صمود وانتصار

رئيس حكومة تصريف الأعمال يشارك في المؤتمر الدولي التضامني مع القضية الفلسطينية ومناهضة الجرائم الصهيونية

الصمود|

شارك رئيس حكومة تصريف الأعمال، الدكتور عبدالعزيز بن حبتور، اليوم، في المؤتمر الدولي للتضامن مع القضية الفلسطينية ومناهضة جرائم الكيان الصهيوني، الذي نظمته وزارة حقوق الإنسان بالتنسيق مع الحملة الدولية لمناصرة الشعب الفلسطيني.

والقى رئيس الحكومة كلمة في مفتتح أعمال المؤتمر عبّر في مستهلها عن الشكر لوزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال علي الديلمي و مساعديه و العاملين في الوزارة على تنظيم وترتيب هذه الفعالية التضامنية مع أهلنا في غزة وشعبنا في فلسطين المحتلة بشكل عام.

وتوجه بالتحية لحركة (حماس) الجبهة المقاومة التي أكرمت الأمة من المحيط إلى الخليج بنضالها وجهدها المقاوم و صنعت نصرا سيسجل في سجل الانتصارات الخالدة للأمة.

وأشار إلى أن قائد الثورة، السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قد وجه الحكومة بالعمل سويًا مع مختلف الجهات الرسمية و الشعبية لكي تبقى القضية مشتعلة وكذا تقديم ما يمكن تقديمه من دعم لشعبنا الفلسطيني الصامد ومقاومته الباسلة.

وعبّر عن الشكر لكل المتضامنين في العالم العربي والإسلامي وحول العالم مع غزة وأهلها الذين يتعرضون لكل هذا الويل والدمار وحرب إبادة شاملة من قبل العدو الصهيوني ومن قبل الولايات المتحدة الامريكية وحلف شمال الأطلسي وتحديدا بريطانيا وفرنسا وألمانيا.

وبين أن كل هذه الدول تعمل معا من أجل قتل أكبر عدد من مواطني القطاع المحاصر ، وبالذات الأطفال الذين استشهد منهم حتى اليوم أكثر من ثلاثة آلاف طفل و طفلة، و الف آخرين ما زالوا تحت ركام الأنقاض، لافتا إلى أن قتل الأطفال و النساء و تدمير المنازل على رؤوس ساكنيها هي انجازات الصهاينة المحققة منذ 7 أكتوبر الجاري.

و مضى الدكتور بن حبتور قائلا ” لم يستطيعوا أن يواجهوا المقاومين الشجعان الأبطال فعمدوا إلى قتل المدنيين وتدمير منازلهم ومستشفياتهم ومدارسهم، وهي الأماكن المحرم استهدافها بموجب القانون الإنساني الدولي واتفاقية جنيف” .

وأضاف ” ألف و مائتين مجاهد أحيوا قضية أكثر من اربعمائة مليون عربي، وأيقظوا الأمة من شرفها وحتى غربها من خلال ذلك الانتصار الساحق” .

و تابع ” محور المقاومة وحده الذي يحق له أن يتحدث باستمرار، و يرفع صوته مناصرة للقضية الفلسطينية لأنه دعم ويدعم اليوم حركة المقاومة بالقول و الفعل، فيما الأنظمة العربية أما خائفة أو في سبات عميق أو قد باعت القضية برمتها بالتحاقها بقطار التطبيع الصهيوني” .

وعبّر عن الثقة باستمرار المقاومة وهذا الجهاد وبأن هذا الكيان الصهيوني لن يبقى إلا بضع سنوات وفقا للإرهاصات الحالية وكل المعادلات.

وتطرق الدكتور بن حبتور إلى الفعاليات ومسيرات الغضب التي تشهدها معظم الدول العربية ضد الصهاينة و تأييدا للمقاومة .. موضحًا أنها تؤكد أن أمتنا أمة حية، ولا يمكن أن تموت، وأن المشكلة هي في الأنظمة العميلة التي جاءت بها الولايات المتحدة الامريكية ونظام حلف شمال الأطلسي.

وفي المؤتمر، الذي حضره أمين سر المجلس السياسي الأعلى، الدكتور ياسر الحوري، عبّر نائب رئيس مجلس الشورى ضيف الله رسام، عن الشكر والتقدير للقائمين على المؤتمر التضامني مع الشعب الفلسطيني، باعتبار ذلك واجباً لنصرة فلسطين والأقصى الشريف.

