صمود وانتصار

الحوثي فخر الأُمَّــة وأسدُ الله في أرضه

الصمود||مقالات|| الشيخ موسى المعافى*

يا ربي لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، فقد صرت أفقه اليوم معنى قوله -صلوات ربي وسلامه عليه وآله- في ما روى في سننه عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: (الأزد أسد الله في الأرض يريد الناس أن يضعوهم ويأبى الله إلا أن يرفعهم وليأتين على الناس زمان يقول الرجل: يا ليت أبي كان أزدياً يا ليت أمي كانت أزدية..).

فرغم أنني أحفظ هذا الحديث عن ظهر قلب منذ صغري إلا أنني كنت أبحث عن معناه..

كانت تقول لي نفسي الأمارة بالسوء على ماذا ستتمنى الخلائق أن لو كانوا أزدًا يمانيين…

أأعلى تفشي جهلنا وتأخر ركبنا وشتات أمرنا وهواننا على الناس!؟

على ماذا ستحسدنا الشعوب ويغبطنا المحبون!؟

على ماذا سيعظم هُــوِيَّتنا في كُـلّ بقاع الدنيا المؤمنون!؟

ولأي شيء سيود الانتساب إلينا أحرار العالم الغيورون!؟

وصدق سيدنا ومولانا البشير النذير والسراج المنير عليه وآله أفضل صلوات الله والتسليم..!!

.. فقد ظهر اليوم لا لخادمكم موسى فحسب بل للعالم برمته..

بأن الأزد قد عُرفت بين العرب بأنها إحدى القبائل القحطانية التي انحدرت من اليمن وَبتعبير آخر من العرب العاربة لكن لا يخفى أنه استناداً إلى حديث عُزي للنبي -صلِّ اللهم وسلم عليه وآله- خاطب فيه رماة من الأنصار (وفقاً لكتب الأنساب) فَــإنَّ الأوس وَالخزرج من أرهاط الأزد) بـ‍ بني إسماعيل..

اليمن وأهلنا في اليمن هم الأزد أسد الله.

يريد الناس أن يضعوهم -تحالف إخوانهم من العرب عليهم وشنوا حرباً ظالمة همجية غاشمه وَاستضعفوهم وَقاتلوهم تحت راية الطاغوت الأكبر أمريكا وإسرائيل ولأكثر من تسع سنوات عجاف…

ولا غاية لتلك الحرب إلا أن يضعوا ويذلوا أزد الله وأسده..

أرادوا أن يضعوهم وأراد العظيم جل وعلا أن يرفعهم.

… ويأبى الله إلا أن يرفعهم..

.. فتحطمت على صخر صمود وثبات أمتنا أحلام وأماني فؤوس طغاتهم..

.. ونال الوهن والخور من قوة صواريخهم..

.. وأعيت بطولة أمتنا وحشية قصف طائراتهم..

وتقهقرت جحافل مرتزِقتهم وقد سكنها الرعب إلى الوراء..

وتحولت عناوين انتصاراتهم الزائفة إلى هباء..

ورفرفت في سماوات أفكارهم أعلام حقنا فوجدوا أنفسهم مضطرين لأن يسبحوا بذكر أمتنا قيادة وَأعلاماً وأسماء..

.. راهنوا على إركاعنا لأسيادهم فخسروا الرهان..

.. وَعلقوا الآمال على جيوشهم المستأجرة فرأوا كيف فروا أمام بأس اليمانيين كالفئران..

.. وخاب عدوان تحالفهم وخسئوا ومن خلفهم من اليهود والأمريكان..

.. وما أشبه الليلة بالبارحة..!!

.. فقد شهد الأزد أسد الله اليمانيون توأمًا لهذا السنياريو حين كانت كفة الطاغوت الأكبر في وطننا راجحة..

.. جرى ما يجري اليوم جرى بالأمس القريب على جبال مران بغية استئصال مشروع القرآن الذي انبعث صوته من هنالك وعقد الطاغوت هذه الصفقة مع نظام الحكم آنذاك ظاناً يومها أنها ستكون رابحة..

… أرادوا وأراد الله وَأبوا ويأبى الله..!!

… أرادوا هلاك هذا المشروع في مهده وأراد الله فشلهم وجعلهم الأسفلين..

… وأبو إلا أن يطفئوا نور الله بأفواه كذب ذلك النظام وَزوره وتدليسه وبهتانه وَأفواه مدافعه ودباباته وبنادق جيوشه وقنابله وطائراته وترسانته العسكرية القوية…

.. ويأبى الله إلا أن يتم نوره ولو كره الكافرون..

