دبابات العدو تحترق وقادته يبكون قتلاهم .. جحيم غزة يبتلع القطعان اليهودية
الصمود||
أبو عبيدة : أبطال المقاومة دمروا عشرات الدبابات ويُجهزون على جنود العدو
يستمر العدوان الصهيوأمريكي على قطاع غزة لليوم التاسع والعشرين على التوالي، بمذابح مروعة وإجرامية وصلت إلى قصف المستشفيات وسيارات الإسعاف التي تنقل الجرحى، وبقصفٍ جوي هستيري مكثّف يستهدف مختلف مناطق القطاع في محافظاته الخمس، إضافةً إلى قصفٍ مدفعي متواصل يستهدف البلدات والمدن الواقعة في المناطق الشرقية والشمالية، والشمالية الغربية لقطاع غزة، مع استهداف المناطق الغربية من قِبل الزوارق الحربية الإسرائيلية من البحر.
وبعد مرور تسعة أيام منذ بدأ العدوان الصهيوأمريكي محاولاته التوغل في قطاع غزة، منطلقا من 3 محاور، هي: محور بيت حانون من شرق وغرب قطاع غزّة، ومحور غربي بيت لاهيا ومنطقة العطاطرة عند الخط الساحلي عبر طريق «الرشيد»، ومنه إلى منطقة التوام وشارع النصر وحي الكرامة، ومحور جنوبي حي الزيتون إلى مفترق «نيتسيريم»، جنوبي مدينة غزّة، في اتجاه شارع «الرشيد» البحري، فشل العدو الصهيوني في تحقيق إنجاز ميداني يُذكر.
وانتقاماً من فشله صعّد العدو الصهيوأمريكي من جرائمه بحق المدنيين، حيث ارتكب خلال الساعات الماضية أكثر من ثلاثين مذبحة ارتقى خلالها مئات الشهداء، ووصل عدد الشهداء إلى أكثر من 9400 شهيد، معظمهم أطفال ونساء.
ورغم كثافة الاستهداف والقصف الإجرامي الذي يشنه العدو الصهيوأمريكي، فشلت قوات العدوان الصهيوأمريكي خلال الساعات الـ24 الأخيرة، في تحقيق تقدمٍ مهم ميدانياً في اتجاه المناطق المبنية ذات الكثافة السكانية، ورغم تكثيف القصف الجوي والمدفعي واصلت المقاومة الفلسطينية التصدي للآليات الصهيونية مدمرة أكثر من 24 آلية، كما نفذت عمليات متعددة خلف خطوط النار، واستمرت في قنص الجنود الصهاينة واصطيادهم، ما جعل قادة العصابات الصهيونية إلى أن يخرجوا «متألّمين» من الخسائر في صفوف جنودهم.
وحاول العدوان الصهيوأمريكي في الساعات الأخيرة الاعتماد على القصف المتوازي مع التقدم البري، من أجل محاولة منع المقاومة من التصدي لقواته المدرعة، لكنه لم ينجح في خطته إذ واصلت المقاومة تدمير دباباته ومدرعاته وقتل جنوده، وفشل العدو الصهيوأمريكي بالقصف العنيف بالطائرات والمدفعية في مواجهة عمليات المقاومة الفعالة لمدرعاته ودباباته، خصوصاً مع اقترابه من المناطق السكنية المدمَّرة.
وتمكنت المقاومة عبر الالتحامات والقذائف الخارقة للدروع والعبوات الناسفة، من التصديَ لعمليات العدو في التوغل البري شرقي الحدود الشمالية للقطاع وغربيّها، وفي محور وسط غزة، حيث يحاول العدو التقدم نحو الخط الساحلي.
أبو عبيدة: كبدنا العدو خسائر كبيرة
في إحاطته الصحفية يوم أمس، أكد أبو عبيدة الناطق الرسمي لكتائب القسام، أن المقاومة تكبد العدو الصهيوني خسائر كبيرة، وقال في إحاطة صوتية مسجلة «نخاطبكم اليوم من قلب معركة طوفان الأقصى في يومها الـ29 لنوجه التحية لشعبنا الذي يتعرض لجريمة ممنهجة»، وأضاف «لا يزال مجاهدونا يقاتلون في محاور تقدم العدو الصهيوني في شمال وجنوب مدينة غزة وفي بيت حانون، يقاتلون بكل بسالة وإقدام ويواصلون التصدي لآليات العدو.
