائج والاستسلام لهذه الهجمة ولتأثيراتها ولما يمكن أن ينتج عهنا، وهذا يشمل الكثير من البلدان ويشمل الكثير من التيارات، اتجاه التنصل عن المسؤولية، والتهرب من الموقف والإذعان والانتظار لما تسفر عنه الأحداث.
الاتجاه الثالث:
وكان هناك اتجاه ثالث بين أوساط الأمة، اختار الموقف الطبيعي والسليم والمنطقي والمسؤول، وهو التصدي لهذه الهجمة، بكل ما تشكله من خطورة علينا، في ديننا، و في استقلالنا، و في هويتنا، و علينا في ثرواتنا، و على أرضنا، و عرضنا، خطورة شاملة واستهداف شامل.
شرعية مواجهة الاستعمار
أولاً: مما لا شك فيه أن هذه الهجمة الأمريكية والإسرائيلية، في كل اتجاهاتها العسكرية والاقتصادية والثقافية والسياسية والإعلامية، تشكل خطورة كبيرة علينا، وتمثل عداءً حقيقياً لنا، يفقدنا استقلالنا ويسلب منا حريتنا ويهيننا ويذلنا ويقهرنا ويقتلنا، ويدمر بلداننا وينهب ثرواتنا، ويحتل بلداننا، وكل ما يمكن وصفه من أشكال الخطورة حاضر في هذا الاستهداف وفي هذه الهجمة.
وبالتالي فإن الشيء الطبيعي و الفطري الذي تدفع إليه الفطرة الإنسانية أن لا نقبل بأن تحتل بلداننا وأن لا نقبل بأن تسلب منها حريتنا وأن لا نقبل بالإذلال وأن لا نقبل بالاستعباد، وأن لا نقبل بأن نتحول إلى أمة مستباحة.
فالموقف المنسجم مع الفطرة، ومع الدين، الذي يكفله الحق والقانون الدولي، الموقف الذي تفرضه المسؤولية، الموقف المجدي هو التصدي لهذا الخطر، والوقوف ضد هذا الاستهداف ، صحيح أن هذا الخيار له ثمنه، خيار التصدي لهذه الهجمة لهذا الاستهداف لابدَّ فيه من التضحيات على كل المستويات، التضحيات بالشهداء، التضحيات بأن نجرح، ونقدم الشهداء، نضحي مادياً، نضحي على كل المستويات، ولكنه الأقل كلفة، والمجدي الذي له نتيجة وعاقبة حسنة، وإن كان لابدَّ من تضحيات بأي مستوى من التضحيات.
خيار الاستسلام كارثة كبرى
الأمة لو اتجهت بكلها نحو خيار الاستسلام والإذعان والخضوع للعدو، وفتح المجال لهذه الهجمة لتصل إلى آخر حد لها، ولينفذ الأعداء في هجمتهم هذه كل ما يريدونه من أهداف وينفذون كل ما يسعون له من أجندة، النتيجة كارثية، نخسر الدنيا والآخرة، نخسر كل شيء، والكلفة هائلة جدًّا على كل المستويات، الملايين يمكن أن يقتلوا، البعض منهم بشكل مباشر، والبعض منهم يُفَوّجون جنوداً مجندة لأمريكا و”إسرائيل” لقتال فئات أخرى وأطراف دولية أخرى؛ لأن أولئك أرادوا أن يسيطروا علينا كبشر سيطرة تامة، أن يمتلكونا ويمتلكوا فينا الإرادة والتوجه والتفكير والعقيدة والنظرة والرؤية وكل شيء.
يسعى الأمريكي ويسعى الإسرائيلي أن يمتلكك كإنسان تفكر بما يريده، تقرر ما يريده، تتجه في الاتجاه الذي يريده، تتحرك كما يريد كما يرسم كما يخطط، تتحرك له وتجاهد في سبيله وتعمل له ما يشاء ويريد فهو لا يبالي بك، ولا يرى فيك إلا أداة رخيصة منعدمة القيمة لا ثمن لها ولا اعتبار لها، ولا كرامة لها، يتجه للسيطرة الكاملة علينا كأمة، على أرضنا على مقدراتنا، على منطقتنا باعتبار أهميتها الجغرافية على المستوى العالمي، هذا لا شك فيه، هذا أوضح من الواضحات وأبين من البينات، وليست مسألة غامضة ولا خفية.
