بهذه الطريقة اليمن ينتصر لغزة
بهذه الطريقة اليمن ينتصر لغزة
الصمود||
الكيان الإسرائيلي يشكو اليمن إلى مجلس الأمن ” أعمى يقود أعمى”
إعلام العدو: الأمريكيون والسعوديون والإسرائيليون يحمون ” إيلات” لكن الطائرة وصلت
إن الشعب الذي نصر الإسلام وارتبط بأعلام الهدى وعاش مع القرآن واستبصر به واهتدى بآياته لم يكن ليقعد وهو يرى جحافل اليهود والنصارى ومؤامراتهم الرهيبة تتداعى وأسلحتهم تبيد غزة الأبية بأفتك الأسلحة، وعلى مرأى ومسمع العالم، لم يكن لشعبنا أن يهدأ والقتل في الشعب الفلسطيني بالآلاف وأمام شاشات التلفزة، والجميع يشاهد استعراض الكيان الصهيوني بقوته العسكرية وأسلحته الفتاكة، ويتلذذ بأشلاء الأطفال والنساء، في وقت أبناء الأمة يتملكهم اليأس، وتعصف بهم الفتن، وتستبد بهم الحيرة، ويعيشون أسوأ مراحل الاستضعاف والشتات والفرقة والتيه والضياع والحيرة.
إن الواجب الشرعي، والإنساني، والأخلاقي، والقومي، والديني، على أمتنا الإسلامية بشكلٍ عام، أن يساندوا الشعب الفلسطيني، والمجاهدين في فلسطين، وأن يقفوا إلى جانبهم، لأنه لا يجوز ولا يليق بالأمة أن تتفرج، ثم تتقدم كل الدول الأخرى الغربية لمساندة العدو الصهيوني، لكن يا للأسف، فلا موقف للمسلمين ولا موقف لمنظمة التعاون الإسلامي ولا الجامعة العربية.
من بين ركام الخانعين والمتنصلين في المنطقة كان لشعبنا اليمني صوت مسموع وواضح من اليوم الأول للعملية البطولية “طوفان الأقصى” فشعبنا اليمني حاضرٌ لفعل كل ما يستطيع في أداء واجبه المقدَّس، وعلى الرغم من بعد الجغرافيا مع فلسطين المحتلة إلا أن الشعب اليمني استطاع وبجدارة أن يكون في صلب المواجهة بعملياته العسكرية الناجحة بالصواريخ الباليستية والمجنحة وبالطائرات المسيرة.
قالها قائد الثورة السيد عبدالملك الحوثي ـ يحفظه الله ـ في بداية المعركة حين خاطب المجاهدين في فلسطين بالقول: أنتم لستم وحدكم، شعبنا إلى جانبكم، لا تكترثوا لكل الحملات الإعلامية، والإرجاف والتهويل، هذه العملية الكبرى وفَّقكم الله لها، وهي- إن شاء الله- إيذانٌ من الله تعالى ببدء مرحلةٍ جديدة، يمنحكم الله فيها المزيد من تأييده، ومعونته، ونصره، وهي – إن شاء الله تعالى- مؤشرٌ من مؤشرات اقتراب الفرج الإلهي إن شاء الله تعالى.
أوفى القائد بتعهداته ونفذ الجيش اليمني ست عمليات عسكرية في عمق العدو الصهيوني، أنكر خمساً منها عسى أن يخفف عليه من هول الصدمة إلا أن السادسة كانت أكبر وبالشكل الذي أقر معها العدو بوصول الصواريخ إلى “إيلات” المحتلة لتصيب بالجراح والارتجاح مجاميع المستوطنين الصهاينة ولتدمر وتحرق مقرات العدو العسكرية، لتوقف بعدها الحركة وتعطل المدارس ويدخل الكيان بكله في أزمة وجودية، فلا حلول ناجعة في مواجهة المارد اليمني.
سادس العمليات أعلن عنها متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع ليل الخميس 9 نوفمبر 2023م .. مؤكدا أن القوات المسلحة أطلقت بعونِ اللهِ تعالى دفعةً من الصواريخِ الباليستيةِ على أهدافٍ مختلفةٍ وحساسةٍ للكيانِ الإسرائيليِّ جنوبيِّ الأراضي المحتلةِ منها أهدافٌ عسكريةٌ في منطقةِ أُمِّ الرشراشِ (إيلات).
