التداعيات الكارثية للاقتصاد الإسرائيلي من قرار صنعاء باستهداف سفنه
التداعيات الكارثية للاقتصاد الإسرائيلي من قرار صنعاء باستهداف سفنه
الصمود||
كنتاج لاستمرار العدوان والحصار الصهيوني على غزة أوصدت اليمن باب المندب أمام حركة الملاحة الصهيونية بشقيها العسكري والتجاري، في قرار تاريخي من نتائجه الأولى الاضرار الاقتصاد الصهيوني بشكل مباشر، هذا الاقتصاد الذي يعاني بعد عملية طوفان الأقصى في سبت السابع من أكتوبر.
في قرار تاريخي له ارتداداته الكارثية المباشرة على اقتصاد كيان العدو أعلنت القوات المسلحة اليمنية في بيان الثلاثاء 14 نوفمبر 2023 “أنها لن تتردد في استهداف أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر أو أيّ مكان تطاله أيديها”
ومن النتائج الأولية للقرار اليمني التاريخي نصرةً لـ غزة وفقا لنائب رئيس دائرة التوجيه المعنوي بوزارة الدفاع العميد عبدالله بن عامر هي أولا: أن “شركات الشحن ستعيد النظر في إجراءات تأمين النقل البحري إلى “إيلات” وبالتأكيد أنها سوف ترفع سعار التأمين وبالتالي سنكون أمام أول نتيجة مباشرة للقرار اليمني بل إن بعض الشركات سوف تراجع إمكانية استمرارها في الشحن نحو “ايلات” وقد تتوقف لفترة.
وثانيا “التداول الإعلامي للقرار اليمني سوف يؤثر على حركة الملاحة بشكل مباشر أو غير مباشر فهذا يعني أن المنطقة باتت غير آمنة وبالتأكيد أن الشركات تضع ما جاء في البيان اليمني في الاعتبار، وسوف تضطر إلى تأجيل بعض الشحنات أو اتخاذ مسارات بديلة وذلك سيؤدي إلى رفع الأسعار.. بمعنى التأثير غير المباشر على الاقتصاد الدولي”.
وثالثا “سوف ترتفع أسعار الكثير من السلع داخل الكيان نتيجة ارتفاع أسعار الشحن، إضافة إلى اضطرار السفن إلى اتخاذ مسارات بعيدة عن البحر الأحمر (الطريق المختصر) بمعنى أنها إذا كانت قادمة من الخليج أو آسيا سوف تضطر إلى الدوران حول القارة الإفريقية وهذا يعني تأخرها لمدة أسبوعين بما في ذلك ناقلات النفط المتجهة إلى الكيان.
أضف إلى ذلك أن القوات المسلحة اليمنية أكدت أن توقف عملياتها ضد العدو مرهون بتوقف العدوان على في غزة وبالتالي فإن “القرار اليمني سيضغط أكثر على الدول الكبرى من أجل إجبار الإسرائيلي على وقف إطلاق النار”.
ولخطورة إغلاق مضيق باب المندب على الكيان المؤقت استذكر العميد عامر أنه “في حرب 1973م قامت مصر بالتعاون اليمن بإغلاق باب المندب أمام السفن الإسرائيلية (المتجهة من وإلى إيلات) وخلال أيام الحرب (الأيام الأولى) كان الإسرائيلي يُكابر ولا يتحدث عن أية أضرار حتى لا يمنح الطرف الآخر إنجاز في حين أن اقتصاده كان يتكبد خسائر بشكل يومي لدرجة أن بعض المصانع توقفت ولم يكشف الإسرائيلي عن خطورة إغلاق باب المندب إلا أثناء مفاوضات وقف الاشتباك أو وقف إطلاق النار ولم يطرحها الإسرائيلي بنفسه بل الأمريكي وكان كيسنجر يلح على الجانب المصري إنهاء إغلاق باب المندب وهنا شعرت مصر بأنها اتخذت خطوة مهمة كان لها دور في إخضاع الإسرائيلي أثناء تلك المفاوضات لدرجة أن الإسرائيلي اشترط إنهاء إغلاق باب المندب مقابل فك الحصار على الجيش المصري الثاني قبل أن تتكشف للعالم الخسائر في الاقتصاد الإسرائيلي”.
الخبير العسكري اللبناني شارل أبي نادر أشار إلى قدرة اليمن على تنفيذ تهديها مؤكدا أن الإمكانات العسكرية اليمنية أثبتت قدرتها خلال الفترات السابقة، منوها بالقرار المعلن والجريء لاستهداف القدرات البحرية الصهيونية ليس فقط في البحر الأحمر بل إن ذلك يمتد إلى البحر العربي خليج عدن.
معادلة جديدة فرضتها اليمن ابتداء من الآن وصاعدا “عيون اليمن مفتوحة للرصد الدائم والبحث عن أي سفينة إسرائيلية في البحر الأحمر وباب المندب تحديدًا وما يحاذي المياه الإقليمية اليمنية” ولن يفلح “اعتماد العدو الإسرائيلي أسلوب التهريب، وإنزال علمه من على السفن التابعة له، و”ستظفر” به القوات المسلحة اليمنية و”ستنكل به”، “وفي أي مستوى تناله أيدينا وإمكاناتنا، لن نتردد في استهداف العدو، هذا موقفنا المعلن والصريح والواضح، وليعرف به كل العالم” هكذا كان وعيد السيد القائد بدر الدين الحوثي وهذا ما سنشهده خلال الأيام القليلة المقبلة، إن لم يكف العدو أذاه عن غزة.
اليمن الذي اتخذ قراره الشجاع هذا، بعد عجز 57 دولة عربية وإسلامية اجتمعت مطلع الأسبوع في الرياض عن اتخاذ أي فعل ينصر الشعب الفلسطيني، اليمن قادر على تنفيذ وعيده والتنكيل بالعدو وبسفنه، وستتوسع الضربات اليمنية إلى أي مكان “تطاله أيدي” الجيش اليمني، وما إسقاط طائرة التجسس الأمريكية فائقة التطور “إم كيو 9” الأسبوع الفائت في المياه الإقليمية اليمنية إلى بداية السيادة اليمنية على مياهه وعلى مضيق باب المندب.