ثورة 21 سبتمبر جاءت لإفشال مؤامرة الأعداء..
الصمود||مقالات||الشيخ / درهم محمد أبو الرجال
بسم الله القائل «وَأَطِيعُواْ ٱللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَٰازَعُواْ فَتَفْشَلُواْ وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَٱصْبِرُوٓاْ إِنَّ ٱللَّهَ مَعَ ٱلصَّٰبِرِينَ».
إن الشعب اليمني العظيم حينما أحس بأن الثورة المباركة خرجت عن مسارها الصحيح أحس بواجبه تجاه ذاك الخطر الذي تحول إلى ولاءات حزبية تتبع الخارج فكان لزاماً على شعبنا أن يقوم بأداء واجبه المصيري لمنع تلك الكارثة، فالإخوان المسلمين وثلة من خزب المؤتمر الشعبي العام قد عقدوا العزم على بيع الأرض والعرض والكرامة بثمن بخس لأعداء الوطن المتربصين به شرا والذين ينتظرون الانقضاض عليه بالاستيلاء على أرضه ونهب ثرواته .
لم تكن ثورة 21 سبتمبر 2014م وليدةَ اللحظة أَو حدثاً عابراً، بل جاءت كضرورة مُلِحَّةٍ أوجبتها كثيرٌ من العوامل والأحداث التي صادرت السيادة الوطنية للبلاد وجعلت منه تابعاً مطيعاً للخارج لا يملك من قراره أي شيء، حَيثُ تحولت اليمن نتيجة التبعية إلى ساحة صراع لتصفية حسابات خارجية عبر حثالة من خونة الداخل، وقد أصبحت من خلالهم أرضاً خصبة للتنظيمات الإرهابية بتمويل أمريكي صهيوني، والكثير من المؤامرات التي حيكت ضد الشعب اليمني من الشمال إلى الجنوب؛ لذلك فقد جاءت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر لقطع كافة أيادي التدخلات الخارجية في البلد واجتثاث فلول الإرهاب وأوكاره.
إن شن الحرب من قبل دول العدوان واستهداف الجيش اليمني وبنيته التحتية وحتى المدارس والطرقات والمستشفيات دليل على النية المبيتة لهذا العدو الحاقد بقيادة السعودية والإمارات ومن ورائهم أمريكا وإسرائيل.
إلا أن شعبنا العظيم كان قد ألتف حول قيادته، فقد رفد الجبهات بالرجال والمال والسلاح، حيث كان لهم بالمرصاد من خلال إمكانياته البسيطة، وعزيمته القوية كانت هي صمام أمان هذا الشعب العظيم، حيث لقن العدو درسا لن ينساه فكان النصر حليفنا في كل الجبهات.
لقد تميزت ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر بوجود قائد قوي وشجاع استطاع كسب قلوب الناس للالتفاف من حوله، حينما وجدوا منه الصدق والإخلاص والوفاء وكل المبادئ والقيم التي لم يجدوها في غيره؛ لذا فَـإنَّ هذه الركيزة تعد أهم عامل من عوامل صمود ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة.
وإن وأد الفتنة من الداخل مثلت ركيزة أساسية، حيث كانت تستخدم لزعزعة الأمن والاستقرار.
إن تراكمات الماضي السيئ للحكومات المتعاقبة التي أصبحت سليبة القرار والإرادَة والتي كانت تنفذ ما يملى عليها، إضافة إلى سيطرة حزب الإصلاح على الحكومة ومؤسّسات الدولة، وكذلك انعدام الأمن والاستقرار واستمرار مسلسل الاغتيالات وانتشار القطاعات والسلب والنهب والقتل والظلم وانتهاك الحريات وانتشار الفساد المالي والإداري والأخلاقي والاختلالات الأمنية والفوضى، والانتشار الهائل للتكفيريين والقاعدة، وتنامي الفكر الوهَّـابي والخطاب التحريضي والتجنيد الطائفي لحزب الإصلاح والاعتقالات السياسية، كلها كانت المسببات والدوافع لقيام الثورة.
عاشت اليمن حرة عربية، وعاشت ثورتنا المجيدة بقيادة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي.
رئيس المجلس الأعلى لمنظمات المجتمع المدني – عضو الهيئة العليا لمجلس التلاحم القبلي