ثلاث حقائق ظاهرة للعلن مع استئناف الحرب على غزة..!
الصمود||مقالات|| عبدالرحمن الأهنومي
ما إن انتهت الهدنة الإنسانية المؤقتة في غزة صباح أمس، دون الإعلان عن تمديدها، حتى سارع العدو الصهيوني إلى استكمال حربه الإجرامية على غزة بالمجازر المروعة، وقام بشن غارات كثيفة على جنوب وشمال القطاع، أسفرت عن وقوع أكثر من مائة شهيد في أولى الساعات بعد انتهاء الهدنة.
انتهاء الهدنة وتجديد العدو الصهيوني حرب الإبادة بعشرات المجازر، تزامن مع استقبال حافل من قبل زعماء الأنظمة العربية لرئيس الكيان الصهيوني ومصافحتهم بحفاوة للإرهابي اليهودي هيرتسوغ في أبو ظبي عاصمة دويلة الإمارات، وجاء بعد ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، ليعطي الضوء الأخضر للكيان الصهيوني وقادته بتجديد ومواصلة حرب الإبادة الإجرامية على غزة، ولكل ذلك ما له من دلالات كاشفة لحقائق ليست خافية، لكنها تؤكدها وتكشفها على نحو أوضح.
النقطة الأولى في ما يتعلق بالمجازر – التي استشهد فيها أكثر من مائة شهيد في غزة – خلال ساعات قليلة من إعادة استئناف العدو الصهيوني حربه الإجرامية على غزة مستهدفا بمئات الغارات العنيفة شمال وجنوب قطاع غزة، فإننا أمام حرب إبادة جماعية مدججة بعقيدة يهودية متأصلة في الإجرام والوحشية والتوحش، المجازر والمذابح المروعة التي سارع العدو الصهيوني لارتكابها مع انتهاء الهدنة، دون توقف، تكشف لنا تَعطُّش قادة العصابات اليهودية الصهيونية المارقة لدماء الشعب الفلسطيني التي تعكس العداء المتأصل لدى هذه العصابات المارقة للشعب الفلسطيني ولكل شعوب أمتنا الإسلامية.
هذا التَعطُّش الإجرامي اليهودي للدماء لا يتعلق بحالة لحظية منفصلة عن تاريخ تلمودي يهودي حافل بالمذابح الجماعية التي ارتكبها بنو صهيون منذ نشأة كيانهم الإرهابي، بل هو ترسيخ لذلك التاريخ الملطخ بالدماء، وهذه الحقيقة يجب أن نعيها ونستوعبها ونعلّمها أجيالنا، حتى تكون متسلحة بالوعي تجاه أعدائها وحقيقتهم الإجرامية.
والنقطة الثانية في ما يتعلق بتوقيت تجدد العدوان الصهيوني على غزة، الذي جاء بعد ساعات قليلة من وصول وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، حاملا معه الضوء الأخضر من إدارته الإرهابية إلى قادة الكيان الصهيوني، بإعادة تجديد الحرب وتصعيد مذابحها، بل حاملا توجيهات من الإدارة الأمريكية إلى ربيبتها إسرائيل بإعادة شن الحرب، ومُجَدِداً – خلال وجوده في تل أبيب – إطلاق أكاذيب الإدارة الأمريكية بتحميل المقاومة في غزة مسؤولية تجدد الحرب، وهي شكل من أشكال الأكاذيب التي درجت عليها الإدارة الامريكية.
تجدد العدوان الصهيوأمريكي على غزة، بعد ساعات من وصول وزير الخارجية الأمريكية أنتوني بلينكن إلى تل أبيب، بقدر ما يكشف الدور الأمريكي في تجدد العدوان على غزة، مضافا إليه دور أمريكا في العدوان الإجرامي منذ بدايته، وما يؤكده مراقبون أن الإدارة الأمريكية تعمل اليوم على إدارة الحرب مباشرة، نظرا لما تسميه فشل (إسرائيل) في تحقيق أي من الأهداف خلال خمسين يوما من حرب الإبادة على غزة، يعد صحيحا وكل الدلائل تؤكد ذلك.
الإدارة الأمريكية مسؤولة عن الجرائم في غزة، إلى جانب ربيبتها إسرائيل، وما يحدث من حرب إبادة مروعة في غزة هو ترجمة فعلية وحقيقية لديمقراطية أمريكا التي تضع «إسرائيل» كأول دولة ديمقراطية في المنطقة، بينما هي مجرد كيان إرهابي مارق قاتل ومجرم.. وعلى هذه الحقيقة يجب أن ننظر إلى كل ما تقوله وتدعيه أمريكا من شعارات وعناوين.
والنقطة الثالثة، فقد تزامن تجدد العدوان الوحشي على غزة، بالتزامن مع وجود رئيس الكيان الصهيوني المجرم هيرتسوغ في دويلة الإمارات، محتفيا ومحتفلا مع زعماء أنظمة عربية عديدة، يتبادل الابتسامات مع محمد بن زايد رئيس دويلة الإمارات وزعماء آخرين، ولا أدل على خيانة هذه الأنظمة العربية وعلى عمالتها للكيان الإسرائيلي من مشهد استقبال زعماء هذه الأنظمة للرئيس الإسرائيلي «هيرتسوغ»، في قمة المناخ.
وصول الرئيس الصهيوني هيرتسوغ إلى دويلة الإمارات – ولقاءاته مع زعماء عرب – كان بمثابة الغطاء للعدوان الإسرائيلي على غزة، ولا تفسير آخر غير هذا.
والحقيقة المؤكدة أن ملوك وأمراء أنظمة العربان تتمنى أن يأتي صباح اليوم ولا ترى غزة على الوجود، وتماما كما يريد الكيان الصهيوني، وتتمنى منه أن يمسح غزة وأهلها عن الحياة، ولو كلّف الأمر أن تدفع ما يلزم من خزائنها النفطية والمالية، ولكن لا أمنيات هذه الملوك الخائنة ولا أمنيات الصهاينة ستتحقق، غزة ستبقى وسيتحرك الأحرار من كل الأصقاع لنصرتها، ومن يتغطى بحرب الإبادة على غزة، سيصبح عريانا مكشوفا ومدانا أمام التاريخ والأجيال، وسيتحمل خزي الدنيا، وعذاب الآخرة…والله من ورائهم محيط.