وقال أبو عبيدة: لقد وثقنا خلال الـ24 ساعة الماضية تدمير مجاهدينا 24 آلية عسكرية ما بين دبابة وجرافة وناقلة جند، بمختلف الأسلحة من قذائف الياسين وعبوات العمل الفدائي.
وأكد أبو عبيدة: وجهنا ضربات صواريخ موجهة مضادة للدروع في محور جنوب غزة، وأدخلنا قذائف الياسين المضادة للتحصينات محلية الصنع التي استهدفت الإجهاز على القوات الصهيونية المتحصنة في البنايات والشقق.
وأشار إلى أن مجاهدو المقاومة يواصلون الالتفاف خلف القوات الغازية والاشتباك من نقطة صفر، وأضاف: يواصل سلاح القنص في القسام استهداف كل من يعتلون المباني أو من يتجرأ أن يرفع رأسه من فوق دبابته.
وأكد أنه من المعلوم أننا نخوض حرباً غير متكافئة، وستدرّس في العالم، وإن ما نشرناه وما سننشره من توثيق تدمير ومباغتة قوات العدو، لهو جزء يسير من بأس مجاهدينا وتصديهم البطولي وعملياتهم المباركة في الميدان.
العدو يُخفي خسائره
وبحسب أرقام العدو الصهيوني الرسمية، والتي تعتمد التعتيم والحظر الشديد، وعدم نشر أي معلومات مرتبطة بالمعركة تحبط معنويات جنوده ومستوطنيه، فإن المقاومة أوقعت، حتى الساعة، عشرات القتلى من جنوده من لواء غفعاتي، وبينهم من لواء المظليين، وآمر فصيل مشاة من لواء «هرئيل».
واستهدفت المقاومة أمس ما يصل إلى 24 دبابات للعدو، في الشمال الغربي والشمال الشرقي من غزة، وفي جنوبي شرقي المدينة، قرب جحر الديك. كما استهدفت ناقلتي جند، وقوتين راجلتين، إحداهما قرب دبابة في مناطق القتال قرب التوام، والأخرى شمالي بيت حانون، بواسطة قذيفة صاروخية «فراغية» مضادة للتحصينات، الأمر الذي يشي بأنّ الساعات المقبلة ستشهد إعلان الاحتلال مزيداً من الخسائر.
ويُشير وجود هذه القذيفة، شديدة الفعالية ضد الأفراد، بغض النظر عن الدروع الواقية للأفراد والتحصينات، في يد المقاومة، بالإضافة إلى توافرها في ميدان المعركة، والقدرة على استخدامها حين تجد فرصة، إلى أنّ المقاومين يعملون ضمن خطة محكمة وفعالة، وبصورة مدروسة، وضمن توزيع دقيق للمهمّات ونشر متقن للأسلحة.
ونفذت قوات المقاومة عمليات مصورة للالتحامات بعد تسلل بواسطة الأنفاق إلى ما وراء الخطوط الأمامية للعدو. وأظهرت المشاهد قوتين على الأقل للمقاومة، نفذتا تسللاً ناجحاً، وأطلقتا صواريخ «الياسين 105» الترادفية والخارقة للدروع، وأصابتا دبابات الاحتلال بدقة. كما أظهر أحد مقاطع الفيديو زرع عبوة في دبابة من مسافة صفر، ثم ضربها بقذيفة ترادفية، والانسحاب من المكان بواسطة نفق قريب من نقطة التسلل.
قادة العدو يبكون جنودهم القتلى.. وضباطه: »كانوا مستعدين لنا«
يتحدث قادة العصابات الصهيونية عن خسائر فادحة وعن شراسة المعركة، ويقولون حسب الإعلام الصهيوني، إن حركة المقاومة حماس أعدّت نفسها جيداً للقتال، وأخذت في الحسبان، بصورة أكيدة، أنه بعد 7 أكتوبر سيدخل الجيش الإسرائيلي القطاع.
وبحسب إفادات ضباط في مختلف الألوية، ففي اليومين الأخيرين وقعت اشتباكات كثيرة مع المقاومين وجهاً لوجه، واصفين صورة وضع المقاومة الفلسطينية بأنه «بعيد جداً في هذه المرحلة عن نقطة الانكسار».
