السلام المزيف يفتك بالشعب اليمني
الصمود|| مقالات|| زيد الشُريف
لقد استهلكت دول تحالف العدوان في عدوانها على اليمن كل ما لديها من أكاذيب ومبررات واهية وحجج سخيفة ذلك لأن تسع سنوات من العدوان والحصار والقتل والدمار والطغيان والإجرام والأحداث والمتغيرات كانت كفيلة بكشف الحقائق التي عمل تحالف العدوان على إخفائها وتزييفها والتبرير لها فلم يعد هناك شيء يمكن إخفاؤه عن الشعب اليمني الذي يخوض غمار الصراع الشامل مع هذه الدول الطاغوتية العدوانية، حيث لم يعد هناك مجال في أوساط المجتمع اليمني لسماع المزيد من الخزعبلات والأكاذيب السياسية التي تحاول وسائل إعلام تحالف العدوان التسويق لها لأن كل شيء يدين دول تحالف العدوان ويفضحها ويكشف مخططاتها ويؤكد أطماعها الاستعمارية التي سعت وتسعى إلى تحقيقها تحت مظلة الدفاع عن ما يسمى الشرعية المزيفة، فليس هناك شرعية في القوانين السماوية ولا القوانين البشرية تبيح او تبرر لأي دولة أن تعتدي على دولة أخرى وتقتل شعبها وتدمر بنيتها التحتية وتنهب ثرواتها وتفرض عليها الحصار الاقتصادي وتحتل جزرها وتبني القواعد العسكرية على أراضيها، ليس هناك شرعية لهذا على الإطلاق وفق قوانين السماوات والأرض وقد حان الوقت لأن يحق الله الحق ويزهق الباطل.
فشلت السياسة وفشلت وسائل الإعلام وفشلت الهجمة العدوانية العسكرية والأمنية التابعة لدول تحالف العدوان في تركيع الشعب اليمني الصامد وإيصاله إلى حالة الاستسلام للاستعمار والقبول به وهذا ما أثبتته الأحداث والمتغيرات خلال السنوات الماضية وإلى اليوم، لهذا يسلك تحالف العدوان طرقا وأساليب أخرى في إطار عدوانه المستمر وهذه الطرق والأساليب ليست جديدة لكن العدو يرى أنها أكثر جدوائية وأكثر تأثيراً ويظن أنها ستحقق له ما فشل في تحقيقه في الماضي، حيث يراهن العدوان ويعمل على الضغط على الشعب اليمني من خلال الحصار الاقتصادي الذي يشمل إغلاق الموانئ والمطارات وإنهاك العملة والرهان على موضوع المرتبات بهدف إثارة المجتمع اليمني ضد نفسه وضد حكومة صنعاء بالتحديد التي ترى وتصرح بكل شفافية أنها مسؤولة عن انتزاع حقوق اليمنيين وفي مقدمتها المرتبات من بين أنياب التحالف بالقوة خصوصا بعد فشل الفرصة الكبيرة التي أتاحتها صنعاء للهدنة والمفاوضات والمشاورات التي أثبتت فشلها هي الأخرى بسبب مراوغة ومماطلة تحالف العدوان وغطرسته وإصراره على مواصلة عدوانه وطغيانه بحق اليمن واليمنيين.
إضافة إلى أن تحالف العدوان جعل من عنوان السلام وسيلة للاستمرار في العدوان والحصار حيث عمل ويعمل على استغلال حرص صنعاء على تحقيق السلام العادل والمشرف فعمد إلى انتهاز فرصة الوقت التي منحتها صنعاء للسلام بهدف تجنب التصعيد العسكري وإيجاد فرصة زمنية كافية للتقدم في مختلف الملفات وفي مقدمتها الملف الإنساني وفي مقدمته الجانب الاقتصادي ورغم ذلك أثبتت دول تحالف العدوان أنها ليست جادة ولا صادقة في تحقيق السلام في اليمن وأنها تستغل مفهوم وعنوان السلام في مواصلة أعمالها العدوانية والإجرامية بحق الشعب اليمني باسم السلام رغم أن المعطيات الميدانية والسياسية والإعلامية تفضحها وتثبت أنها تعمل على أن يكون الحصار الاقتصادي الذي ينهك الشعب اليمني في الشمال والجنوب أهم وسيلة للنيل من اليمن واليمنيين والوصول بهذا الشعب إلى حالة الانهيار التام ثم الاستسلام للعدو من خلال المزيد من الضغط والمماطلة والتسويف والتأليب الإعلامي لإثارة المجتمع من الداخل، وقد حقق العدو تقدما ملحوظا في هذا الجانب وباتت صنعاء تدرك هذا جيدا ومن المؤكد أن صنعاء لن تترك المجال مفتوحا على مصراعيه للعدو ليحقق من خلاله ما فشل في تحقيقه على مدى تسع سنوات لأن الوضع بات حرجا للغاية.
يجب أن يفشل تحالف العدوان في سياسته الحالية الخبيثة والخطيرة التي تراهن على استغلال المفاوضات وعنوان السلام والمماطلة وإنهاك الشعب اليمني اقتصاديا بشكل موجع ومؤلم أكثر مما حصل له في السنوات الماضية وكل المؤشرات تؤكد أن تحالف العدوان يتحين الفرصة المناسبة التي يعمل بجد وخبث على الوصول إليها والتي تكمن في تفكيك النسيج الاجتماعي اليمني وتأليبه ضد نفسه ليتمكن العدو حينها من توجيه ضربته القاضية وتحقيق أهدافه المشؤومة وهذا ما بات واضحا وجليا ومكشوفا للجميع ، لهذا لا يزال هناك فرصة – رغم ضيق الوقت وشدة الوضع – لتفويت الفرصة على العدو وإفشال ما يسعى ويطمح إلى الوصول إليه وهذا ممكن وصنعاء وقيادتها وجيشها تدرك هذا جيدا تدرك ما يريده العدو وما يعمل عليه وما يطمح إليه ولديها من الخيارات ما يمكنها من إفشال العدو وهزيمته وبعون الله تعالى ستكون الأيام القريبة القادمة حبلى بالمتغيرات والمستجدات التي ستضع حداً لمعاناة الشعب اليمني وتضع حدا لغطرسة العدوان وتصنع الفرج الذي انتظره الشعب اليمني الصامد الصابر طويلا، لأن السلام الزائف والكاذب والقائم على الخبث يفتك بالشعب اليمني، ولله عاقبة الأمور.