أمريكا و”إسرائيل” وجهان لعملة واحدة
أمريكا و”إسرائيل” كلاهما وجهان لعملة واحدة، من يقدم أمريكا شيئاً هناك و”إسرائيل” شيئاً منفصلاً عنها هناك هو إما غبي! وإما يتعمد أن يفعل ذلك كأسلوب تضليلي، وجهان لعملة واحدة، “إسرائيل” هي ربيبة أمريكا في المنطقة، يتوفر لها كل الدعم، كل الحماية من أمريكا بلا شك، وهي هنا بالنسبة لأمريكا جبهة متقدمة في المنطقة، وشوكة في حلق الأمة مزروعة لصالح الاستعمار الغربي، فإذاً هما وجهان لعملة واحدة، والأجندة التي تخدم أمريكا تستفيد منها- حتماً وبلا شك- “إسرائيل”، ومن له ارتباط تام بأمريكا لابدَّ أن يترافق معه ارتباط مع “إسرائيل”، هذه أيضاً من البديهيات الواضحة.
أمريكا و”إسرائيل” في تجربتهما مع الأمة استفادا الكثير والكثير من الدروس والعبر نستطيع أن نقول ذلك، مثلاً الهجمة العسكرية، حينما تتجه بشكلٍ رئيسي إلى الأمة ولا يواكبها الوسائل الأخرى بنفس القدر من الزخم، بنفس القدر أو بنفس المستوى من التوجه يكون لها مردودٌ سلبيٌ وانعكاسي على أمريكا، مثلاً في بداية الهجمة على العراق وعلى أفغانستان، طغت الهجمة العسكرية والمسار العسكري، طغى بشكل رئيسي على طبيعية هذه الهجمة على الأمة، اتجه بشكل كبير ومتهور، ودخلوا العراق ودخلوا إلى أفغانستان، لكن على نحو استفزازي، كان له نتائجه السلبية عليهم، أثار هذا الشعب العراقي، وأثار هذا الشعب الأفغاني.
فكانت التحركات في أوساط الشعب العراقي لمقاومة ومواجهة الاحتلال الأمريكي، وعلى نحوٍ فعال ومؤثر، فكانت العمليات في مرحلة من المراحل- التي تستهدف الجنود الأمريكيين، المتواجدين في المدن، وفي الأسواق، وفي الطرقات، وليس فقط في القواعد، ضمن انتشارهم الكبير في البلد هناك- شبه حالة يومية، الاستهداف اليومي لهم، القِناصة، التفجيرات، كل وسائل وأشكال المقاومة تحركت هناك، كذلك حدث في أفغانستان.
أسلوب التطويع ووسائله
هنا وسائل وأساليب أخرى تنتهجها أمريكا و”إسرائيل” في سبيل تهيئة الأمة أكثر، وركزت بشكل كبيرٍ جدًّا على أسلوب التطويع، تعميم وتوسيع دائرة العمالة في داخل الأمة، أنه ليس فقط الاقتصار على نظام هنا ونظام هنا ونظام هنا يتجند ويتحرك مع الأمريكي ومع الإٍسرائيلي، أو اتجاه هنا واتجاه هناك من الأوساط الشعبية، بل السعي لفرض حالة العمالة والولاء لأمريكا و”إسرائيل” لتكون حالة شاملة في واقع الأمة بكلها، واعتبار من يشذ عن ذلك من الأنظمة أو من داخل الشعوب، من الحكومات أو من الأوساط الشعبية، مارقاً وكافراً، ليس فقط مارقاً، وكل شيء، كل ما أردت أن تصفه من أوصاف سيئة أو ألقاب يُنبَز بها إلى غير ذلك، وأن يحارب من الجميع، وأن تحرك عليه الجبهة الداخلية، يعني في الواقع العربي تُحرّك الأنظمة العربية عليه، في الأوساط الشعبية تحرك أي تيارات يمكن أن تستجيب لمواجهتك.
و هذا سيحتاج إلى عناوين ويحتاج إلى تبريرات، ويحتاج أيضاً إلى نشاط إعلامي، نشاط ثقافي، نشاط فكري، نشاط بأساليب متعددة وشاملة، ولكن أمريكا وإسرائيل ترى أن ما يمكن أن يوصلها إلى أهدافها بالسيطرة التامة على هذه الامة وعلى بلدان هذه الأمة وعلى ثروات هذه الأمة هو سياسة التطويع كسياسة رئيسية، تتحول هذه الأمة إلى أمة مطيعةً لهم، مذعنةً لهم، متجندة معهم، تتحرك لهم، على حساب نفسها، على حساب قيمها، على حساب أخلاقها ومبادئها ومصالحها إلى آخره.. إلى غير ذلك.
