صنعاء تصافح إيلات ببارود الغضب
الصمود||مقالات|| محمد يحيى الضلعي
نؤمن بالتاريخ ولا نعترف بالجغرافيا، ونفعل قبل أن نقول، ونبادر ولا نخاف، ونهاجم قبل أن نضطر للدفاع، فنحن اليمانيين أنصار المصطفى حين خذله قومه، ونحن أنصار غزة في اللحظة المناسبة، وفي اللحظة التي خذلها الجميع من حولها جاءت الصواريخ والمدد اليمني من خلف البحار معلناً تدشين مرحلة جديدة من معركة “طُوفَـان الأقصى” بنكهة يمانية غاضبة.
من كان يشكك في تدخل الأنصار فليناظر بعينه، ومن كان يجعل من ذلك مستحيلاً فأخبروه أن تحويل المستحيل إلى الممكن شيء عهدناه منذ سنوات، وأن صناعة المعجزات والانتصارات حرفة لنا، ومن دروس التصدي للعدوان ملخص واف لكل من يشكك في صدق وقدرات أبطال اليمن.
وندرك جيِّدًا تبعات كُـلّ شيء ونعرف أين ستصل الأمور، ولذلك قرّرنا أن نشارك غزة ورجالها الحرب وفقاً لما تمليه علينا ضمائرنا وعروبتنا وإنسانيتنا وديننا وقيمنا، فبعد إيلات سيأتي الدور على تل أبيب وحيفاء وكلّ المستوطنات.
فالسلاح هو الإرادَة، والسلاح هو القيادة، والسلاح السيادة وعدم الوصاية، أي حدث لليمن يسجل التاريخ منه شيئاً فهو لم يأت من فراغ ولكم في ذَلك عظة وعبرة وبيان، ولتعلموا معنى قول القائد “لستم وحدكم”، أي أن ليس هناك بيع وشراء للمشاعر ولا متاجرة بقضايا الأُمَّــة ولا استعطاف جماهيري، بل قول وفعل، وسمع الله لمن حمده ونحن نجيب ربنا ولك الحمد على نعمة القيادة وعلى نعمة الإنجاز.
نحن في هذا القرن والتاريخ نسجل يوماً مشهوداً لليمن العظيم المجاهد ولم يسبق أن جاء هذا اليوم منذ قرونٍ من الزمن.
إن المرحلة المتقدمة للقوات المسلحة اليمنية بضرب الكيان الصهيوني الغاصب وإعلان ذلك رسميًّا لم يكن ولن يكن هيناً لكل الدول العربية بدون استثناء، وليس بغريب عن قيادتنا ونحن نثق كُـلّ الثقة أن الأقوال تترجم إلى أفعال وبدون أية مزايدة أَو شك يراودنا، ولكن الضربات التي تلقاها الكيان الصهيوني في الـ31 من أُكتوبر وقبلها وإن شاء الله بعدها حتى يتحقّق النصر كانت موجعة للكيان الغاصب بغض النظر على التأويل المتداول والأوجع والأكثر إيلاماً كان لدى الأعراب المطبعين وعملائهم ومرتزِقتهم؛ لأَنَّ البرهان أصبح غير قابل للتدليس وأن إعلام المطبعين أصبح محصوراً بين جرائم حرب لمدة تسع سنوات وحصار شنه الأعراب على اليمن السعيد، وبين من جانبٍ آخر أن اليمن ينصر قضايا الأُمَّــة ويضرب الكيان الصهيوني الذي قتل عشرات الآلاف من الأطفال والنساء، بل وأين الجامعة العربية تدين الحدث اليمني العروبي ولا تنسى أن تبارك عاصفة الحزم مرةً أُخرى الذي أوصلتنا إلى جاهزية سلاح الردع.
ينادون بكل جبن لا تفتحوا النار على اليمن! وأين اليمن منذ سنوات إلا وسط النار وفي قلبها، فلتأتي أمريكا وإسرائيل بجحافلها فنحن أهلٌ لذلك ونحن رجال الحرب الذين نعرف جيِّدًا تفاصيل الحروب، فلا الموت يخيفنا ولا صواريخهم ترعبنا ولا إعلامهم يزعزع إيماننا، وثقتنا بالله تناطح السحاب، ونحن حاضرون لكل الخيارات.
لبيك يا غزة من صنعاء الصمود، من صنعاء التاريخ، من صنعاء الرجال، من صنعاء الغضب..
وأبشر يا قدسنا المأسور فقد دخل اليماني حسبة المعركة وأعلن النفير وأطلق الصواريخ وأرسل المسيَّرات نجدةً لك، فكن على ترقب بالفرج، واعلَمْ بأن ضربتَنا ليست الأخيرة.