افتتاح أعمال المؤتمر العلمي السادس لمركز القلب العسكري
الصمود|
وألقى الدكتور بن حبتور كلمة توجه في مستهلها بالشكر لوزارة الدفاع ومؤسساتها المختلفة بما فيها مركز القلب على تنظيم هذه الفعالية العلمية النوعية التي تخدم كل الوطن والجانب العلمي عبر الوقوف على آخر الإنجازات في هذا المجال والتخصص.
وعبر عن الامتنان للمشاركين والحاضرين والباحثين من مختلف المؤسسات الحكومية والخاصة ومن كل محافظات اليمن الكبير وللأطباء الذين يقدمون أفضل ما لديهم من أفكار وجهد علمي من أجل تطوير هذا المجال الذي يعد من أدق وأصعب التخصصات الطبية.
وحيا جامعة صنعاء التي تحتضن مثل هذه الفعاليات العلمية ذات البعدين المهني والوطني وعلى أدوار أساتذتها الذين حلوا مشكلة كبرى يواجهها الوطن.
وأكد أن الجميع يعول على هذا القطاع كثيرا في مواكبة تطلعات الشعب اليمني في تعزيز وتطوير دوره بصورة مستمرة لتقديم رعاية طبية عالية تحد من الأعباء والمشقة التي يتحملها المواطن أثناء سفره للعلاج خارج الوطن.
وأفاد بأن مشاركة الباحثين والاختصاصيين من كل محافظات الوطن في المؤتمر يساهم في تمتين اللحمة الوطنية ونسج العلاقات القوية بين أهل الاختصاص.. معتبرا المشاركة بأنها أمر يشرف كل أبناء الوطن الداعمين لكل جهد يبذل لتجاوز الآثار التي خلفتها المرحلة الاستثنائية التي يمر بها الوطن، وكذا في مواجهة المؤامرة الكبيرة التي حاكها الأعداء لتفتيت وتقزيم اليمن العظيم.
وقال الدكتور بن حبتور “نقدر عاليا هذه المؤتمرات العلمية المتتالية ذات البعد التخصصي والوطني وأؤكد أن القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى يرحبان بهذا التلاحم العلمي بين أبناء الوطن الواحد الذي لا يمكن لأحد أن يفتته لتحقيق نزعات شخصية أو لإرضاء رغبات أعداء الوطن”.
وتطرق إلى تداعيات ومستجدات العدوان الصهيوني على قطاع غزة المحاصر قائلا ” إن ما يحدث في قطاع غزة من مجازر يومية ومشاهد لأشلاء الأطفال المتطايرة واستهداف كل مقومات الحياة الأساسية يظهر قبح وبشاعة العدو الصهيوني العنصري الذي يسعى لتهجير أهلنا في فلسطين من أراضيهم”.
وأشار إلى ما أكد عليه قائد الثورة منذ اليوم الأول “بأننا لن نترك أهلنا في غزة يذبحون ويشردون دون عون، وها هو اليمن اليوم قيادة وحكومة وشعبا يثبت بموقفه وعمله المؤلم للكيان الصهيوني صدق أقواله، وقدم وما يزال النموذج الأخوي والإنساني والأخلاقي في نصرة أهلنا في غزة عبر مختلف الوسائل المتاحة”.
ولفت إلى أن هناك أعداد مهولة من الشهداء والمصابين بسبب الغارات والعمليات العسكرية للعدو الصهيوني وبشكل لا يمكن أن يتخيله المرء إلا في الأفلام السينمائية الخيالية، وليس في واقع.. مبينا أن الصهاينة يثبتون اليوم للعالم بأعمالهم الإجرامية التي تجاوزت كل القيم والأعراف المتصلة بالحروب وحقوق الإنسان أن الصهيونية كمصطلح وفعل هي الرديف الفعلي للعنصرية في أبشع صورها.
وأوضح أن تضامن الشعب اليمني هو تضامن حقيقي وشجاع وضرورة ملحة لرفع الضيم عن أهالي قطاع غزة الذين تخلت عنهم كل الدول العربية والإسلامية والمجتمع الدولي الغربي المتصهين المتوحش.
وعبر الدكتور بن حبتور، عن الشكر لمركز القلب والمستشفى العسكري والأطباء الذين يحققون أعمالا عظيمة ويقومون بأدوار جليلة في خدمة الإنسان اليمني.
ويشارك في المؤتمر الذي يستمر ثلاثة أيام أكثر من 4200 من الكوادر الطبية والجراحية والتمريضية والفنية المتخصصة في مجال أمراض وجراحة القلب من المؤسسات الطبية الحكومية والخاصة من مختلف محافظات الجمهورية إضافة إلى مشاركة عدد من الكوادر الطبية من دول عربية وأجنبية.
وفي الافتتاح الذي حضره وزيرا الدولة بحكومة تصريف الأعمال الدكتور حميد المزجاجي وأحمد العليي، ونائب رئيس جهاز الأمن والمخابرات اللواء الدكتور عبدالقادر الشامي، أشار وزير التعليم العالي بحكومة تصريف الأعمال حسين حازب إلى أن انعقاد المؤتمر يعد إنجازاً للقوات المسلحة اليمنية التي أبدعت في مجال التصنيع العسكري والحربي.
