التاريخ الأمريكي الأسود
الصمود||مقالات|| حمدي دوبلة
تأبى الولايات المتحدة الأمريكية إلّا أن تظهر على حقيقتها الإجرامية وأن تنتصر لتاريخها الإرهابي الأسود.
-أمريكا بمشاركتها القذرة في جرائم الإبادة الجماعية للشعب الفلسطيني في غزة وسفك دماء عشرات الآلاف من النساء والأطفال وبكل هذه الوحشية والغطرسة تضيف إلى سجلها الدموي محطة جديدة في حلقات الإبادة الجماعية التي نفذتها على مر التاريخ بدءا بجرائم التطهير العرقي للهنود الحمر ومرورا بفظائع قنبلتي هيروشيما ونجازاكي في اليابان ومجازر كوريا الشمالية وفيتنام والعراق وأفغانستان والقائمة تطول، وصولا إلى مذبحة الشعب الفلسطيني في غزة التي تجري اليوم بقرار وبدعم وتشجيع وغطاء أمريكي وبأسلحة أمريكية أكثر فتكا وخبثا عمّا كانت عليه في جرائمها خلال العقود والسنوات الماضية.
-إدارة بايدن والسياسة الأمريكية عموما تتعرى اليوم بمشاركتها المباشرة في إبادة شعب كامل وذبحه من الوريد إلى الوريد على مرأى ومسمع من العالم لتبدو على حقيقتها الإرهابية الدموية وتثبت زيف وكذب شعاراتها عن الحقوق والإنسانية والعدالة واحترام حقوق الإنسان ومفاهيم الديمقراطية والمدنية والحضارة.
-ما تسوقه واشنطن من حجج ومبررات واهية لشرعنة المحرقة المروّعة بحق الشعب الفلسطيني الأعزل في غزة والمنفذة بأياديها الملطخة بالدماء وبأيدي الصهاينة السفّاحين باتت مفضوحة ومقززة ولم تنطلِ حتى على الشعب الأمريكي وغيره من شعوب الغرب، التي لم تعد أمام هول المجازر تقتنع بالرواية الصهيونية الغربية وإنما راحت تستقي المعلومات من مصادرها الخاصة لتقف على حقيقة ما يجري من قتل وإبادة لأطفال ونساء فلسطين ومن تدمير ممنهج للحياة الإنسانية في كل أنحاء ومناطق القطاع الذي يعد أكثر البقاع اكتظاظا بالسكان على وجه الأرض، لينعكس ذلك في حالات من السخط والاحتقان والغليان الشعبي عبرت عنه الجماهير الغاضبة في أكثر من بلد غربي بما فيها أمريكا نفسها ووصل الاحتجاج إلى قلب مراكز صنع القرار هناك.
– الإرهابي بنيامين نتنياهو وغيره من القتلة والمجرمين في تل أبيب لا يلقون بالا للغضب الشعبي المتنامي حول العالم ضد مجازرهم الوحشية بحق أطفال ونساء غزة ورددوا مرارا أن ذلك لا يعنيهم وأن لا شيء سيقف في طريق رغبتهم في القتل والتدمير، بما أن القرار والحل والعقد بيد الشريك الوفي جو بايدن الذي لا يرى في شلالات دماء ملايين الفلسطينيين غير وسيلة شرعية ومقبولة لضمان حق “إسرائيل ” في الدفاع عن نفسها وشعبها، بل إن من المسؤولين الصهاينة من تحدث صراحة بأن لا أحد بريء في غزة وأن نحو ثلاثة ملايين إنسان من سكانها يستحقون القتل وآخرين طالبوا بإبادة شعبها ومحوها من على وجه الأرض بالقنابل النووية.
-الصحوة المتصاعدة في الضمير الشعبي في أمريكا والغرب وسخطه المتنامي إزاء انهيار القيم الإنسانية في نفوس حكّامه وساسته دفعت العديد منهم وفي مقدمتهم العجوز بايدن الطامح إلى ولاية رئاسية ثانية إلى تغيير القليل من سياسة الدعم اللا محدود لمجازر الكيان -ولو في العلن- وراحوا يناورون كذبا وبهتانا من خلال دعوات تضليل وخداع لحماية المدنيين الفلسطينيين، والتأكيد على أهمية الالتزام بالقانون الإنساني الدولي والتخرُّص بالسعي لهدن إنسانية وإدخال مساعدات إغاثية للمحاصرين والضحايا دون أن تكون ملزمة للكيان الذي يواصل مجازره بحق النساء والأطفال ويمعن في سفك دماء الفلسطينيين، وقد أمن تبعات العقاب وتداعيات مذابحه المتواصلة بحق ملايين الأبرياء.