صمود وانتصار

التطبيع سقط شعبياً

الصمود||

لليوم الـ 35 على التوالي من العدوان الوحشي لكيان العدو الإسرائيلي على غزة، لا تزال شوارع العالم تغلي نصرة لغزة وتنديداً بجرائم كيان العدو الإسرائيلي بحق السكان في القطاع، اذ خرجت تظاهرات عدة في مدن عربية وعالمية، اليوم الجمعة، تنديداً بتواصل الحرب على غزة لليوم الـ 35 على التوالي، كما تشهد التظاهرات العالمية زخماً متزايداً للمطالبة بوضع حد للإبادة الجماعية المرتكبة في القطاع المحاصر.

لا شك أن الحرب الوحشية التي يشنها كيان العدو الإسرائيلي على قطاع غزة قد أحرجت الحكومات المطبعة أمام شعوبها، ما دفع بتلك الحكومات لاتخاذ خطوات عديدة ومتفاوتة التأثير، وأدى ذلك إلى تراجع مستوى التطبيع خلال هذه المرحلة من الحرب، فقد ساهمت في مطالبة كيان العدو رعاياه بمغادرة العديد من بلدان المنطقة بمن فيها بلدان الأنظمة المطبعة، كما باقي الدول العربية التي تعرف مستويات من التطبيع معه، وذلك لانشغال سلطات كيان العدو بهذه الحرب التي منيت فيها بخسارة كبيرة، على المستويين الحربي والأخلاقي.

وقد عبّرت مختلف البلدان على مستوى المنطقة والعالم في أكثر من مناسبة عن قلقها البالغ من استمرار الأعمال العسكرية وتدهور الوضع الإنساني في قطاع غزة، مشيرة إلى أن الخطوات التصعيدية للعدو الإسرائيلي “تتنافى مع القانون الدولي الإنساني والقيم الإنسانية المشتركة وتنذر بتمدد الصراع واتساع رقعة العنف بشكل خطير”، ومنددة في الوقت ذاته بتقاعس مجلس الأمن والدول المؤثرة في القرار الدولي وعجزهم عن وضع حد لهذا الوضع الكارثي.

كما أن العديد من الدول اتخذت خطوات عدة تجاه الكيان الصهيوني، بمن فيها دول مطبعة معه، فقد استدعت الأردن سفيرها لدى الكيان الإسرائيلي، وعلقت البحرين علاقاتها الاقتصادية مع تل أبيب، لكنها تضل خطوات “غير كافية”، اذ أن المطلوب هو فك الارتباط بكيان العدو الإسرائيلي المحتل، وبالاتفاقيات الموقعة معه.

 إن البلدان المطبعة مع كيان العدو مُطالبة اليوم شعبيا بأن تتخذ خطوة ما، رداً على جرائم العدو الإسرائيلي في كل من قطاع غزة والضفة الغربية والقدس، وعلى إجراءاته المتواصلة التي تمس بمكانة المسجد الأقصى ومقدسات المسلمين”.

إن “أي علاقة مع كيان العدو الصهيوني هي تغطية على هذه الجرائم، واتخاذ أي موقف في الوقت الحالي، وخاصة من الدول العربية المؤثرة، التي لها وزن سياسي في الساحة العربية والدولية، من شأنه عزل كيان العدو والضغط عليها من أجل وقف هذه الحرب الدموية، تمهيدا لمحاسبته على خروقاته وجرائمها ضد الشعب الفلسطيني، مؤكداً أن كل الدول العربية يجب أن تتوحد حول موقف واحد للضغط على الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إمداداتها العسكرية واللوجستية إلى كيان العدو الإسرائيلي.

“التطبيع سقط شعبياً، وبقي أن يسقط رسمياً، حتى يكون هناك تناغم وانسجام بين الرسمي والشعبي “،أن “المسيرات المليونية والوقفات اليومية التي تنظم في مختلف بلدان العالم ، دليل على سقوط التطبيع، وأن كل يوم يمر مع بقاء هذا التطبيع، هو إهانة لتلك الشعوب الحرة “، إذ إن أبرز المطالب التي ترفع في المظاهرات، هي إسقاط التطبيع.

وفي النتيجة إن استمرار “المراهنة على هذا التطبيع المخزي والمذل، هو ما ينبغي الحذر كل الحذر منه لأن كيان العدو الإسرائيلي ومن خلفه التحالف الغربي بقيادة الوليات المتحدة الأمريكية يمثل خطرا وجوديا حقيقيا ليس على بلدان المنطقة والعالم الإسلامي فحسب بل يشكل خطرا على كل بلدان العالم الحر، ولقد أثبت الوقائع والاحداث هذه الحقيقة وقبل ذلك أثبتت فشل الرهان على التطبيع والاستقواء بأمريكا”.