.. أراد هؤلاء أن يئدوا هذا المشروع القرآني المجيد في مهده بالقضاء على العلم المؤسّس السيد القائد حسين بدر الدين الحوثي -رضوان الله وسلامه عليه- وكلّ من حوله ولم ينالوا منه إلا أذى..

.. لقد ارتقى -عليه السلام- ومن اختارهم الله شهداء إلى جواره وَفرحوا واحتفلوا بذلك وظنوا جرائمهم انتصاراً..

.. فكانت تلك الدماء الزكية التي سفكت -ظلماً وَبغياً وعدواناً- بمنطقة مران هي ذاتها الطوفان الذي استأصل ذلك النظام العميل من جذوره…

.. وانتصر المشروع القرآني بإذن الله ووصل المستضعفون إلى سدة الحكم بعد ثورة الحادي والعشرين من سبتمبر المجيدة..

.. وَاستلمت مقاليد حكم الأزد هذه المرة قيادة قرآنية ربانية رشيدة..

.. وَمن سماوات سورة الضحى أطل على ربى يمن أسد الله البدر بن البدر السيد عبدالملك ذو السجايا الحميدة..

.. هو ذاته ذلك القائد الصبي المشرد الملاحق الخائف الذي حرموا عليه حتى شربة الماء..

.. هو ذلك الهاشمي المظلوم الذي أرخص روحه ودمه ودماء أحبابه وذويه في سبيل الله وإعلاء لكلمة الله وذوداً عن دين وحرم جده رسول الله عليه وآله أفضل الصلاة والسلام..

هو أنفاس زكية من سورة المائدة..

.. وبقية من العترة النبوية على العصر بكل ما فيه شاهدة..

.. وهو قيادة مسيرة مباركة السماوات رضا الملك العظيم صاعدة..

.. قلع جده حيدرة الكرار -عليه السلام- باب خيبر وقلع هو عليه السلام، باب المستحيل والمحال.. وصنع بنور الله وهداه رجالاً ولكأنهم من ثنايا سورة الأحزاب ولدوا رجالًا…

.. فهم أسد الله متى اشتد النزال..

.. على الموت كحرص عدو الله على الحياة يحرصون..

.. ولريح الجنة في ميادين الردى يشتمون..

.. وبجماجمهم رخيصة في سبيل ربهم يجودون..

.. وفي كُـلّ شأنهم على ربهم يتوكلون..

.. هو القائد الذي بفضل الله نحر في أزد الله عجزها وذلها..

.. وَبيديها لا بأيادي طواغيت العالم جعل حلها..

.. وجعل القرآن الكريم روحها وقلبها وعقلها..

.. فأيقظ الله على يديه الطاهرتين بصائرها..

.. ونحر بسكينة صدقه وَإخلاصه لربه خسائرها..

.. ومضى يعد للمواجهة الكبرى نفسيات شعب الأزد وعتادها وعدتها وَأسلحتها وذخائرها..

القرآن الكريم روحيته..

وسلام الأحرار الشرفاء بغيته..

.. وإعلاء كلمة الله هدفه وغايته..

صدق الله فصدقه الله..

وَأوفى الله فأوفاه الله..

وأتى بشروط التمكين في عمله كما هي في آيات سورة الحج فمكنه الله..

هو الهاشمي ابن بدر الدين قال فصدق..

ومكنه ملك الملوك سبحانه وتعالى فرفق..

وَوصول هذا النور إلى سدة الحكم على الكافرين من اليهود والأمريكان شق..

فأوعزوا إلى أوليائهم وأذنابهم في المنطقة فكان ما كان..

ورغم قلة عددنا وعتادنا وجدنا إلى جوارنا ضد البغاة ومن خلفهم الملك الديان..

وظنوا أن صرخة القائد الشهيد لا ولن تتجاوز اللسان..

فجسدها خلفه القائد القرآني الهاشمي الفذ عملاً بالأركان..

وأدهش العالمين بنصرته للمستضعفين في غزة فكان للنجدة عنوان..

فما أعظمه من قائد مؤمن إنسان!

فمن سواه غدا لعَين هذا الدهر إنسانًا؟!

من سواه من قيادات دول الخزي والعار استهدف بصواريخه ومسيّراته عمق الكيان..؟

وأرعب بمواقفه الثابتة بني صهيون والأمريكان وحين كان كُـلّ ملك ورئيس عربي بتفاهات هذه الدنيا منهمكًا..

(لستم وحدكم) لإخوانه في فلسطين قالها وحده أسد الله عبدالملك.. وما تجرأ داعم للكيان عبر بحرنا الأحمر والعربي إلا هلك..

فداك نفسي وأهلي والولد يا قائد مسيرتنا الذي زاده الله بإيمانه قوة وجلد..