كما أكد العميد يحيى سريع أن العملية حققتِ أهدافَها بنجاحٍ وأدتْ إلى إصاباتٍ مباشرةٍ في الأهدافِ المحددةِ رغم تكتمِ العدوِّ على ذلك.
وجدد التأكيد على أن القواتِ المسلحةَ اليمنيةَ مستمرةٌ في تنفيذِ عملياتِها العسكريةِ نُصرةً لمظلوميةِ الشعبِ الفلسطينيِّ وحتى يتوقفَ العدوانُ الإسرائيليُّ على إخوانِنا في غزة.
قبل الإعلام كان جيش العدو الإسرائيلي قد أعلن عن ضربة بطائرة مسيرة في “إيلات” مؤكدا أنها تثير القلق، كما أعلن أنه تم إطلاق صاروخ أيضا من اليمن .. وأن العمل جار لفحص الجهة التي جاءت منها المسيرة المفخخة إلى “إيلات”.
وانتشرت مساء العملية مشاهد لآثار الدمار الذي خلفته الطائرات المسيرة في ” إيلات”، فيما ذكر المتحدث باسم جيش العدو الإسرائيلي أن طائرة بدون طيار أصابت مبنى في “إيلات” وأنه يجري التحقيق بالحادث.. فيما ذكرت القناة 14 العبرية أن الانفجار في إيلات سببه طائرة مسيّرة انفجرت في المدينة.
ولفت المراسل العسكري للقناة 13 العبرية أن الأمريكيين والسعوديين والإسرائيليين يحمون “إيلات” لكن الطائرة المسيرة الهجومية نجحت اليوم بالوصول إلى هدفها.
في ذات السياق، أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بأن المحاولات من اليمن ستستمر برغم كل طبقات الحماية والطائرات الحربية التي تجري دوريات في البحر الأحمر.
وأضاف الإعلام الإسرائيلي أنّ كل أجهزة الرصد لأسلحة الجو والبحر والبر على الرغم من أنها موجهة نحو اليمن، لم تنجح في اكتشاف المسيّرة التي وصلت إلى إيلات.
وبالتزامن، قالت “القناة 13” الإسرائيلية: إن “إسرائيل” ما زالت أمام لغز حول كيفية وصول المسيرة إلى إيلات.
ولفت المعلق العسكري في “القناة 13” ألون بن دافيد إلى أن سلاح الجو الإسرائيلي وضع كل أجهزة الاستشعار في الجو وعلى الأرض وأيضاً الرادارات في سفن سلاح البحرية، كلها موجهه نحو الجنوب ولم يتم اكتشاف المسيرة من أين أتت إلى إيلات.
وأشارت “القناة 12” الإسرائيلية إلى أن المحاولات من اليمن لاستهداف إيلات مستمرة، قائلةً: إن “اعتراض صاروخ باليستي هو حدث معقد”.
تتابع الضربات
سبق هذه العملية خمس عمليات لا تقل أهمية عنها، الأولى أعلنت في 31 أكتوبر بإطلاقِ دفعةٍ كبيرةٍ من الصواريخِ البالستيةِ والمجنحةِ وعددٍ كبيرٍ من الطائراتِ المسيرةِ على أهدافٍ مختلفةٍ للعدوِّ الاسرائيليِّ في الأراضي المحتلةِ وهذه كانت العملية الثالثة، كما نفذ في 6 نوفمبر الجاري عملية عسكرية بإطلاق دفعة من الطائرات المسيرة على أهداف مختلفة وحساسة للعدو الإسرائيلي في الأراضي المحتلة أدت إلى توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات.. أضف إلى ذلك العملية النوعية في 1 نوفمبر بإطلاق دفعة كبيرة من الطائرات المسيرة على أهداف عدة في عمق الكيان الصهيوني في فلسطين المحتلة وقد وصلت إلى أهدافها بفضل الله.
