21 سبتمبر بين (العرض العسكري وخطاب القائد)
الصمود||مقالات||شهاب الرميمة
في الذكرى التاسعة لانتصار ثورة الـ ٢١ من سبتمبر ثمة رسائل عسكرية وسياسية هامة للعدو الخارجي وحلفائه والقوى العالمية والتحالفات الإقليمية والدولية جمعاء، رسائلُ ليس كسابقتها رسائل عملية توجت من خلال العرض العسكري المهيب والأكبر على مستوى الجزيرة العربية ومنطقة الشرق الأوسط والتي لم يشهد مثلها خلال المراحل السابقة وحتى اللحظة.
الرسالة الأولى كانت من نصيب تحالف العدوان، وبالتزامن مع عودة الوفد المفاوض من الرياض بوساطة عمانية ربما تكون الفرصة الأخيرة، وما تم طرحه ونقاشه على الطاولة قبل أَيَّـام وخلال مراحل التفاوض السابقة رسالة مفادها أنه وبعد ٩ أعوام من عدوانكم العسكري الذي طال المؤسّسات العسكرية بمختلف تشكيلاتها وجميع وحداتها لاستهداف القدرات والإمْكَانات العسكرية وتدميرها وهو الهدف الأَسَاسي الأول من شن عدوانكم كما صرحتم بذلك.
ها نحن اليوم ومن تحت الركام ومن ميدان السبعين ومن منصته التي استهدفتها سابقًا نعلن فشلكم عن تحقيق مآربكم، ونعري تحالفكم ونثبت هزيمتكم من خلال العرض العسكري لمختلف أنواع الأسلحة الدفاعية والهجومية الحديثة والمتطورة صاروخية وجوية أرضية، بحرية وَبمديات بعيدة تطال قواعدكم العسكرية وَمنشآتكم الاقتصادية وقوة تدميرية أوسع صنعتها أيادٍ يمنية تخرجت من مدرسة ثورة ٢١ سبتمبر وجاهزة لتنفيذ توجيهات القيادة إذَا لم يتم الاستجابة العملية للمطالب المحقة والمشروعة والتي طرحت على طاولة المفاوضات “فما بعد العرض ليس كما قبله”.
وكما كانت الرسالة واضحة للتحالفات والقوى الدولية، بأن صنعاء هي مصدر القوة في المنطقة الإقليمية وفي الساحة الدولية وبما يضمن السيادة الوطنية والاحترام المتبادل؛ وكون صنعاء تمتلك ما يعزز الحفاظ على المصالح المشتركة لدول العالم من تأمين الممرات التجارية في البحر الأحمر وباب المندب ومن موقعها الاستراتيجي والقوي.
رسالة نارية أُخرى للقوات الأمريكية وقواعدها في المنطقة، وما لوحظ مؤخّراً باقترابها من المياه الإقليمية في البحر الأحمر جعلها هدفاً وصيداً مشروعاً وهذا ما ستشهده الأيّام القادمة في مسرح العمليات البحرية إذَا لم تعِ واستمرت في غيها وتكبرها وتهورها.
بالعودة للحديث عن الحدث المهم والأهم للعرض العسكري، وما تلاه في وقت لاحق من الخطاب، الذي ألقاه قائد الثورة بهذه المناسبة، وتتويجاً لما تم عرضه وما تضمنه الخطاب لما حقّقته ثورة ٢١ سبتمبر من إنجازات على كُـلّ الأصعدة أهمها العسكرية والسياسية، وأبرزها التحرّر من الوصاية الخارجية وهيمنة قوى الفساد وَالعمالة والارتهان.
ومع أولوية التصدي في مواجهة العدوان كأحد أهداف الثورة، لم يغفل القائد في خطابه من التوجّـه والسعي العملي لإحداث تغيير جذري لتصحيح الوضع في مؤسّسات الدولة كهدف أَسَاسي للثورة ومطلب شعبي وأَسَاس مهم للصمود في وجه العدوان، واعداً بقرارات لاقت مباركة وترحيباً شعبياً واسعاً بعث في النفوس الطمأنينة وأعادت الأمل إلى الواجهة باستكمال أهداف سبتمبر، وألجمت أفواه الخونة والعملاء وَأفشلت مخطّطاتهم عبر أدواتهم الفاسدة وأبواقهم الإعلامية التي تدق على هذا الوتر في جميع محطاتها.
وبعرضٍ مهيب يبعث في النفوس العزة والإباء والشموخ ويرفع الرؤوس عالية نحو العلا تناطح السحاب تجلى فيها ثمرة التضحية والفداء وبخطاب ثوري من قائد حكيم عزز الصمود وشد الهمم ولامس الأوضاع وداوى الجراح وبعث الطمأنينة والأمل بمستقبل واعد وَبموعد قادم مشرق تشرق معه ذكرى ربيع النور المحمدي في يمن الإيمان والرسالة مجددين مع القائد والقيادة الولاء والوفاء، وأصواتنا تهتف عاليةً “لبيك يَا رَسُوْلَ الله”.