وأشار إلى ضرورة تسمية الأموربمسمياتها وفق المصطلحات المتعارف عليها “الكيان الصهيوني المؤقت”، وليس “إسرائيل” .. مبيناً أن العدوان الصهيوني الأمريكي على فلسطين، هو حرب بين الإسلام والكفر.

وقال “لو عرف العدو الصهيوني والأمريكي والغربي أن الأمة العربية والإسلامية بمستوى التعاون قولاً وعملاً لما تدخل في الشؤون الداخلية لها، ولما شن الحرب على الأقطار العربية في العراق وليبيا وسوريا واليمن وفلسطين”.

وذكر رسام، أن الشعب اليمني معروف عبر التاريخ بإنقاذ ونصرة المظلومين وتلبية داعي النجدة للمستضعفين لما يمتلكه من قيم ومبادئ وأعراف وعادات وتقاليد، مؤكداً أن القبائل اليمنية، على استعداد وجهوزية لنصرة القضية والشعب الفلسطيني ودعم المقاومة لدحر الاحتلال الصهيوني من الأراضي المحتلة في فلسطين ولبنان وسوريا.

وفي المؤتمر، الذي حضره عدد من وزراء حكومة تصريف الأعمال، أشار وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال علي الديلمي، إلى أن المؤتمر يأتي تضامناً مع الشعب الفلسطيني ومظلوميته وأرضه المحتلة منذ 75 عاماً.

وأوضح أن الفلسطينيين يتعرضون لجرائم ومجازر وحرب إبادة جماعية من قبل الكيان الصهيوني الغاصب، لافتاً إلى الانحياز الغربي وغياب المثل وعدم احترام الحقوق وتناقض المواقف وتغيير الحقائق وازدواجية المعايير والكيل بمكيالين.

وأفاد الديلمي بأن اليمن منذ تسع سنوات عاش مرارة الواقع الدولي والأممي وغياب الإنسانية والعدالة والإنصاف، معبراً عن الشكر للحملة الدولية لمناصرة الشعب الفلسطيني وأعضائها والشخصيات العالمية الحرة المشاركة في المؤتمر بناءً على مواقفها الشجاعة والمنحازة للحق الفلسطيني.

وقال “نذكر بأن اليمنيين كانوا سباقين في الخروج في اليوم نفسه الذي بدأت فيه الحرب وتواصل خروجهم وحشودهم في مختلف الساحات، ونؤكد أننا كشعب يمني وحكومة نمضي في سياق الموجهات العليا التي رسمها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي، ولن نترك فلسطين وحدها وراسخون في مناصرتنا للقضية الفلسطينية ومظلوميته العادلة”.

وأضاف “مواقفنا صلبة ونابعة من صلابة مواقف القيادة الثورية حول مركزية القضية الفلسطينية، ونحن وهذه النخب الحاضرة نمارس الاصطفاف والتضامن مع فلسطين شعباً وأرضاً ومقاومة وقضية من منطلق حقوقي وإنساني، والتأكيد على التخلص من النظام الإمبريالي المستعمر والصهيونية العنصرية والتآمر بحق الشعوب وفي المقدمة فلسطين”.

وتطرق الديلمي إلى ما يشهده قطاع غزة الصامد منذ سنوات، سيما خلال العامين الأخيرين من اعتداءات وحشية وإجرام صهيوني نتج عنه خسائر فادحة في الأرواح والممتلكات، معتبراً عملية “طوفان الأقصى”، استمراراً لخيار الكفاح من أجل الحرية والاستقلال بما تحمله من تسمية لها دلالات رمزية في الأمة كرد على وحشية الكيان الغاصب.

وذكر أن حكام الغرب لا يرون وحشية الكيان الصهيوني بحق أطفال ونساء فلسطين، وقصف وتدمير الأعيان المدنية من المستشفيات والمدارس والبنية التحتية المدنية، لافتاً إلى الحديث عن القانون الدولي والإنساني، الذي يتشدّق به الغرب وأمريكا، وهم من اخترق القانون ولم يعملوا به فيما يتصل بالقضية الفلسطينية.