الفارق الزمني القصير بين هذه العمليات يجدد التأكيد بشكل واضح على أن مشاركة القوات المسلحة اليمنية في “طُوفان الأقصى” ليست مُجَـرّد حدث شكلي وعابر؛ بهَدفِ إظهارِ التضامُن، بل انخراطٌ عملي مبنيٌّ على خطط مدروسة وأهداف محدّدة بدقة وبتنسيق مع بقية أطراف محور المقاومة بما في ذلك المقاومة الفلسطينية.
هذا أَيْـضاً ما تؤكّـده طبيعة الأهداف التي تم قصفها في العملية العسكرية الأخيرة، والتي وصفتها القوات المسلحة بأنها “حساسة”، علماً بأن هذه هي المرة الأولى التي يتم فيها تحديد طبيعة بعض الأهداف التي تم ضربها في عمق الكيان والكشف عن بعض نتائج الضربة، حَيثُ أكّـد العميد يحيى سريع، أنه “كان من نتائج العملية توقف الحركة في القواعد والمطارات المستهدفة ولعدة ساعات”.
وهذا التأكيد يكشف بوضوح أن هذه العملية ضربت أهدافاً عسكرية وحيوية في عمق الكيان الصهيوني، كما يكشف أن الطائرات المسيَّرة وصلت إلى تلك الأهداف بنجاح وتسببت بتأثير كبير، وهو ما يعني أن اليمن قد أصبح جبهة عسكرية رئيسية لا تهدّد فقط باستنزاف القدرات الدفاعية الصهيونية بحسب ما حذرت العديد من التقارير الغربية خلال الأيّام الماضية، بل توقع أضراراً مباشرة وفورية في مصالح وقدرات جيش العدو، الأمر الذي يضع الأخير في مأزق إزاء التعامل مع هذه الجبهة، سواء على مستوى الضرر الذي بات واضحًا أنه يتصاعد ويصل إلى أهداف أدسم كُـلّ مرة، أَو على مستوى التعاطي الإعلامي مع الضربات اليمنية؛ لأَنَّ رواية “اعتراض” الهجمات ومحاولة التقليل من عدد الصواريخ والطائرات المسيَّرة ومن تأثيراتها، تصبح أكثر ضعفاً مع مرور الوقت وتصاعد الضربات وتكرارها.
وكان سماحة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، قد وجّه في خطابه الأخير رسالة للعدو الصهيوني بأن “الصواريخ والطائرات اليمنية ستصل إلى إيلات وإلى القواعد والمواقع العسكرية الإسرائيلية”، الأمر الذي يوضح أن الجبهة اليمنية ليست مُجَـرّد جبهة شكلية للاستنزاف، بل إنها جبهة مفتوحة لإحداث تأثير مباشر في أرض المعركة، وهي رسالة تفيد بأن محاولات العدوّ للتقليل من شأن هذه الضربات؛ مِن أجل الحفاظ على “سُمعته” الساقطة ومعنويات مستوطنيه المنهارة، لن تجدي نفعاً مع استمرار المعركة؛ لأَنَّ الضربات ستتكرّر وتأثيرها سيظهر بشكل حتمي ولن يستطيع العدوّ إخفاءه.
التدرج في العمليات
قراءة مسار الضربات اليمنية منذ الأولى وحتى الخامسة يوضح أنها تأخذ مسارا تصاعديا، من حيث الأسلوب أو النوعية أو طبيعة الأهداف. حيث تدرجت عمليات اليمن من إعلان الدخول إلى المعركة، ثم الاختبار العملياتي للميدان، وقراءة الموانع الأمريكية والخليجية وغيرها، ثم الالتفاف عليها ومعالجتها للوصول إلى مرحلة ضرب الأهداف بأريحية، وهذا جزء مهم من إدارة القوة الصاروخية والمسيرة لتحقيق الأهداف المرجوة.
وعليه، يمكن القول إن القوات المسلحة اليمنية التي تخبر الميدان جيداً وتقرأ نقاط قوة وضعف الأعداء ونتيجة الخبرة لسنوات في هذا المجال، بدأت تشكل عاملاً مهما في المواجهة الحالية، وهي قادرة على إلحاق الأذى بما تقتضيه مجريات المعركة في غزة، مع الأخذ بالحسبان تطور المعركة وتوسعها ومددها الزمنية ما يقتضي الاحتفاظ بأوراق قوة كبيرة ترمى على الطاولة وفق متطلبات المواجهة.