فقد صرت قبلة حب تطوف حولها قلوب الأحرار من كُـلّ مصر وبلد..

وبإقدامك أيها السيد القائد الحر البطل فهمنا قول سيدنا الحبيب -صلوات ربي وسلامه عليه وآله-: (وليأتين على الناس زمان يقول الرجل يا ليت أبي كان أزديًّا، يا ليت أمي كانت أزدية…).

أي ورَبِّ الخلق – فهمنا فهمنا في سماحتكم رائدًا كجدكم عليه وآله أفضل صلوات الله والتسليم، لا يكذب أهله فهمنا فهمنا في حبكم إماماً عُجِنَ إبداع الله في طينته أصالته ونبله..

فهمنا فهمنا في نهجكم وقد سكب الملك الحق العدل عدالته وعدله..

كلّ السفن ومن كُـلّ الجنسيات آمنة عدا ما يخص إسرائيل ويحمل مؤنة أَو سلاحاً لإسرائيل قالها -عليه السلام- وأتبع قوله على السفن المخالفة لقوله طيراً أبابيل..

وحرص عليه السلام، على بقاء هذا الوضع؛ فما لم تصل المعونات لإخوتنا في غزة فلا أمن لكيان إسرائيل…

فتوددوا وقالوا (سنغدق عليكم الأرزاق) وسنكفيكم من ذويكم أهل الشقاق والنفاق، وسنسلمكم لكل جرح أحدثناه في جسد شعبكم ترياق…!!

فرفض عليه السلام، وقال لهم: إن كُـلّ ما ذكرتموه يملكه ولينا وربنا فهو المالك العظيم وَبيده الأرزاق، وما سألناه غير رضاه يوماً فكفوا فلن تروا منا إلى حطام دنياكم سباق.

فقالوا له إذن سنحيل عيشكم إلى مر المذاق..

وَسنشدّد عليكم الخناق..

وسنمطركم بالعقوبات حتى نجعل حياتكم بما فيها من المنغصات لا تطاق..!!

فتوقفوا عن نصرة الشعب الفلسطيني ولا تلحقوا بإسرائيل أذى وكونوا لنا الأصدقاء والرفاق..!!

أقبل رأس سماحة السيد القائد عبدالملك الهمام..

أقبل يديه وقدميه ومواضع الأرض التي تلمسها وتطأها يداه وقدماه؛ فقد جعله الكريم لأمان أُمَّـة جده المصطفى الصمام..

وأضحى نسخة أُخرى من سيد الأنام..

عليه وآل بيته أفضل الصلاة وأزكى والسلام..

ولكأنه -صلِّ ربنا عليه وآلهِ وسلم- عاد من جديد لينطقَ على لسان حفيده السيد الحبيب عبدالملك عليه السلام، فيقول: (والله لو وضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ما تركته حتى يظهره الله أَو أهلك دونه)..

نعم يا سيد الأولين والآخرين..

نعم يا خاتم الأنبياء والمرسلين..

نعم يا إمام المتقين..

نعم عليك وعترتك أزكى صلوات الله والتسليم..

نعم قال الرجل في كُـلّ بقعة من بقاع المعمورة (يا ليت أبي كان أزديًّا، يا ليت أمي كانت أزدية)، أحرار العالم اليوم عرباً وعجماً يردّدونها وهم لأحر الدموع يذرفون..

ومن فرط إعجابهم بقائدنا وجيشنا وشعبنا الحر الأبي يتنهدون..

وعلى انتمائهم لغير يمن الإيمان والحكمة يتحسرون..

ولو أنهم خيروا لما اختاروا غير يمن الأزد وطنًا إليه ينتمون..

فاليوم على طول هذه الدنيا وعرضها لن تجد قائداً بشموخ قائدنا..

إلا قائداً يحمل بين جنبيه روحية القرآن الكريم..

وهدي النبي المصطفى العظيم..

ومنهج أصفياء الله من عترة الحبيب عليه وعلى عترته أزكى صلوات الله والتسليم..

ولماذا لا يتمنى أحرار الدنيا برمتها أن لو كانوا أزدًا يمانيين..

فهذا زمن أزد الله وعصرهم لا زمن المتأرجحين..

ولاّ زمن المرتابين في وعود الله والمتردّدين..

ولاّ زمن المتشككين والمضطربين..

فكيف لا يتمنى كُـلّ أحرار وشرفاء هذا العالم أن لو كانوا أزداً يمانيين..

فلا سوى اليمن يوجد بها وفيها وَعلى رأس قيادتها القائد الملهم الفذ الجهبذ أُسطورة زمانه ابن بدر الدين.. ولا سوى اليمن حملت على عاتقها همّ سيادة الدين..