وأكد على أهمية الدور الإنساني الذي يقوم به الأطباء في معالجة المرضى إلى جانب دورهم المهم في الجانب العلمي والتعليم الأكاديمي.. معربا عن الفخر والاعتزاز بما يمتلكه اليمن من كفاءات وكوادر بشرية.
ولفت الوزير حازب إلى أن عقد مثل هذه المؤتمرات العلمية النوعية يعد من الإنجازات المهمة لثورة الـ ٢١ من سبتمبر المباركة، وقائدها الملهم السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، الذي بيض وجوه اليمنيين بالموقف الشجاع والعظيم في نصرة غزة ومقاومتها الباسلة بالفعل الميداني المؤلم للعدو.
فيما اعتبر وزير الصحة بحكومة تصريف الأعمال الدكتور طه المتوكل، المؤتمرات العلمية التي يعقدها مركز القلب العسكري دلالة هامة على النجاح الكبير الذي يحققه المركز في جانب التأهيل الطبي والتطوير المهني بشكل مستمر.
ولفت إلى أن فتح المساقات العلمية في تخصص أمراض القلب والأوعية الدموية يعد خطوة هامة جداً في القطاع الطبي.. مباركا تخرج الدفعة الثالثة – زمالة القلب والأوعية الدموية.
وأكد الوزير المتوكل أهمية التدريب والتأهيل الطبي المستمر للارتقاء بمستوى الأداء وتحقيق الجودة في تقديم كافة الخدمات الطبية للمرضى.
وأشار إلى أن العدوان والحصار تسبب بمنع دخول التجهيزات الطبية الأساسية لأمراض القلب سواء على مستوى القساطر القلبية أو الأجهزة الطبية الجراحية، لكن الأطباء استطاعوا أن يحققوا نجاحات كبيرة جداً حدت من السفر إلى الخارج في هذا المجال الطبي الهام رغم شحة الإمكانيات والحصار القائم.
من جانبه أشار مدير دائرة الخدمات الطبية العميد ناشر القعود إلى أن المؤتمر العلمي السادس لمركز القلب العسكري حرص على أن تجتمع فيه أفضل القامات العلمية والطبية والجراحية في اليمن للمناقشة والبحث والتطوير والارتقاء بالأداء في مجال أمراض وجراحة القلب والأوعية الدموية.
بدوره أكد مدير مركز القلب العسكري الدكتور علي الشامي أن المركز تمكن خلال الفترة السابقة من إجراء كافة العمليات المعقدة لجميع المرضى من عامة أبناء الشعب وفق معايير الجودة الطبية المعتمدة عالمياً.. لافتا إلى أن منتسبي المركز يعتبرون التأهيل الطبي المستمر أولوية من أجل التطوير الدائم لمستوى الأداء الطبي.
فيما عبر رئيس المؤتمر الدكتور طه الميموني، عن الأهمية البالغة للمؤتمرات العلمية التخصصية في مجال أمراض وجراحة القلب لتجديد معلومات الطبيب والجراح المتخصص، وتعد من ضرورات العمل الطبي لتطوير أداء الأطباء والجراحين وتحقيق الكفاءة في ما يقدمونه من خدمات لمرضى القلب.
من جهته أوضح نائب مدير مركز القلب العسكري الدكتور وليد الشرفي أن المؤتمر يهدف إلى تحقيق أكبر قدر من المعرفة العلمية والاستفادة من الخبرات المتميزة المحلية والأجنبية ومواكبة التطورات الحاصلة على مستوى العالم في مجال أمراض وجراحة القلب.. لافتا إلى أن المؤتمر يمثل حلقة وصل لتبادل الخبرات بين الكوادر الطبية والجراحية اليمنية مع أقرانهم في عدد من دول العالم لرفع المستوى العلمي والمعرفي والارتقاء بالرعاية والخدمات المقدمة لمرضى القلب.
وكان رئيس اللجنة التحضيرية الدكتور نور الدين الجابر أفاد بأن المؤتمر يشمل عقد ورش عمل وعرض ومناقشة للعديد من الأبحاث العلمية النوعية في مجال أمراض وجراحة القلب، بالإضافة إلى تقديم محاضرات هامة لنخبة من الكوادر الطبية من اليمن والعديد من الدول العربية والأجنبية عبر الانترنت.
عقب ذلك كرّم رئيس حكومة تصريف الأعمال ووزراء التعليم العالي والصحة، والدولة ومدير مركز القلب العسكري، خريجي الدفعة الثانية – زمالة القلب والأوعية الدموية من كوادر المركز.
وتضمن المؤتمر في يومه الأول ورش عمل حول تخطيط القلب والقسطرة القلبية، وتلفزيون القلب، والإنعاش القلبي والرئوي، وجراحة القلب المفتوح، وتقديم عدد من المحاضرات لعدد من الكوادر الطبية المتخصصة في مجال أمراض وجراحة القلب.