إن صنعاء تدير ضرباتها بدقة وهي قادرة على تخطي الموانع والعوائق لتحقيق الهدف وإسناد غزة بما يلزم، وإن صنعاء تملك الكثير من أوراق القوة التي تتعدى مسألة الصواريخ والمسيرات وتصل إلى حدود البحر والمحيط وما بينهما.
العدو يشكو باليمن في مجلس الأمن
عمليات القوات المسلحة أرقت العدو وأفقدته السيطرة ما دفع بسفير الصهاينة لدى مجلس الأمن لتقديمِ شكوى، وما أعظم اليمن حين يشكو به كيان طالما شن الحروب واجتاح البلدان لأتفه الأسباب وأبسط الذرائع منطلقاً من عنجهيته وغروه بما يمتلكه من قوة عسكرية، ولكنه أمام يمن الإيمان والحكمة لا يملك من أمره شيئا، فكل الخيارات غير مجدية أمام شعب صمد تسع سنوات أمام أقوى تحالف دولي.
سفير الكيان الإسرائيلي في مجلس الأمن جلعاد إردان قال في شكواه: إنه ومنذ المذبحة التي ارتكبتها حماس في 7 أكتوبر، أطلق “الحوثيون” صواريخ وطائرات بدون طيار على “إسرائيل” في أربع هجمات على الأقل… زاعماً أن لإسرائيل الحق في الدفاع عن نفسها، متناسياً أنه للمرة الأولى يقدم شكوى نظراً لعجزه وجبنه.
وأوضح ” إردان” في رسالته، أن “الحوثيين” أعلنوا مسؤوليتهم عن عدة هجمات في الشهر الماضي.. محذرا من أن هذه الهجمات قد تكون لها عواقب إقليمية واسعة وخطيرة.
ولكن لماذا يتجه “الإسرائيلي” إلى مجلس الأمن وما حقيقة نواياه تجاه اليمن؟ وهل يمكن خوض المعركة السياسية وتصعيد المعركة الإعلامية إلى جانب مسارات المعركة العسكرية؟
من المعلوم قطعاً أن أي عملية عسكرية تقوم بها أي دولة عربية ضد الكيان الإسرائيلي مهما كان حجم تلك العملية أو نوعها فإن العقيدة العسكرية “الإسرائيلية” تقوم على أنه لا بد من الرد للحفاظ على استراتيجية الردع وهذه الاستراتيجية يحاول الكيان الإسرائيلي من خلالها ردع كل الدول في المنطقة حتى لا تفكر أي دولة (مجرد التفكير) بأن تُقدم في يوم من الأيام على استهداف الكيان أو مصالحه مهما كانت الأسباب ولو قام هذا الكيان بقتل الآلاف من الفلسطينيين أو انتهك أجواء الدولة المحيطة به أو قصف أو اعتدى فإن “إسرائيل” لها الحق الكامل في فعل ما تريد، من وجهة نظرهم، لكن ليس من حق أي جهة كانت أن ترد أو تساند أو تدافع عن نفسها (هذا ما حصل ويحصل منذ عقود).
هذه المقدمة للتأكيد على أهمية ما أقدم عليه اليمن، فدخوله المعركة وبهذا الشكل وفي هذا التوقيت أدى إلى إسقاط ما عملت “إسرائيل” على تحقيقه خلال الخمسين سنة الماضية بأنها القوة التي لا يمكن لأي دولة أو جهة الاقتراب منها، ولهذا نجد أن الإسرائيلي وبعد الهجمات اليمنية سارع إلى إطلاق التهديدات، ولأنه يعلم من هو اليمن اتجه إلى أساليب قد تكون هي المرة الأولى في تاريخ الكيان أن اتجه إلى تلك الأساليب كتقديم شكوى إلى مجلس الأمن، ولا نخفي هنا نصائح الأمريكي للكيان بعدم التورط في معركة مفتوحة مع الشعب اليمني فالأمريكي يعلم أن من تورط في حرب معهم لا يمكن للمعركة أن تنتهي إلا بانهيار خصوم اليمنيين.
