“إسرائيل” في طريقها إلى الزوال
الصمود||مقالات|| زيد الشريف
في السابع من أكتوبر، عندما أشعلت فصائل المقاومة الفلسطينية نيران عملية طوفان الأقصى رأى الكيان الصهيوني نهايته وزواله وأدرك جيداً أنه مهزوم لا محالة ومطرود من الأراضي الفلسطينية التي يحتلها منذ عقود، مئات الآلاف من المستوطنين اليهود حزموا أمتعتهم وغادروا الأراضي الفلسطينية المحتلة والبقية يتحينون الفرصة المواتية للمغادرة ولن يعودوا بعد ذلك حتى لو توقف العدوان على غزة، لأن كل المؤشرات تقول لليهود وللعالم أجمع أن زوال “إسرائيل” وتحرير فلسطين من الاحتلال الصهيوني قد اقترب، فالمقاومة الفلسطينية اقوى من أي وقت مضى وهناك من يساندها من العرب وفي مقدمتهم اليمن وحزب الله في لبنان والمقاومة العراقية وفوق هذا والأهم منه أن الله تعالى وعد بزوال إسرائيل بعد أن تحدث في القرآن عن أن بني إسرائيل سيفسدون في الأرض مرتين وها هم اليوم يفسدون في فلسطين ويمارسون أسوأ أنواع الفساد بل كل أشكال الفساد من إهلاك الحرث والنسل وغير ذلك وليس هناك اليوم في الأرض كلها فساد أشد وأسوأ من فساد إسرائيل الذي تجاوز كل الحدود، وهذا يعني أن زوال الكيان الصهيوني بات قريباً جداً بإذن الله تعالى.
كيان العدو الصهيوني يعرف جيداً أن بقاءه مرهون بالقضاء على فصائل المقاومة الفلسطينية لذلك يعمل بكل ما يستطيع على التوغل في غزة والسيطرة عليها أمنياً وعسكرياً ويحلم ويطمح بالسيطرة على أنفاق المقاومة فيفشل، ويتمنى أن يظفر برجال المقاومة فلا يفلح ورغم الحصار والطغيان والدمار لما يقارب ثلاثة اشهر يخوض العدو الصهيوني معركة برية خاسرة يتلقى خلالها الكثير من الضربات الموجعة على أيدي مجاهدي المقاومة الفلسطينية رجال كتائب القسام وسرايا القدس الذين ينكلون بقوات العدو الصهيوني ويدمرون آلياته ودباباته كل يوم ويقتلون العشرات من ضباطه وجنوده بشكل يومي وبشكل لم يسبق له مثيل في تاريخ الصراع الفلسطيني والعربي ضد الكيان الصهيوني المحتل، ورغم هذه المدة وهذه المعطيات الميدانية تستمر تصريحات قادة العدو الصهيوني بنفس النبرة التي تقول “مستمرون في المعركة حتى القضاء على حماس” واحيانا يقولون “مستمرون في المعركة حتى تفكيك حماس” ، وبعون الله وفضله وبفضل ثبات وجهاد فصائل المقاومة أثبتت الأحداث والمستجدات أن الذي يتفكك وينهار هو الكيان الصهيوني وكتائبه وألويته العسكرية، وهذا ما أكده متحدث كتائب القسام أبو عبيدة في بيانه الذي ألقاه في الخامس عشر من ديسمبر.
الطغيان والإجرام وقتل الأطفال والنساء والدمار والحصار لا يصنع النصر للطواغيت والمجرمين هذا ما أثبته التاريخ والزمان وما تثبته مستجدات ومعطيات العدوان الصهيوني على غزة، وعلى الرغم من حجم المجازر الجماعية التي يمارسها كيان العدو الصهيوني في غزة بحق الشعب الفلسطيني من الأطفال والنساء والأبرياء، حيث بلغ مستوى إحصائيات جرائم العدوان الصهيوني على غزة اكثر من 60 الف شهيد وجريح ومفقود إضافة إلى الحصار الاقتصادي الذي تفرضه إسرائيل ومعها أمريكا على شعب غزة إضافة إلى الدمار الشامل للمنازل والمستشفيات والمدارس والأحياء السكنية كل هذا الظلم والطغيان لم يمنح إسرائيل النصر والإنجاز الذي تنشده وتحلم به وتسعى إلى تحقيقه وهو القضاء على المقاومة الفلسطينية وبسط نفوذها الشامل على غزة، بل كلما ازداد طغيان إسرائيل ازدادت خسائرها في العدة والعتاد، والأهم من ذلك اقتربت هزيمتها وزوالها وتحرير فلسطين بل والأمة بكلها من شر إسرائيل وفسادها.
“إسرائيل” ما بعد عملية طوفان الأقصى وما بعد عدوانها على غزة غير إسرائيل ما قبل ذلك، هي اليوم أضعف من أي وقت مضى وهذا ما تؤكده الأحداث والشواهد والمعطيات، فالمسيرات الجماهيرية المليونية التي تخرج في مختلف أنحاء العالم ضد طغيان إسرائيل توضح وتكشف صورة هذا الكيان الصهيوني المحتل المتغطرس وتقول من خلال ما تراه من طغيان في غزة أن بقاء هذا الكيان على أرض فلسطين جريمة بحق الإنسانية والعدالة، فهي اليوم منبوذة اجتماعيا وصورتها مشوهة عند الجميع، كما أن المواقف اليمنية القوية المساندة لغزة- سواء من خلال العمليات الصاروخية والجوية أو من خلال العمليات البحرية في البحرين الأحمر والعربي وباب المندب والحصار البحري الذي فرضه الجيش اليمني على إسرائيل وتعطيل موانئها لأول مرة في تاريخها- هذا الموقف العظيم كشف وبيّن مدى هشاشة هذا الكيان الغاصب حيث لم تستطع إسرائيل أن تفك عن نفسها الحصار ولا أمريكا ولا بريطانيا ولا غيرها من دول العالم لأن فك الحصار الاقتصادي عنها مرهون بفكها للحصار الذي تفرضه على غزة وهذه معادلة عسكرية واقتصادية قوية فرضها اليمن وهي تبشر الأمة بأن بإمكانها تحرير فلسطين والتخلص من طغيان الصهاينة، وهذا ما سوف يحدث قريباً إن شاء الله تعالى الذي نثق بصدق وعده الذي وعد به في سورة الإسراء.