ملوك وقادة بين السلة والذلة
الصمود||مقالات|| صدام القُفَيلي
واهيةٌ هي المبرّراتُ والذرائع التي يقدمها مَن ارتضوا الذلةَ والهوانَ في مختلف مراحل صراع الحق مع الباطل أُولئك الخانعين لواقع تبعية دول الاستكبار العالمي.
اليوم وتجاه الجرائم التي يرتكبها كيان الاحتلال الصهيوني في الأراضي الفلسطينية يبرز لنا ملوك ورؤساء وقادة بوجه جديد تكسوه هالة الخضوع والمهانة ما يجعل أحقرهم يقف إلى جانب الكيان ويبرّر جرائمه وأجبنهم يمنع شعبه بالقوة من التعبير عن غضبهم وإعلان تضامنهم مع إخوتهم الفلسطينيين المظلومين.
لم يكن متوقعًا ولا يدخل في الحسبان أن نرى كُـلّ هذا القبح من ملوك وقادة دول يفترض أنهم عرب مسلمين ولم يكن العدوّ الصهيوني ليمني نفسه أن يحظى منهم بهذه المواقف حتى وإن أعلنوا التطبيع معه فمن المفترض بهم وبأبسط الحسابات أن تراعي مواقفهم المعلنة مشاعر شعوبهم الموجوعين على إخوتهم الفلسطينيين ولكن للأسف انتزعت عمالتهم للكيان الصهيوني حتى الحياء من وجوههم ولم يعودوا يقيموا وزناً لتوجّـهات شعوبهم وثوابت أمتهم.
وعند ضرب الأمثلة لن يكون رئيس دولة الإمارات هو النموذج الوحيد لهذا الانبطاح والعمالة المعلنة ولن يكون ملك العربية السعوديّة آخر قائمة المهرولين لتبرير خنوعه وهوانه تجاه ما يحدث من فتك وقتل وإجرام بحق أبناء فلسطين العربية.
وفي مقابل ذلك عندما يصل القبح وهوان الموقف هذا المستوى فَــإنَّ شعوب تلك البلدان تتحمل مسؤولية تصحيح مسار مواقف ملوكها وقادتها وبما يكفل حفظ ماء الوجه تجاه ثوابت أمتهم العربية والإسلامية فمواقف القادة عندما تتجاوز تلك الثوابت لا مبرّر لسكوت الشعوب عنها أَو تمريرها فالتاريخ لن يغفل عن تسجيل مواقفهم والله سبحانه قبل كُـلّ شيئ لن يتجاوز عنهم انجرارهم وراء موقف ملك أَو رئيس مرتهن خاضع وذليل.
وفي هذا السياق لا يمكن وصف حالة الخذلان التي يشعر بها اليوم أبطال المقاومة الفلسطينية تجاه شعوب عدد من البلدان التي يفترض انهم اخوتهم الذين يتألمون لألمهم ويثورون لنصرتهم ولا يعيقهم عن هذا الواجب موقف ملك ولا رئيس.
العزة كُـلّ العزة لنا كيمنيين بأن كرمنا الله سبحانه بقائد تتجاوز أفعاله وأقواله سقوف مواقف العامة من أبناء بلده تجاه قضايا أمتهم ونصرة إخوتهم ومعادَاة عدوهم ليصبح وبكل المقاييس القائد الذي يتصدر ملوك وقيادات ورؤساء البلدان الذين ما زالوا يحافظون على ثوابت قضايا أمتهم فأصبحنا نملك الحق كُـلّ الحق في مباهاة الشعوب بهذا القائد وهكذا مواقف ولتلهج القلوب قبل الألسن في كُـلّ وقت وحين بحمد الله والدعاء لقائد مسيرتنا القرآنية بالتوفيق والسداد.
حفظ الله أبا جبريل ولعن الله العملاء والمطبعين.