عملية السفينة الصهيونية..موقف القول والفعل
الصمود||مقالات|| عبدالكريم الوشلي
يمكن القول إن عملية القوات المسلحة اليمنية التي كان من نتائجها السيطرة على السفينة الإسرائيلية واقتيادها إلى السواحل اليمنية، حسبما جاء في بيان القوات المسلحة الذي تلاه ناطقها العميد يحيى سريع..
هذه العملية شكلت المستجِدَّ النوعي الذي دشن مرحلة جديدة من المواجهة مع العدو الصهيوني، وكرس قوة ورسوخ الموقف اليمني المساند للمقاومة الفلسطينية ومصداقيةَ هذا الموقف ومبدئيته وأنه موقف قول وفعل لا انفصام أبدا بين طرفي معادلته..
ووفقا لبيان القوات المسلحة المشار إليه، فإن هذه العمليات اليمنية المستهدفة للعدو الصهيوني في داخل كيانه وفي الخارج، والتي تأتي تنفيذا لتوجيهات السيد القائد عبد الملك الحوثي وانسجاما مع تطلعات ومطالبات أبناء شعبنا اليمني
وأحرار شعوب أمتنا.. ستتواصل وتستمر حتى يتوقف العدوان الوحشي الصهيو أمريكي ومجازرُه البشعة بحق المدنيين في قطاع غزة وفي عموم فلسطين الجريحة.
وهنا يتحدد بعدٌ مهم من أبعاد الموقف اليمني، الذي تأتي عملية السفينة الصهيونية في سياقه، وهو بٌعد يتراءى ضمن مروحة من الأبعاد الموضوعية والإستراتيجية ذات الصلة..
وفي رصد هذه الأبعاد المرموقة، يمكن ملاحظة أن الجرأة والشجاعة والسرعة في إرداف القول بالفعل، وهي السمات التي تطبع المتوالية المتصاعدة والمنتظمة والمدروسة للعمليات العسكرية اليمنية المسانِدة للمقاومة الفلسطينية، هي نتاج مبدأيةِ الموقف الذي يجترحها، وكونِه نابعا من محركات ودوافع إيمانية جهادية عقيدية لا مكان فيها-كما أكد السيد القائد-للمزايدة أو المناكفة أو المناظرة أو التباهي واستعراض العضلات..
هذه العملية، أيضا، بما تنطوي عليه من مكيِّفات إستراتيجية ومفصلية واضحة، هي تنفيذ لوعد القائد في خطابه الأخير قبل أيام وما تلاه من بيان للقوات المسلحة في اليوم ذاته يؤكد العمل لتنفيذ ذلك الوعد، كما أنها محمَّلة بمضمون استهدافي جوهري هو نصرة الشعب الفلسطيني المظلوم ونجدته وما يتصل بذلك من قيام بواجب ديني وإيماني وجهادي غير خفي في كنهه ووصفه..
كما أن أمر هذه العملية النوعية كسوابقها ولواحقها تتميز، إضافة إلى ما سبق، بإحداث آثار مطلوبة في جبهة العدو، من بينها تشتيت قواته، وإبقاؤه في حالة قلق مزمن من توسع رقعة المواجهة والحرب، الأمرُ الذي يخشاه بقوة هذا العدو وراعيه الأمريكي الغربي..
ولا يغيب عن البال كذلك ما تشكله هذه العملية الفارقة، إضافة إلى مثيلاتها، من ضغط على العدو الصهيوني الأمريكي بما يرجِّح جنوحَه نحو إعادة حساباته ووقف عدوانه وحرب الإبادة الجماعية والمجازر المفرطةِ البشاعة والدموية بحق سكان غزة، والمترافقة مع مخطط خبيث مبيت ومتواطأٍ عليه غربيا لتهجير أبناء غزة من أرضهم وديارهم..
وغير خاف في السياق، كذلك، ما تتكفل به هذه العمليات من رافد معنوي كبير ومؤثر للأبطال المقاومين لجيش العدو من مختلف فصائل المقاومة الفلسطينية وأجنحتها المسلحة..
أما الأصوات النكرة التي تتباكى على القانون الدولي والأمن والسلم الدوليَّين وسلامة الملاحة البحرية وما إلى ذلك من متارس ذرائعية واهية يتمترسون بها نسجا على منوال (قميص عثمان)!
فهؤلاء يقال لهم أين أنتم وقانونكم الدولي من أكبر مذبحة للأطفال في التاريخ البشري فيها تحول ستة آلاف طفل إلى أشلاءَ وقطعٍ صغيرة محترقة خلال أقلَّ من شهر ونصف الشهر؟! وإن كان مجتمعكم الدولي المزعوم حريصا على سلامة الملاحة الدولية في البحار وممراتها التجارية، فإن الكيان اللقيط المجرم هو أكبر خطر وأكبر مهدد لكل ذلك.. وما عليكم إن كان لديكم ذرة مصداقية إلا أن توقفوا عدوانه الذي فاق كل الحدود في دمويته ووحشيته..