وتابع “كلام قادة الغرب، خاصة أمريكا وفرنسا وبريطانيا وألمانيا يختلف مع الاتفاقيات، بما فيها اتفاقيات جنيف الأربع وهم بذلك تجاوزوا المواثيق والمعاهدات الدولية”، مبيناً أن ما يسمى بحل الدولتين لا يمكن القبول به باعتبار الأرض مسلوبة وهي لأهلها الحقيقيين والكيان طارئ ومؤقت وإلى زوال.

وبين أن جرائم الاحتلال الصهيوني في فلسطين وغزة خاصة، كشفت للعالم ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع الجرائم ووقوفها مع الأقوى بعيداً عن أي اعتبارات إنسانية للشعوب المضطهدة، في حين أن هجمات العدو الصهيوني الجوية والمدفعية الدموية على غزة جعلت هذه المدينة المكتظة بالسكان حفرة جحيم ينتشر فيها الموت والدمار من كل جانب.

وأشار إلى أن ازدواجية المعايير الدولية في التعاطي مع الجرائم، أصبحت مشكلة، خاصة وأن القائمين على الآليات الدولية والقانون الدولي الإنساني هم من أعضاء مجلس الأمن الذين يمثلون الدول الكبرى “أمريكا وبريطانيا وألمانيا وأمريكا وفرنسا وإيطاليا وغيرها”.

وجدد وزير حقوق الإنسان في حكومة تصريف الأعمال، التأكيد على أن من يسعى لاستمرار الحرب ويمنع أي مبادرات سواء في مجلس الأمن أو أي آلية أو تحرك دولي، هو شريك أساسي في قتل الأطفال والنساء والمدنيين.

وشدد على ” أنه طالما ظل الكيان الصهيوني محصناً ضد المسائلة والعقاب لن يسفر ذلك إلا عن استمرار الجرائم والانتهاكات المتصاعدة والمزيد من القمع وإراقة الدماء”، مؤكداً أن الحقوق والجرائم لن تسقط بالتقادم وستتم ملاحقة قادة العدو والمخططين والمنفذين و الضالعين في جرائم الإبادة البشرية في المحاكم الجنائية الدولية لينالوا العقاب العادل.

وطالب الديلمي، المحكمة الجنائية الدولية صاحبة الولاية والاختصاص في الأرض الفلسطينية المحتلة بملاحقة مرتكبي مجازر وجرائم الإبادة حسب المادة الخامسة من نظام روما الأساسي المعتمد 1998م، داعياً الدول العربية والإسلامية إلى دعم المقاومة الفلسطينية والمقاطعة الدبلوماسية والاقتصادية للدول الداعمة للصهاينة وعلى رأسها أمريكا.

في حين شدد ممثل حركة حماس في اليمن، معاذ أبو شمالة، على أن فلسطين المقاومة ستستمر حتى إنجاز التحرير الكامل وتحقيق العودة وبناء الدولة ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشريف.

وأوضح “أنه لتحقيق هذا الهدف انطلقت عملية “طوفان الأقصى” في السابع من أكتوبر الحالي حيث مثلت ضربة نوعية وتاريخية للكيان الصهيوني منذ 75 عاماً، حيث استطاعت هذه العملية إسقاط نظرية الردع الصهيونية المبنية على التفوق العسكري وأوقعت في جيش العدو الصهيوني الخسائر الكبيرة في يوم واحد”.

وبين أبو شمالة أن عملية طوفان الأقصى انطلقت في ظل مشروع أمريكي صهيوني مشترك يهدف إلى عزل الملف الفلسطيني واختزاله وفق الرؤية الصهيونية، في تحسين الواقع المعيشي للفلسطينيين فقط ثم التوجه إلى المحيط العربي ليكون الكيان الصهيوني كياناً أساسياً في المنطقة بل هو شرطيها، حتى تدخل الأمة العربية في تحالفات وشراكات متعددة في صورة تطبيع مع العدو.

وأكد تمسك الشعب الفلسطيني بحقه في أرضه ورفضه مشاريع إخراجه منها رغم كل الآلام، وبخيار المقاومة ودعمها باعتبارها الأداة الفاعلة لانتزاع حقوقه ودحر الاحتلال بعد فشل مسار التسوية.