وأكّد الإعلام الإسرائيلي أنّه «في أغلبية الأماكن، تنجح المقاومة في المحافظة على أسلوب قتال منتظم، يستند في الأساس إلى قتال الأنفاق، ويخرج عناصرها من فتحات في قلب الميدان، في محاولة لنصب كمائن أو استهداف القوات، وخصوصاً بواسطة نيران ضد الدروع».
الجحيم ينتظر الصهاينة في غزة
حتى الآن نجح أبطال المقاومة الفلسطينية في ضرب معنويات الجنود الصهاينة وكي وعيهم في أن الذهاب إلى غزة معناه الذهاب إلى الجحيم المنتظر، في وقت باتت أسلحة المقاومة بأنواعها كافة تلاحق العدو ودباباته وجنوده.
كما نجحت المقاومة في تكبيد العدو الصهيوني منذ بدء التوغّل البري لأطراف قطاع غزة خسائر مباشرة عسكرية وبشرية فادحة، ودفعت العدو ثمناً كبيراً لم يكن في حساباته وتقديراته رغم الدعم العسكري الأميركي المطلق، والدفع بحاملة طائرات وتعزيزات عسكرية كبيرة لضرب غزة واجتياحها بهدف تخليص الجنود الأسرى لدى حركة حماس.
أحرزت قوات العدو تقدماً محدوداً في مناطق مفتوحة خصوصاً جهة الساحل الغزاوي، ولم يكن تقدمه المحدود إلا على كم هائل من الخسائر التي جعلت قادة العدو يخرجون ليقولوا بأن دموعهم تتساقط على قتلاهم، ليتحدثوا عن صور مرعبة من ميدان المعركة، وإذا كان هذا يتعلق بالمعارك في المناطق المفتوحة فإن ما ينتظر الصهاينة في المناطق السكنية والمدمرة سيكون جحيماً بكل ما تعنيه الكلمة من معنى.
وخلال الأيام الماضية خاضت المقاومة الفلسطينية معارك شرسة في مواجهة دبابات العدو الصهيوني على أطراف قطاع غزة، وأوقعت خسائر فادحة وقعت في صفوفه وصلت إلى حد تدمير كتيبة كاملة من دباباته، وهو ما أصاب قادة العدو الصهيوني بهيستريا وجنون.
ضراوة المعارك جعلت قادة العدو يسجّلون اعترافاتهم لأول مرة في تاريخ وجود كيانهم اللقيط والمارق، وكان أبرزها تصريح رئيس الأركان في «جيش» الاحتلال الذي قال: «نخوض حرباً مع عدو قاسٍ، ولهذه الحرب ثمن مؤلم وباهظ علينا، لقد فقدنا عدداً من خيرة جنودنا خلال المعارك مع غزة»، أما عضو مجلس الحرب بيني غانتس فقد اعترف بشكل صريح فقال: «الصور القادمة من المعركة البرية مؤلمة ودموعنا تتساقط عند رؤية جنود جفعاتي يسقطون».
وتصريحات أخرى لمسؤولين صهاينة جاء فيها أن صورة الانتصار الذي يبحث عنها جيشهم في غزة غير موجود، وأضافوا: المقاتلون هناك يقاتلون حتى الموت ولا يرفعون أيديهم ولا يستسلمون، أما قائد وحدة متخصصة في جيش الاحتلال فقال أيضاً :»لأول مرة في تاريخ حروبنا مع العرب، نجد أنفسنا في موقع الدفاع وليس الهجوم، بات جنودنا يتساءلون كلّ يوم عمّن سيموت، جنودنا في حالة انهيار نفسي وباتوا يخشون الصعود في الآليات التي ستدمّرها صواريخ كورنيت التي تسلّمتها المقاومة حماس من حزب الله.
خروج قادة العدو الصهيوني على وسائل الإعلام بهذا الشكل من الاعترافات الصريحة في حال الارتباك، يعد مؤشّراً ومقياساً على الجحيم الذي يواجهه جيشهم في غزة، ومؤشّراً على أن قادة العصابات الصهيونية لم يستوعبوا بعد حجم هزائمهم وأنهم في حالة هستيريا مأزومة، جعلتهم يذهبون للانتقام الإجرامي بالقصف الوحشي على المدنيين.