صمود وانتصار

“طوفان الأقصى” في أسبوعه الثاني .. الصهيونية تذبح أطفال غزة أمام العالم

الصمود||تقرير||

مذابح مروعة وثقتها العدسات.. أطفال ورضّع قُطعت رؤوسهم بالصواريخ وآخرون مزقت أجسادهم
العدوان الصهيوني أهدافه الأطفال والنساء والمباني والمستشفيات والإسعاف والنازحون وعائلات كبيرة استشهدت بكاملها

دخلت طوفان الأقصى أسبوعها الثاني، بسلسلة من المذابح الصهيونية المروعة في قطاع غزة، حيث ارتكب العدو اليهودي خلال ال24 الساعة الماضية مجازر هي الأبشع منذ بدأ في حربه الانتقامية الوحشية، وشن أقسى عمليات القصف على قطاع غزة يوم أمس مرتكباً مذابح مروعة أدت إلى استشهاد أكثر من 250 بينهم 170 طفل.
ومنذ أسبوع يواصل العدو الصهيوني إبادة غزة بالصواريخ الارتجاجية والفوسفورية وأسلحة محرمة أخرى، ولا تكاد تمرّ دقائق معدودة في قطاع غزة، حتى يدوي صوت غارات وقصف طائرات العدو، مستهدفة كافة مناطق القطاع، وخلال كتابة هذا الخبر ارتكب العدو الصهيوني مذبحة في جباليا بقصف منزل مأهول وقتل كل من فيه، حيث استشهد 20 فلسطيناً وأصيب 80 آخرين، في حصيلة أولية، بالتزامن أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة سقوط عشرات الشهداء والجرحى في مجزرة جديدة في دير البلح وسط القطاع نتيجة قصف مربع سكني.

الأطفال أهداف أساسية للعدوان الصهيوني
آلة القتل الصهيونية، مدفوعة بهوس الانتقام والعقاب، لا تتوقف لحظة في كل قطاع غزة، ففي 7 أيام فقط أسقطت الطائرات الصهيونية أكثر من 7 آلاف قنبلة مدمرة بكل أنواعها، ولم تتجاوز أهداف القصف الصهيوني الأطفال والنساء والمساجد ودور التعليم والجامعات والمنشآت المدنية السكنية والكوادر الطبية والإسعافات والمستشفيات والنازحين، عائلات كاملة في غزة تم مسحها من السجل المدني، مستشفيات غزة تحوّلت إلى مشارح كبيرة، بل وقام العدو بقصفها بالفوسفور المحرم.
وقد تخطى عدد شهداء العدوان الوحشي الصهيوني على القطاع ال2215 فلسطينياً، نصفهم من الأطفال والنساء وبينهم من النازحين بشكل قسري، وأصيب أكثر من 8714 آخرين بجروح، وأكدت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة، أمس السبت، ارتفاع عدد شهداء غزة بالعدوان اليهودي لـ 2215 مواطنا منهم 800 طفل و458 سيدة وإصابة 8714 مواطنا آخر بجراح مختلفة منهم 2450 طفلا و1536 سيدة، وأكدت بأن العدو الصهيوني في يوم واحد قتل 324 مواطنا منهم 126 طفلا و88 سيدة، بالإضافة لإصابة 1018 آخرين بجراح مختلفة خلال 24 ساعة الماضية، بحسب بيان مقتضب للصحة الفلسطينية في غزة.
وأشارت وزارة الصحة الفلسطينية في غزة إلى أن 66% من ضحايا العدوان الإسرائيلي من الأطفال والنساء.
إلى ذلك كشفت منظمات دولية ووسائل إعلام عن مذابح مروعة يتعرض لها أطفال غزة، وكشف صحفيون ونشطاء على مواقع التواصل الاجتماعي أن أطفال غزة باتوا أهدافا مركزة للحرب التي يشنها العدو الصهيوني على القطاع، إذ أظهرت مشاهد مأساوية حجم الدمار الذي يرزح تحته الغزاويون وما يتعرض له المدنيون، وبينهم مئات الأطفال، من القتل الهمجي والاستهداف الذي يصنف في الأعراف الدولية «جرائم حرب».
وبث صحفيون فلسطينيون مقطع فيديو لمجموعة من الأطفال تم انتشالهم من تحت الأنقاض، وأظهر المشهد طفلان وهما يصرخان أحدهما رضيع، وآخرون في حالة ذهول لفرط هول ما عايشوه جراء القصف الصهيوني على منازلهم، كما أظهرت أطفالا رضّع قتلوا بالغارات الصهيونية، منهم من قطعت رؤسهم وآخرون مزقت أجسادهم، ووثقت الصور مشاهد مروعة لأطفال خرجوا من تحت أنقاض منازلهم بعد قصف العدو الصهيوني لها، كما وثق مصورون فلسطينيون مشاهد مؤلمة لأطفال شهداء بالقصف الصهيوني استهدفت منازل مدنيين في مدينة غزة، ونشر مصورون آخرون مشاهد قاسية لأطفال مصابين، ونشرت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني في غزة مقطع فيديو للمسعف رامي علي الذي انهار باكياً بعد نقله مجموعة من أطفال شهداء سقطوا في إحدى المذابح.
كما وثقت قناة الميادين صوراً لمسعف يحمل رضيعاً قضى في مذبحة ارتكبها العدو يوم أمس، وانتشرت في وسائل التواصل الاجتماعي صوراً للمئات من جثث الأطفال كما نشر أهاليهم وأقاربهم صوراً لهم وفيديوهات وهم يلعبون ويضحكون قبل قصفهم.