وطالب ممثل حركة حماس بفتح معبر رفح كونه المعبر الوحيد لدخول المساعدات الإنسانية والإغاثية والوقود للشعب الفلسطيني المحاصر في غزة، والسماح بخروج الجرحى للعلاج في الخارج، بعد الزيادة الكبيرة عن قدرة القطاع الطبي على استيعابها.

وثمن موقف الشعب اليمني وتضامنه مع المقاومة والشعب الفلسطيني وقضيته.

من جهته أوضح رئيس الحملة الدولية لمناصرة الشعب الفلسطيني المستشار فارس يغمور، أن الشعب الفلسطيني منذ 75 عاماً تحت نير الاحتلال ويتعرض لأبشع الجرائم والاحتلال والتهجير القسري لأبناء فلسطين.

وقال “لم نسمع إلا التنديد والاستنكار والاستهجان لجرائم الكيان الصهيوني ومجازره التي يرتكبها بحق الشعب الفلسطيني على مدى سبعة عقود”.

واعتبر يغمور عملية “طوفان الأقصى” التي تنفذها المقاومة الفلسطينية، ضد كيان العدو الصهيوني أعادت الاعتبار للأمة وقضيتها المركزية وأحيت روح العزة والكرامة في نفوس شعوب وأحرار العالم.

وأشاد بما سطره رجال المقاومة الفلسطينية من ملاحم بطولية في مواجهة الكيان الصهيوني الغاصب، داعياً إلى تلاحم عربي وإسلامي لنصرة القضية والشعب الفلسطيني وإنقاذ الأطفال والنساء والمدنيين الذين يتعرضون لمجازر يندى لها جبين الإنسانية.

وتحدث في المؤتمر الذي أداره مدير عام التخطيط بوزارة حقوق الإنسان الدكتور عارف العامري، 36 ممثلاً عن المنظمات والاتحادات والمراكز والجمعيات الحقوقية والإنسانية والشعراء والناشطين والكتاب والإعلاميين، من كل من اليمن، لبنان، العراق، سوريا، مصر، فلسطين، الصومال، المغرب، ليبيا، الجزائر، إنجلترا، السودان، موريتانيا، بنغلاديش، الهند، السويد، ألمانيا.

وعبر المتحدثون عن دعمهم وتضامنهم مع الشعب الفلسطيني ونصرة قضيته العادلة، مطالبين بإيقاف جرائم الإبادة الجماعية والانتهاكات الصهيونية بحق المدنيين في قطاع غزة، وفرضه الحصار وقطع الماء والكهرباء والغذاء والدواء والوقود في جريمة ضد الإنسانية.

ونددوا بالدعم الغربي والأمريكي للكيان الصهيوني وبالصمت الدولي تجاه تلك المجازر التي يرتكبها الاحتلال في غزة، وسياسة العقاب الجماعي التي يتعرض لها سكان غزة، مستهجنين مواقف الدول العربية والإسلامية المتخاذلة والمتواطئة مع الكيان الغاصب.

واستنكر المتحدثون سياسة الكيل بالمكيالين التي تنتهجها الحكومات الغربية مع الفلسطينيين، مؤكدين حق الشعب الفلسطيني في الدفاع أرضه وحقه في العيش بسلام عليها.

وشددوا على الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين من ديارهم، وطالبوا بفتح معبر رفح البري أمام المساعدات الإغاثية الإنسانية لسكان غزة، ونقل الجرحى إلى البلدان المجاورة لتلقي العلاج.

وحثوا على حماية المستشفيات والأعيان المدنية التي تؤدي دوراً إنسانياً، في إنقاذ أرواح الجرحى والمرضى وحماية المساجد والكنائس احتراماً للشرائع السماوية والقوانين الدولية، داعين إلى تكامل الأدوار وتعزيز التلاحم والاصطفاف لمناصرة الشعب الفلسطيني ودعم خيار المقاومة لردع الكيان الصهيوني الغاصب.

عقب ذلك وقع رئيس حكومة تصريف الأعمال والمشاركون في المؤتمر على وثيقة المناصرة ومناهضة جرائم الكيان الصهيوني تحت شعار “لستم وحدكم”.

تخللت المؤتمر قصيدة شعرية ألقتها عُلا الجبل بعنوان “الوعد الأخير”.