ولا سوى شعب اليمن المؤمن الصابر المجاهد انبرى ليدافع عن عباد الله المستضعفين..

ولا سوى اليمن من تناسى جراحاته وهب لنصرة إخوته وبني دينه الفلسطينيين.

من سوى أزد الله في اليمن خاطب لسان حالها حين أعلنت مشاركتها في عمليات “طُـوفان الأقصى”..

خاطبت أمريكا وبكل تحد قائلةً هذه ديار الأزد يا قاذورات العالم، فهل لا زلتم تبصرون..

إنها اليمن ديار الأزد التي وعلى مدى تسع سنوات وأنتم لشعبها تبيدون..

ولنسلها وحرثها تحرقون..

ولبرها وبحرها وجوها تغلقون..

ولبنيانها ومكاسبها تدكون..

ولشعبها المستضعف تستهدفون..

هذه ديار الأزد اليمانية التي وعلى مدى تسع سنوات مارستم بحق شعبها أبشع الجرائم الوحشية وَارتكبتم بحق أمتها مئات من المجازر التي يندى لها جبين الإنسانية..

واستخدمتم لاستئصال وجود بشرها شتى أنواع أسلحة الدمار التي تحرمها القوانين والمواثيق الدولية..

هذه ديار أسد الله الأزد اليمانيين..

هذه يمن الإباء والصمود قد ولدت من رحم العناء الذي عليها فرضتموه.

قد عادت من جديد بفضل الله القوي الغالب لتدق باب التاريخ بقوة القوي القادر الذي أشركتم به جل شأنه وكفرتموه..

عادت لتطهر من أرجاسكم هذا العالم البائس الذي بجراح طغيانكم أثخنتموه..

هذه يمن الأزد المغاوير تعود تحت قيادة أُسطورة الزمان..

وقاهر قوى الطاغوت العالمي وعلى رأسها اليهود والأمريكان..

السيد القائد المولى عليه سلام ربه الملك الديان..

وهو القائد الذي حشدتم لحربه كبرى الدول التي تلقبونها بالعظمى فنطقت لسان أفعاله قبل لسان رأسه بأبلغ بيان قال إن عظيماتكم من الدول بأنظار أهل الله وخاصته في اليمن ليست إلا عظيمات.

وإن ما تحشدونه من جيوش وَأساطيل وبوارج وفرقاطات لا نراها سوى فقاعات، وإن اشتياقنا للمواجهة المباشرة مع الكفر كله لن تسعنا للتعبير عن اتساعه كُـلّ المساحات، ولربما حدثتكم شياطينكم أنكم على يمن الأزد ستغلبون وعلى الممرات البحرية ستسيطرون فخسئتم وخسئت شياطينكم؛ فقد حدثنا ولينا وإلهنا فقال عز من قائل كريم: (وَإِنَّ جُنْدَنَا لَهُمُ الْغَالِبُونَ)..

وختامًا معذرة إليك يا سيدي يا رسول الله -صلِّ اللهم ربنا عليه وآله وسلم- معذرة إليك.

فهذه قيادات عرب الخزي والمذلة والهوان التي يفترض أنها من أمتك المسلمة يا نبي الله ورسوله إلى الأكوان..

.. ها هي مصر والسعوديّة والأردن والإمارات وغيرها من الأمصار والبلدان، ها هي تلك الدول أذلت قياداتها شعوبها الحرة وعبدت أمتها لليهود والأمريكان..

وصارت للأسف الشديد (غرقداً) يحول بين المؤمنين وَأعداء الله وأعداءك -عليك وآلك أفضل الصلاة والسلام- يا سيد العالمين من الإنس والجان..

يا سيدي عليك أفضل الصلاة والسلام، من أُمَّـة مضاعة، تقذفها حضارة الخراب والدمار..

يا سيدي مذ ردمت ما بيننا وبينك السدود وانتصبت ما بيننا وبينك الحدود متنا وداست فوقنا ماشية اليهود، كلهم أحدثوا بعدك خنوعاً لليهود والأمريكان..

كلهم طبع وعايش وتعايش وعولم كلهم شارك ودعم وبارك وصفق لكل جريمة ومجزرة ارتكبها اليهود بحق شيوخ ونساء وأطفال غزة وسائر أنحاء فلسطين، كلهم سكت وسلم للكافرين واستسلم إلا مولانا أبا جبريل -حفظه الله وأيده بنصره المبين..

(وَلَيَنْصُرَنَّ اللهُ مَنْ يَنْصُرُهُ إِنَّ اللهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ).

 

* عضو رابطة علماء اليمن