حرب إبادة شاملة
ويشن العدو الصهيوني عمليات انتقام مروعة، ويعمل على إبادة غزة بشكل كامل، وشمل هذا الانتقام استهداف للأطفال بشكل مركز في بيوتهم، بل واستهداف مستشفى للأطفال بقنابل الفوسفور الأبيض، وكذلك استهداف منظومة الرعاية الصحية بكافة أشكالها من أطقم وعربات الإسعاف والمستشفيات، واستهداف النازحين والمباني السكنية والمساجد والمستشفيات.، وتظهر الصور الأطفال والنساء تحت الأنقاض وفظائع مروعة يرتكبها العدو في قطاع غزة.
ودخل يوم أمس الأسبوع الثاني من عملية طوفان الأقصى، فيما سجلت حرب الإبادة والانتقام الصهيونية تصاعدا ملحوظا خلال الساعات الأخيرة، وبدأت عملية طوفان الأقصى يوم السبت الماضي بعملية نفذتها حركة المقاومة حماس ضد جيش العدو الصهيوني، وفي مساء اليوم نفسه أعلن المجرم بنيامين نتنياهو رئيس وزراء العدو أن كيانه في حالة حرب مهددا بأنه سينتقم بقوة، وأنه سيحول غزة إلى خرائب وأطلال وتوجه إلى سكان القطاع قائلاً: «اخرُجوا من هناك الآن. نحن سنعمل في كل مكان وبأشدّ القوة»، كما أغلق العدو الصهيوني جميع المعابر وأعلن أنه «لن يكون هناك كهرباء ولا غذاء ولا ماء ولا وقود ـ كل شيء مغلق، وعبّر وزيره المجرم يوغلاف قال العدو « نحن نُحارب وحوشاً بشرية وسوف نتصرف وفق ذلك، ثم أكد العدو بأنه سيركز على الضرر والقتل وليس على الدقة.
حرب الإبادة الإجرامية التي يشنها العدو الصهيوني بدعم وإسناد أمريكي وتأييد غربي، شهدت أمس تصاعدا وحشيا، إذ قصف العدو الصهيوني النازحين الذين نزحوا بعد إعلان العدو بأنهم آمنين ولن يستهدفهم، وأظهرت الصور عشرات الشهداء مقطعين على سياراتهم وعلى متن شاحنة كانت تقل عشرات منهم.
حرب الإبادة التي يشنها العدو الصهيوني منذ أسبوع ما زالت بوتيرة متصاعدة، وقد ألقت طائراته بأكثر من 8 ألاف طن من المتفجرات على قطاع غزة، وفيما يدعو كيان العدو المواطنين الفلسطينيين للنزوح يقوم بإغلاق غزة من كافة الاتجاهات، بل ويلاحق النازحين بالطيران قصفا وقتلا كما فعل أمس الأول.
ووصف متابعون دعوة المجرم نتنياهو إلى أبناء قطاع غزة بأن يغادروا بالمهزلة، ذلك أن قطاع غزة مغلق من جميع الاتجاهات وليس ثمة أمام الناس أي مخرج، كذلك، ليس ثمة في القطاع غرف آمنة، ولا مناطق محمية ولا ملاجئ وليست لدى السكان أية وسيلة للاحتماء من وجه الغارات والقصف الصهيوني، فقد قامت الطائرات بملاحقة النازحين إلى الطرق التي نزحوا عبرها وقتلهم بالغارات.
ومن الشهداء في غزة عائلات بأكملها إمّحت من الوجود بالغارات، وأحياء دمرت بالكامل، وتزداد هذه المذابح باستمرار، بين لحظة وأخرى.

