لقاء تشاوري في جامعة صنعاء حول دور الأكاديميين في دعم القضية الفلسطينية تحت شعار “لبيك يا أقصى”
الصمود|
وفي اللقاء استعرض رئيس اللجنة العليا للحملة الوطنية لنصرة الأقصى – مستشار المجلس السياسي الأعلى العلامة محمد مفتاح القضايا المتعلقة بالتعبئة والاستنفار والجاهزية لخوض المعركة مع العدو الصهيوني الأمريكي بعد قرارات القوات اليمنية منع عبور السفن المتجهة إلى إسرائيل.
واعتبر القرار تحديا كبيرا كون اليمن أول دولة تتخذ هذا القرار الذي أوجع الأمريكي والكيان الصهيوني.. وقال :” لم نجد للاتفاقيات والمعاهدات والمواثيق والقرارات التي تعاقبت عليها الأجيال أي ثمرة في واقع أمتنا وشعوبنا بل للأسف وجدنا عكس ذلك، خاصة ونحن اليوم نعيش الذكرى الـ 75 لإطلاق الإعلان العالمي لحقوق الإنسان، والذي انقلبت عليه الأمم المتحدة في نفس العام بإعلانها قيام دولة إسرائيل على أرض فلسطين المحتلة”.
وأكد أن أمريكا تستخدم الإرهاب كفزاعة لاستغلال العالم ونهب ثرواته والسيطرة عليه، والسعي لإفساد القيم والأخلاق والحياة بما يمكنها من الهيمنة على الشعوب.. لافتا إلى أن إسرائيل تعد أكبر قاعدة عسكرية لأمريكا في العالم، وحربها على غزة هي رسالة موجهة لدول العالم التي تسعى إلى تهديد تيار وقطب أمريكا وإسرائيل سواءً عسكرياً او اقتصادياً أو تكنولوجياً.
وأكد رئيس اللجنة العليا لنصرة الأقصى أن أمريكا وإسرائيل منيتا بأكبر هزيمة في تاريخهما بعد تعرية الجيش الذي لا يقهر في مواجهة ثلة من المؤمنين، وكذا سقوطهما أخلاقياً وإنسانياً واستراتيجياً وسياسياً بجرائم الحرب والإبادة الجماعية بحق المدنيين في غزة.
واستغرب من مواقف الدول والأنظمة التي قتلت الشعب اليمني تحت مسمى إعادته إلى الحضن العربي، ودمرت العراق، وسوريا، ومزقت ليبيا والسودان، متسائلاً “أين ميثاق جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك من كل هذا”.
وقال :”ألا يتسع الحضن العربي للطفل الفلسطيني الجائع الممزق وللأم الثكلى واليتيم الذي أبيدت أسرته، ألا يتسع هذا الحضن لهؤلاء الذين لا يجدون المأكل والمشرب والدواء والمأوى”.. مبينا أن من المفارقات العجيبة أن مستشفيات غزة تتمنى لترا من الوقود لتشغيل أجهزة الغسيل الكلوي، أو تدفئة غرف العمليات، في منطقة ترقد على بحيرات من النفط.
من جانبه أكد نائب رئيس حكومة تصريف الأعمال لشئون الدفاع والأمن – عضو اللجنة العليا لنصرة الأقصى الفريق الركن جلال الرويشان أهمية الدور المعول على أكاديميي جامعة صنعاء باعتبارها بيت الخبرة ومركز إشعاع علمي تمتلك أكبر المقومات الأكاديمية والتعليمية.
وأشار إلى ضرورة التركيز على المسائل المرتبطة بالبرنامج العملي المطلوب من أكاديميي الجامعة خلال الفترة الراهنة، وما يمكن أن تحدثه الجامعة من حراك على الصعيد التوعوي والبحثي لاسيما وأنها ترتبط بنحو 21 كلية متخصصة و23 مركزاً علمياً وإدارياً و120 ألف طالب وطالبة بناءً على إحصائية الجامعة.
ولفت إلى أن الجامعة تضم أكثر من ألفين و600 أكاديمي و1787 مبتعثا، والذين يعول عليهم توجيه وتنوير المجتمع في مختلف القضايا المصيرية والوطنية.
وأكد الفريق الرويشان أن القضية الفلسطينية هي قضية الأمة المتفق عليها حتى في الرؤى والاتجاهات الفكرية.. مستغرباً من الاتجاهات السياسية والفكرية التي تتاجر بالقضية الفلسطينية إلى أن جاء وقت الصدق فابتلعت ألسنتها وأصبحت القضية ليست ضمن أولوياتها واهتماماتها.
وقال :” عندما أعلن اليمن على لسان قائد الثورة الدخول في المواجهة العسكرية والسياسية والدبلوماسية والإعلامية وإطلاق الصواريخ البالستية والطيران المسير إلى عمق العدو كأول قوة صاروخية تصل إلى تلك المنطقة منذ 75 عاماً، صمتت معظم النخب الفكرية في الوقت الذي يجب على كل عربي مسلم أن يتخذ نفس الموقف اليمني”.