ونشير هنا إلى ما تضمنته رسالة السفير “الإسرائيلي” إلى مجلس الأمن من معلومات وتفاصيل الهجمات اليمنية والأسلحة المستخدمة في تلك الهجمات وهي كالتالي:
– هجوم يوم 19 أكتوبر (تم بـ 5صواريخ كروز و30 طائرة مسيرة).
– هجوم يوم 27 أكتوبر (قال: إنه بصواريخ طوفان ومسيرات حاولت اختراق المجال الجوي الإسرائيلي كما يقول).
– هجوم 31 أكتوبر (قال: إنه تم بصاروخ طوفان استهدف مدينة إيلات وصاروخين كروز).
وقال: إن هناك هجوماً رابعاً في ذات اليوم وفي اليوم التالي أي 1 نوفمبر وكان بطائرات بدون طيار لم يحدد عددها، كما تحدث عن هجوم آخر بطائرات بدون طيار (ما بين 4- 6).
كما أنه لم يتحدث عن التصدي لهذه الصواريخ أو المسيرات، ولكن الأهم من ذلك إن الشكوى الإسرائيلية لمجلس الأمن إقرار واضح بالعمليات العسكرية اليمنية ونجاحها.
صنعاء مصدر إزعاج
في هذه السياق أشار معهدُ دراسات الأمن القومي في كيانِ الاحتلال الصهيوني، إلى أن قواتِ الجيش اليمني تشكِّلُ مصدرَ إزعاج لـ “إسرائيل” فيما القدرة على ردع هجماته محدودة.
وأوضح المعهدُ الصهيوني، في دراسة أعدها الخبيران الصهيونيان “يوئيل جوزانسكي، وسيما شين”، أنه “على الرغم من بُعد المسافة بين اليمن وفلسطين المحتلّة، إلا أن هذا يجعلُ قدراتِ “تل أبيب” محدودة أَيْـضاً، وفي ذات الوقت سيشجِّعُ صنعاء على إيجاد طرق عمل أُخرى، حَيثُ سيكون الضرر الذي يلحق بإسرائيل أكبر”.
ولفت معهد الدراسات الصهيوني إلى أن “إجراء رد إسرائيلي من أي نوع سيتطلب التشاور والتنسيق المسبق ليس فقط مع الولايات المتحدة، ولكن أَيْـضاً مع شركاء إقليميين آخرين وعلى رأسهم الإمارات والسعوديّة”؛ وهو ما يؤكّـد أن العدوان على اليمن يضم خليطاً أمريكياً صهيونياً بصبغة محسوبة على العرب.
وبحسب معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، فقد واجهت السعوديّة والإمارات صعوبةً خلال حرب استمرت نحو 9 سنوات في التصدي لهجمات الجيش اليمني عليهما، رغم قربهما الجغرافي من اليمن، والتعاون الذي حظيا بهما من أطراف أُخرى مرتزِقة في اليمن، وحتى المساعدات الأميركية والغربية التي تم توفيرها لهم.
من جانبٍ آخر، اعترفت قناةُ “آي 24” الإسرائيلية، أن “صنعاء تمكّنت من خلط أوراق الكيان الصهيوني”، وذلك تزامناً مع إعلان متحدث القوات المسلحة العميد يحيى سريع، تنفيذ العملية الخامسة في الأراضي المحتلّة بفلسطين.
ونقلت القناة “آي 24” العبرية عن مسؤول صهيوني قوله: إن “هجماتِ صنعاءَ لا تقِلُّ خطورةً عما يدور في الجبهة الشمالية”، مُشيراً إلى أن بلاده كانت أعدت العدة للمواجهة مع حزب الله، بالتزامن مع المعارك في غزة، لكنها تفاجأت بدخول “أنصار الله” وهو ما وصفه بـ “عكس عقارب الساعة“.
وكشفت القناةُ عن مخاوفَ متزايدةٍ لدى قادة الكيان الإسرائيلي من هجمات صنعاء، والتي قالت القناة إنها استطاعت توقيف النفط في السعوديّة بهجوم على أرامكو قبل سنوات، في إشارةٍ إلى امتلاك صنعاء قدرات بالستية على تحقيق إصابات دقيقة.