إبادة معلنة
بدعم أمريكي ومساندة غربية أعلن العدو الصهيوني حرب الإبادة على غزة، وأصدر قادة الكيان أوامر بإلحاق الضرر والقتل من دون أي تقيد بالدقة، أكثر من 6 ألاف منزل تم تسويته بالأرض، بينها أبراج سكنية انهارت ومنازل أخرى انهارت على ساكنيها. أكثر 2300 شهيد، وحوالي 10 ألاف مصاب، أكثر من 180,000 إنسان شُرِّدوا من بيوتهم. شوارع ومبانٍ عامة ـ بما في ذلك مدارس وعيادات طبية ـ أصيبت ودمرت بالقصف، الملايين تحت حصار خانق، المستشفيات لا تعمل إلا بصورة جزئية بعد أن أصيب بعضها جراء عمليات القصف والنقص الخطير في التجهيزات والمعدات الطبية وفي الوقود الذي يشغّل المولّدات.
وأعلن العدو الصهيوني محاصرة غزة، وأطلق قادته أوامر بإغلاق القطاع تماماً وحبس سكانه داخله بصورة أشدّ إحكاماً من أي وقت مضى، ومنذ السبت الماضي 7 أكتوبر تم إغلاق المعابر إلى القطاع ولم يعد بالإمكان إدخال أية بضائع إليه، قام العدو الصهيوني بقطع الكهرباء عن قطاع غزة وأصبح اعتماد أبناء غزة الآن على محطة توليد الكهرباء الصغيرة الموجودة في القطاع والتي لن يكون بمقدورها الاستمرار في العمل في الأيام القريبة جراء نفاد كمية وقود الديزل (السولر) التي في حوزتها.
تم تقليص تزويد المياه أيضاً: الجزء الأكبر من المياه التي يتم إنتاجها في القطاع هو غير صالح للشرب من دون تحلية أو تطهير، وهو ما لا يمكن إجراؤه بدون كهرباء. وقد قام العدو الصهيوني بقطع كميات المياه التي يبيعها لقطاع غزة من المناطق التي يحتلها، علاوة على أن جزءاً من شبكة المياه قد دمر أو تضرر بسبب عمليات القصف.

الإبادة بقيادة أمريكية
ليس هنالك ما يمكنه أن يبرر أعمال الصهاينة هذه، والتي أمر بتنفيذها زعماء العصابات اليهودية أو من يسمون قادة الكيان الصهيوني، وأعلنوا ذلك أمام الشاشات، غير أن أمريكا التي وجهت الصهاينة بما أسماه بايدن رد حاسم يغير شكل قطاع غزة والمساندة الغربية للصهاينة قد أسقطت كل قيم وحقوق الإنسان التي تدعيها هذه المنظومة الإجرامية، الأهوال التي ترتكب في غزة تتحمل مسؤوليتها أمريكا والصهاينة بشكل سواء وكذلك الدول الغربية، الإرهاب الذي يمارسه العدو الصهيوني يحظى بغطاء ودعم وتأييد امريكي وغربي ولا شيء غير ذلك.
صحيح بأن سلوك العدو الصهيوني حالياً لا يعكس سياسة جديدة تم وضعها الآن، وإنما هي سياسة يقوم الكيان الصهيوني بتنفيذها وتطبيقها على الشعب الفلسطيني منذ سنوات عديدة، كل هذا الإرهاب والقتل والتدمير والاحتلال والاستيطان والتدنيس للأقصى، تتم بشكل متواصل لكنها اليوم هي الأفظع، وبرعاية أمريكية مكشوفة ومفضوحة.