وتطرق الرويشان إلى أهمية دور الجامعة في ترسيخ الصراع العربي – الإسرائيلي في ذاكرة الأجيال، مشيراً إلى أن عملية “طوفان الأقصى” دفعت الجميع لإعادة قراءة التاريخ الجيو سياسي لفلسطين وغزة، وبداية المؤامرات وأبعادها والتحالفات الصهيونية لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين.
وحث جامعة صنعاء على إقامة مؤتمرات علمية تشارك فيها كل القيادات والكليات والنخب وتقديم أوراق علمية تناقش وتثرى بالأفكار وتخرج بكتب يتم توزيعها ونشرها.. داعيا كليات العلوم الإنسانية لتسليط الضوء على جزئيات القضية الفلسطينية المغيبة وتخصيص رسائل الماجستير والدكتوراه في إطارها ومفهومها.
بدوره استعرض رئيس قطاع التعليم والإعلام والثقافة حسن الصعدي جانبا من الصراع العربي الإسرائيلي ودور الجامعات والنخب الأكاديمية في حمل هذه القضية بكل ما تجسده من رأي وموقف وقناعات خاصة في هذه المرحلة المهمة والخطيرة من تاريخ الأمة.
وأكد أن العدو الصهيوني غير وبدل الكتب وأساء إلى القيم وقتل الأنبياء وغير الأفكار والمفاهيم وتجرد عن كل السلوكيات البشرية وارتكب أبشع المجازر بحق أطفال ونساء غزة بدعم أمريكي وتواطؤ دولي وصمت وخذلان عربي وإسلامي.. مشيرا إلى أهمية دور الجامعة لترسيخ الوعي بطبيعة الصراع مع العدو الأساسي انطلاقا من القرآن الكريم.
وتطرق الصعدي إلى الأطماع والمؤامرات والنكبات التي حلت بفلسطين في ظل عالم إسلامي مفكك وزعماء متخاذلون منذ مؤتمر بازل في سويسرا وانتهاز زعماء أوروبا والعالم الفرصة لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين مروراً بمؤتمر كامبل بنرمان، الذي عقد في لندن عام 1905 واستمرت جلساته حتى 1907م، بهدف إيجاد آلية تحافظ على تفوق ومكاسب الدول الاستعمارية إلى أطول أمد ممكن والذي وصف بأخطر مؤتمر في القرن العشرين.
وعبر عن الفخر والاعتزاز بموقف اليمن قيادة وحكومة وشعباً تجاه نصرة أبناء فلسطين والمجاهدين في غزة بالمال والرجال والقوة الصاروخية والطيران المسير وآخر ذلك قرار قائد الثورة والقوات البحرية قطع حركة الملاحة البحرية على كل السفن المتجهة صوب موانئ إسرائيل.
وفي الفعالية التي حضرها نائب وزير التعليم العالي الدكتور علي شرف الدين، وقيادات الجامعة والكادر الأكاديمي والإداري، أشار رئيس الجامعة الدكتور القاسم عباس إلى أهمية اللقاء التشاوري الذي ينعقد في ظروف استثنائية لشحذ الهمم والتأكيد على دور الأكاديميين في حمل قضية الأمة والدفاع عنها.
وأكد أهمية دور الأكاديميين لتوجيه فكر الأمة والرأي العام خاصة والجامعة لديها قوة بشرية من أكاديميين وطلاب قادرة على رفع مستوى الوعي حول قضايا الأمة بالتوازي مع العمليات العسكرية والبحرية ضد الكيان الصهيوني.
ولفت رئيس الجامعة إلى أن الجرائم الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني تحظى بدعم وتمويل ومساندة أمريكا ودول الغرب التي تشترك مع الكيان الصهيوني في تحمل المسؤولية الإنسانية والأخلاقية والقانونية عن هذه المجازر.
وأكد أهمية تناول الرؤى والنظريات التي تبنتها منظومة الاستكبار العالمي لزرع الكيان الصهيوني في قلب الأمة العربية والإسلامية، فضلاً عن توضيح أن القوانين والبرتوكولات التي أعلنتها الأمم المتحدة أصبحت أكذوبة.
تخلل اللقاء عرض مادة وثائقية عن القضية الفلسطينية وقصيدة للمستشار الثقافي للجامعة عبد السلام المتميز عن الصراع مع الكيان الصهيوني.
إلى ذلك قام أعضاء لجنة نصرة الأقصى ونائب وزير التعليم العالي ورئيس الجامعة بزيارة معرض الصور الفوتوغرافية والمجسمات أمام ساحة كلية التجارة، واطلعوا على ما يحتويه من مجسمات للصواريخ البالستية وصور لجرائم العدوان على غزة وكذا المنتجات الخاضعة للمقاطعة.