صمود وانتصار

مذابح دموية تنعي ضمير العالم!!

الصمود||مقالات|| عبدالرحمن الأهنومي

تتواصل حرب الإبادة الصهيوأمريكية الغربية على غزة لليوم الـ35 على التوالي، ليس هناك أفظع من حرب تستهدف الأطفال والنساء والرضع والمستشفيات وتلاحق الجرحى إلى المستشفيات وسيارات الإسعاف، ليس هناك أبشع من حرب الصهيونية الأمريكية الغربية التي تستبيح كل شيء في غزة، تقصف الناس حتى في المقابر والمستشفيات والمخيمات، تدمر البنى بشكل شامل، وتدك مقومات الحياة بلا هوادة بسلاح محرم ومُدمر، المشاهد التي تأتي من غزة تضع العالم أمام أبشع وأفظع المذابح في تاريخ الحياة كلها.

ومع كل مذبحة جديدة يرتكبها العدوان الصهيوأمريكي في غزة، ومع ارتقاء كل شهيد فلسطيني هناك، يرى العالم بأم عينيه إجراماً فاق كل ما عرفته وعهدته البشرية من إجرام المجرمين والعصابات الهمجية، وتثبت أمريكا الراعية للعدوان أنها أم الإجرام والإرهاب والإبادة، وتثبت الأسلحة الأمريكية والإسرائيلية قدرة فائقة في القتل والتدمير وصناعة الموت، وتثبت أن ربيبتها إسرائيل ليست إلا مجموعات من عصابات القتل والإجرام المتأصل وحشية وفظاعات، وبكل تأكيد، لن توقف الإدارة الأمريكية ربيبتها إسرائيل عن الاستمرار في عدوانها على الأطفال والمستشفيات والنازحين والمدنيين في قطاع غزة، فمنذ اليوم الأول وضعت أمريكا كل حشودها وترسانتها العسكرية وملياراتها رهن هذه الحرب، وأعطت الضوء الأخضر لاستباحة كل شيء، القصف على الأطفال والمستشفيات والمدنيين يجري اليوم برعاية أمريكا وبدعمها المطلق.

في بداية العدوان فرضت أمريكا وربيبتها حصارا خانقا على غزة وحولتها إلى أكبر سجن مغلق في العالم، وخلال أسابيع العدوان قصفت بأطنان المتفجرات – تزن 5 – أضعاف ما تعرضت له ناجازاكي وهورشيما اليابانيتان، يقول خبراء إن أمريكا حولت غزة إلى حقل تجارب تختبر فيه مع ربيبتها إسرائيل الأسلحة والتكنولوجيات العسكرية الحديثة، والحقيقة أن غزة أصبحت بمثابة اختبار للإنسانية وللضمير العالمي وللقيم الإنسانية، وامتحان يعري النفاق الغربي ويسقط العناوين التي يتشدق بها.

ما يجري من عدوان وحشي على قطاع غزة هو استمرار لنكبة 1948، لكن ما يحدث اليوم هو الأفظع على الإطلاق، ولا يمكن لأحد أن يتخيل ما يتعرض له أبناء غزة إلا أبناء غزة، ورغم أن الأهوال والمذابح والإبادة يرتكبها العدو الصهيوأمريكي اليوم على مرأى ومسمع العالم، ويشاهدها الجميع على قنوات البث التلفزيوني ووسائل التواصل الاجتماعي، غير أن الضمير العالمي يبدو أنه قد مات ودفن تحت التراب.

في الوقت نفسه فإن كل متابع للقتل والإبادة التي يمارسها العدوان الصهيوأمريكي في غزة يدرك الجذور التاريخية لما يجري وسيعلم أن هذه الوحشية متأصلة في نفسيات إجرامية يهودية تربت ونشأت ورضعت الإجرام جيلا بعد جيل حتى وصلت إلى هذا المستوى، وسيدرك أن الدعم الأمريكي لهذا الكيان اللقيط وراء كل هذه الدماء والمجازر، وبالتالي سيكون موقفه إزاء ما يجري واضحاً تجاه أمريكا وتجاه الكيان المجرم وتجاه الغرب المنافق، فما يحدث هو بمثابة اختبار للإنسانية وقيمها.

يكفي أن يتابع المرء المذابح والفظائع اليومية في غزة ليدرك إجرام أمريكا وتوحش الصهاينة، وأن يدرك نفاق الغرب، وفي الحال يشهد موت الضمير العالمي الذي يشاهد ولا يحرك ساكنا، وأقصد بالضمير العالمي، ضمير الأنظمة والحكومات، والمؤسسات الدولية والأممية.. أما الشعوب فموقفها واضح ضد المذبحة.