اليمن معضلة!
الصمود||مقالات|| مالك المداني
لا يمكن حلها .. لا يمكن تجاهلها .. لا يمكن فهمها!
معادلة غير منطقية … لكنها موجودة!
لقد أخبرنا أستاذ الرياضيات ذات مرة
أن كل عملية حسابية لها ناتج!
إلا القسمة على “صفر” لا نتيجة لها!
ليست صفرية .. ليست كسرية .. ليست ضمن الأعداد الطبيعة .. ليست ضمن الأعداد الحقيقية!
بل لا نتيجة لها .. غير مفهومه .. لكنها موجودة!
من عساه يفكر بقسمة أي عدد على الصفر؟!
الحمقى كثر يا صديقي .. لا تستهن بمقدرة البشر على ارتكاب الحماقات!
لِمَ أحدثك عن ذكريات الدراسة الان ؟!
لست أدري ..
كنت أحاول فهم هذا البلد ..
فتبادر إلى ذهني ما قاله أستاذ الرياضيات هذا كل ما في الأمر!
لقد جمعوا كل مشاكل العالم المعقدة
وقاموا برميها في هذه البقعة من الأرض
وظهرت اليمن على الخارطة!
هذه المعلومة لم يقلها أستاذ الجغرافيا أو التاريخ!
بل استنتجتها بنفسي!
لِمَ أبدو سعيداً بذلك ؟!
لست كذلك .. بل تعيس وبائس!
لكني تأقلمت .. لاتستهن بمقدرة البشر على التأقلم أيضاً!
تخيل مساحة شاسعة من الأرض يسكنها ٤٠ مليون نسمة وتحوي ٧٠ مليون قطعة سلاح “شخصي”!
ضع خطاً تحت “شخصي”!
ومخازن حكومية تطفح بكل أنواع الأسلحة!
يارجل .. من كثرتها تركناها عرضة للإستهداف!
لم نجد شاحنات كافية لنقلها!
أتدري ما المضحك في كل هذا ؟!
لقد فتحنا باب التصنيع أيضاً ..
وكأن المخزون السابق ليس كافياً!!
نملك من الألغام البحرية وحدها ما يكفي لردم
باب المندب وجعله ممراً برياً للمقطورات!!
ماذا عن البالستيات ..؟!
أشد سوءً ياصديقي .. أشد سوءً بكثير!!
كل هذا في بلد محاصر .. محارب .. بلا اقتصاد
بلا مرتبات .. بلا بنية تحتية .. بلا مصالح ..
بلا علاقات .. وتديره حكومة غير معترف بها!
غير ملزمة بأي اتفاقيات .. ليست مقيدة بأية قوانين .. لا تحمل أي التزامات دولية!!
بلد لا يملك ما يخسره … ويملك ما يكفي لإيلام العالم اجمع!
كيف يمكنك التعامل معه ؟!
بتشكيل تحالف من 10 دول ، اثنتان منهما لم نسمع بهما من قبل .. وشن حرب عليه ؟!
الأمر أشبه بعملاق بدائي لا يملك شيئاً يخاف عليه
ويحمل في يده هراوة بحجم جبل
في مواجهة 10 أميرات اتيات من كوكب زمردة
على رأس جيش من الحلوى!!
هذه معركة غير متكافئة .. وحرب مملة كسابقتها!
لن تأتي بجديد!
إن كان هنالك خطر على طرق الملاحة البحرية
فهو بسبب جيش زمردة وكلاب حراسة إسرائيل!
لاتلومونا إن أوجعناكم!!