سياسة أمريكا في المنطقة
يسعى الأمريكي إلى فرض حالة عجيبة في واقعنا كأمة، ومعه الإسرائيلي بجانبه، لأن يكونوا هم حصريًا المعنيون بأمرنا وليس لأحد ذلك إلا في حدود الدور المرسوم لتنفيذ أجندتها، يعني تسعى لفرض هذه الحالة كحالة مقبولة في داخل الأمة، أن المعني الأول بأمر اليمنيين في اليمن هو الأمريكي، أن المعني الأول بأمر السعوديين في السعودية هو الأمريكي، أن المعني الأول بأمر السوريين في سوريا هو الأمريكي، أن المعني الأول بأمر العراقيين في العراق هي أمريكا، أن المعني الأول بأمر المصريين في مصر هي أمريكا، فيتدخل الأمريكي ويقدم نفسه في أوساط أمتنا على أنه المعني الأول والوحيد بشأننا في كل بلداننا، أن ليس لأحد في هذه الأمة، لا نظاماً ولا سلطةً ولا شعباً، لا مكوناً ثقافياً ولا اجتماعياً ولا سياسياً أن يتحرك في أي اتجاه إلا حيث تريد له أمريكا أن يتحرك، ولا أن يقول إلا ما تريده أمريكا أن يقول، فما كان مسموحًا به أمريكياً فلا بأس وما ليس بمسموح به أمريكياً فممنوع.
أن تكون حراً.. هذه مشكلة لدى أمريكا
ما دمت تريد أن تكون حراً هذه مشكلة لدى الأمريكي لا يمكن أبداً السكوت عنها، ما دمت تريد أن تكون مستقلاً، وأن يكون لك قرارك في نفسك، فنحن كشعب يمني عندما نريد أن كون المعنيين بأمورنا ، هذه إذًا هي أكبر مشكلة لدى الامريكي لا يمكن السكوت عنها، أنت حينئذٍ تعتبر ماردًا وتعتبر كافرًا وتعتبر مجوسيًا، وتعتبر مصدر شر وخطر عالمي وإقليمي ودولي ومحلي ويصبون عليك كل السب والشتائم وكل الاتهامات والادعاءات والافتراءات ويتحركون ضدك بكل الوسائل والعناوين والأساليب وتصبح مشكلة كبيرة.
لكن الأمريكي |لا|.. طبيعي يتدخل في شؤوننا، ماهناك مشكلة، ما يعتبرون المسألة تمثل أي إشكالية نهائياً، أما نحن فيريدون لنا ألا نتحرك، يعتبروننا فضوليين، عندما نقول أي شيء يعنينا نحن عندما نتحرك في بلداننا عندما نتحرك في اليمن، |لا|! أنت أيُها اليمني تريد أن تحتل عدن! تريد أن تحتل الجنوب! أيها اليمني تريد أن تحتل مأرب! أنت أيها اليمني محتل لصنعاء! أنت أيها اليمني محتل لعمران! أنت أيها اليمني محتل لمأرب! ومحتل للجوف! ومحتل لصعدة! لابد أن يأتي الأمريكي، وأن يأتي الإسرائيلي، وأن يأتي السعودي، وأن يأتي الإماراتي، وأن يأتي من يستجيب لهم من شذاذ الآفاق ليحرروا منك يا أيها اليمني صنعاء! ليحرروا منك يا أيها اليمني بحرك وبرك وأرضك وبيتك، أيها اليمني كيف تجلس في بيتك أنت محتل! إما أن يُدمّر هذا البيت هذا المنزل! وإما أن تُخرج منه وتُطرد منه أنت محتل، |لا|، يجب أن يبادر السعودي فوراً ويجب أن يبادر النظام الإماراتي من هناك من أبو ظبي لينقذ منك يا صاحب المخا منطقتك ويحرر بيتك منك لأنك محتل!
المعيار الأمريكي في المنطقة
المعيار اليوم الذي يُفرض في المنطقة والذي يُشتغل عليه في المنطقة والذي يعملون عليه داخل ساحتنا الإسلامية والعربية أن يكون المعيار الوحيد لما هو مسموح أو غير مسموح، مقبول أو غير مقبول، مصلحة أمريكا فقط، وأن تكون هي الحد الفصل هذا الذي يعملون عليه، يتحركون يفعلون وسائل من أنظمة وجماعات كما هو الحال مع النظام السعودي والإماراتي، وجماعات كما هو الحال مع التكفيريين في نفس السياق ومن يلف لفهم، ويصنعون عناوين كغطاء، مع أنه غطاء مكشوف عنوان الإرهاب بات غطاءً مكشوفًا وباتوا هم أُم الإرهاب وأبوه وخاله وجده وعمته وأخته وكل شيء له، أيديه وأرجُله كالأخطبوط، كل شيء هم الإرهاب بذاته هم الفتنة هم الظلم هم الجريمة هم الطغيان.
أمريكا والعناوين الزائفة
عنوان آخر يُفَعِلونه مع من لا يخنع لهم ولا يستسلم لهم هو عنوان محاربة النفوذ الإيراني بات هذا عنوانا يركزون عليه ويشتغلون عليه، من الواضح أن الجمهورية الإسلامية في إيران كنظام وشعب توفقت لأن تكون حرة بينما الكثير من الأنظمة والبلدان خنعت واستسلمت واتجهت اتجاه العمالة والولاء لأمريكا، واعتُبر ذلك ذنباً كبيراً واعتبر أمراً فظيعاً ومشكلة لا يساويها مشكلة في كل الدنيا.