أطول الهجمات على الكيان
من جانبها قالت صحيفةُ “هآرتس” الإسرائيلية: “إن الضربات الصاروخية التي نفذتها القوات المسلحة اليمنية على الكيان الصهيوني قد تعتبر أطولَ هجمات بالستية من قواعدَ أرضيةٍ في تأريخ الحرب الحديثة”.
وقال تقريرٌ نشرته الصحيفةُ: “إن الهجمات التي نفذتها القوات المسلحة على الأراضي المحتلّة كانت على نطاق مختلف تمامًا عن العمليات التي استهدفت السعوديّة والإمارات خلال السنوات الماضية؛ لأَنَّ المدى في الهجمات الأخيرة كان هو الأطول على الإطلاق”، مرجحة أن يكون “هذ الهجوم الصاروخي الأطول مدى في الحرب الحديثة”.
وقالت الصحيفة: “إن الهجوم اليمني تفوَّقَ على هجماتٍ سابقة مسجلَّةٍ كأطول عمليات صاروخية، ومنها إطلاق روسيا صواريخ كروز من سفن حربية في بحر قزوين على أهداف لتنظيم داعش في شمال شرق سوريا على بُعد حوالي 1500 كيلومتر في عام 2015، وإطلاق البحرية الأمريكية صواريخ توماهوك كروز من بحر العرب على أهداف لتنظيم القاعدة في مدينة خوست الأفغانية، بمدى يتجاوز 1200 كيلو متر عام 1998.
وأضافت: أن الضرباتِ الصاروخيةَ اليمنية على “إسرائيل” تُعتبَرُ -وبشكل شبه مؤكّـد- أطولَ الهجمات الصاروخية البالستية التي يتم تنفيذُها من قاذفات أرضية.
التواجد الأمريكي في مرمى النيران
مجلة “إنترسبت” الأمريكية توقعت توسُّعَ المعركة في الشرق الأوسطِ؛ لتشمل استهدافَ القوات الأمريكيةِ المتواجدة في المحافظات الجنوبية والشرقية المحتلّة، في إشارةٍ إلى أن دخولَ اليمن على خَطِّ المعركة ضد الكيان الصهيوني قد يشعل حرباً ضد تواجد أمريكا في الإقليم بأكمله.
ونشرت مجلةُ “إنترسبت” الأمريكية تحليلاً كتبه مراسل المجلة لشؤون الأمن القومي الأمريكي، كين كليبنشتاين، أوضح أن الوجود العسكري الأمريكي في اليمن قد يكون سبباً في امتداد المعركة في المنطقة وتحويلها إلى حرب إقليمية، مؤكّـداً احتمالية أن تصبح الأهداف الأمريكية في المنطقة بما فيها الموجودة سرياً داخل اليمن (جنوب البلاد في مناطق سيطرة تحالف العدوان) أهدافاً للهجمات اليمنية أَيْـضاً، إلى جانب الهجمات على الكيان الإسرائيلي.
وأقرت المجلة الأمريكية بأن لأمريكا قوات تتبع العمليات الخَاصَّة (المارينز) متمركزة في المناطق الجنوبية والشرقية المحتلّة.
وأضافت أنه “مع تهديد الحرب بين إسرائيل والمقاومة الفلسطينية بتوسعها لتشمل اليمن أَيْـضاً فَــإنَّ الوجود العسكري الأمريكي على الأرض جنوب اليمن يثير شبح تعميق التدخل الأمريكي في الصراع”.
ورأت المجلة أن أفضل استراتيجية لتجنب الانجرار إلى حرب أُخرى في الشرق الأوسط هي عدم وجود قوات أمريكية في المنطقة وإعادة أُولئك الموجودين في اليمن إلى أمريكا، وأن وجودهم هناك لا يجعل أمريكا أكثر أمناً، بل إنه يعرِّض واشنطن أكثرَ لخطر حرب أُخرى في الشرق الأوسط.
وكشف التحليلُ أن قواتِ المارينز الأمريكي الموجودة في اليمن تحت ذريعة محاربة الإرهاب حسب ما يزعم البنتاغون، إلا أن هذه القوات استخدمت وجودها في اليمن لشن هجمات عدائية على اليمنيين وأبناء المنطقة عُمُـومًا وفي مقدمتهم الفلسطينيين.