كل من يقول أنا أريد أن أكون مستقلاً وحراً، هويتي تفرض عليَّ ذلك، مبادئي وقيمي ومصلحتي وحقي الإنساني، يقولون إذاً أنت إيراني، كل من يقول ” إسرائيل ” خطر علينا، خطر على أمتنا، مغتصبة لأرض من أراضينا كعرب وكمسلمين، والمقدسات محسوبة على أُمّتِنا، من أهم مقدساتها، إذاً هو إيراني.
كل من يريد يقول: أنا لا أقبل بأن أُظلم لا أقبل بأن أقتل لا أقبل بأن اُستباح إذاً هو إيراني من الطراز الأول، وهكذا يعني يجعلون من هذا عنواناً تبريرياً، تبريرياً لاستهداف أي أحرار هناك وهناك.
القوى الحرة في نظر أمريكا
القوى الحرة في المنطقة سواء في اليمن أو في سوريا أو في لبنان أو في العراق أو في بلد تعتبر بنظر الأمريكي وأدواته في المنطقة مارقة، ويعتبر أي قدر من التفاهم بينها أو التعاطف فيما بينها، إذا تعاطف المظلوم في لبنان مع المظلوم في اليمن أو المظلوم في اليمن مع المظلوم في البحرين، أو المظلوم في العراق مع المظلوم في أي قطر آخر عربي أو إسلامي، هذه جريمة لا أكبر منها جريمة، ويتهم هذا بالعمالة وبأنه يخدم دولاَ مارقة .
كذلك التعاون فيما بين القوى الذين تجمعهم رابطة الإنسانية، ورابطة المظلومية، ورابطة الإسلام، ورابطة المنطقة الواحدة كمنطقة عربية واحدة كل الروابط، هذه مسألة غير مقبولة لدى الأمريكي ، إذا تريد أن يتعاون المسلم اليمني العربي مع المسلم العربي الفلسطيني! فهو أكبر مجرم! ، إذا يريد المسلم اللبناني العربي أن يتعاون مع المسلم اليمني العربي المظلوم! أخاك في الإنسانية أخاك أيضاً في العربية، أخاك في الدين، أخاك في المظلومية، أخاك الذي تربطك به كل الروابط، هذه مشكلة وغير مسموح بذلك وهذا أمر مرفوضٌ قطعاً.
أهمية الوعي في مواجهة التحديات
أكبر ما يمكن أن يحصن الأمة في واقعها الداخلي هو الوعي، ولا شيء الأمة في حاجة إليه مثل ما هي بحاجة إلى الوعي، وأن تكون حالة عامة، اليوم نحتاج إلى هذا الوعي ليكون حالة عامة في أوساط أمتنا لا يقتصر على النُّخَب، ولا يقتصر على الاتجاهات الرئيسية في هذه الأمة، أو من المكونات الرئيسية، أن يكون حالة عامة لدى كل أبناء الشعوب رجالًا ونساءً، في مدن أو في قرى، في الريف، في كل مكان، كل فرد في هذه الأمة يحتاج إلى أن يتسلح بالوعي، ما لم يتسلح بالوعي سوف يكون حتمًا ضحيةً لذلك المستوى الهائل من التضليل، ولذلك المستوى الكبير جدَّا جدَّا جدَّا من النشاط غير المسبوق من الاستقطاب.
القضية متمثلةٌ بالتحرك العملي المسؤول الواعي المشروع، في مواجهة الأخطار والتحديات الشاملة، على أمتنا من قبل أمريكا وإسرائيل، والمشروع هو المشروع القرآني النهضوي التصحيحي البنَّاء، بهدف التغيير لواقع الأمة، والإصلاح لواقع الأمة، بغية الارتقاء بها من خلال العودة إلى القران الكريم، لتكون في مستوى المسؤولية، وفي مستوى مواجهة التحديات غير المسبوقة عليها.
القضية والمشروع كلاهما لم يأتِ من فراغ، ولا كان عبثاً، ولا كان فضولاً؛ بل فرضت ذلك وأوجبت ذلك الهوية والانتماء والمبادئ والقيم والأخلاق، واستوجبت ذلك التحديات والأخطار الواقعية والحقيقية والمؤكدة والواضحة، من المعلوم أنه منذ مطلع الألفية الميلادية الثالثة، دخلت الهجمة الأمريكية والإسرائيلية على أمتنا مرحلة متقدمة وغير مسبوقة في مستوى خطورتها وشموليتها وتأثيراتها، وأُرِيدَ لأحداث الحادي عشر من سبتمبر أن تكون هي الذريعة الأكبر والعنوان الأبرز لهذه الهجمة.