الحوثيون على قائمة “الإرهاب” أم الإجازات؟
الصمود||مقالات|| هاشم أحمد شرف الدين
سيداتي وسادتي، استعدوا للعرض الكوميدي الأكثر مرحاً في العام الجديد بشأن رفض التأشيرة.
ففي عرض مذهل للذكاء الاستراتيجي، أعلن وزير الخارجية الأمريكي ـ قبل ساعات ـ أن إعادة إدراج الحوثيين على قائمة الإرهاب الأمريكية ستمنعهم بطريقة سحرية من الحصول على تأشيرة دخول إلى أمريكا. يا لها من خطة بارعة لإحباط الحوثيين.
دعونا نتعمق في هذه الخطة الكوميدية الفعالة التي تعد بإبقاء هؤلاء الحوثيين المزعجين بعيدًا.
تخيلوا المشهد:
ثوريون حوثيون، يرتدون زيهم الشعبي التقليدي (الخنجر والكلاشنكوف ومسدس صغير)، ويخططون بفارغ الصبر لقضاء إجازتهم في الولايات المتحدة.
إنهم يحلمون بزيارة تمثال الحرية، والتحديق في جراند كانيون، وبالطبع الاستمتاع بالنقانق في مباراة البيسبول.
للأسف، تحطمت أحلامهم عندما أدركوا أن رفض التأشيرة يعني تفويت هذه التجارب المميزة. سيتعين على الحوثيين المساكين إلغاء حجوزاتهم، والاكتفاء بالكتيبات السياحية بدلاً من ذلك.
سيتعين عليهم إلغاء خططهم للقيام برحلة مثيرة في أرض عدوهم اللدود.
لا يمكن للمرء إلا أن يتخيل الرعب الهائل الذي أصاب قلوب الحوثيين عند سماع هذه الأخبار. “أوه لا، نحن على قائمة الإرهاب، لكن مهلا، هل هذا يعني أننا لن نتمكّن من زيارة ديزني لاند بعد الآن؟ هل أدخلونا في قائمة الإرهاب أم قائمة الإجازات؟” يتساءل أحدهم.
دعونا لا ننسى الإمْكَانات الكوميدية التي ينطوي عليها هذا العرض الرائع لرفض التأشيرة.
تُرى، أي مخدّر تعاطاه ” بلينكن ” فجعله يتخيل العميد ” يحيى سريع ” يرتدي أرقى ملابسه القتالية، ويقف في القنصلية الأمريكية، والدموع تنهمر على وجهه وهو يتوسل قائلاً: “من فضلك، فقط اسمح لي بالدخول في جولة سريعة لمشاهدة معالم أمريكا والتقاط صورة شخصية مع تمثال الحرية”؟ لا شك أنه صنفٌ أفغاني فاخر.
ويا لخسارة الحوثيين، فمع استبعاد مسألة الدخول إلى أمريكا، سيلجؤون إلى عجائب التسوق عبر الإنترنت. وبينما يتصفحون المواقع الإلكترونية، ويضيفون الأعلام الأمريكية، والقمصان التي تحمل عبارة ” I Heart NY “، ونسخاً مصغرة طبق الأصل للبيت الأبيض إلى عربتهم الإلكترونية، لا يسعهم إلا أن يشعروا بالحزن. فهم لن يتمكّنوا أبداً من ارتداء تيجان تمثال الحرية السخيفة أَو عرض كرة ثلجية لنصب واشنطن التذكاري بزهو.
يا لخسارة الحوثيين، فهم ـ مثل أي سِيّاحٍ يحترمون أنفسهم ـ يتوقون إلى لقاء المشاهير.
إنهم يتخيلون الاصطدام بـ ” توم هانكس ” في مقهى، أَو مشاركة الضحك مع ” بيونسي جيزيل ” في حدث السجادة الحمراء.
لكن للأسف، تحطمت أحلامهم في الاختلاط بالنجوم. تم منعهم من الدخول، ولا يمكنهم إلا أن يتخيلوا سكب القهوة عن طريق الخطأ على ” براد بيت ” أَو إلقاء الضوء على أوبرا في حفلٍ خيري.
لكن انتظروا لحظة، دعونا لا نقلّل من القوة الحقيقية لهذا القرار.
فمن خلال منع الحوثيين من دخول الأراضي الأمريكية، فَــإنَّ بلينكن يمنع وصولهم إلى أفخر أنواع البرجر بالجبن في العالم، وبرامج تلفزيون الواقع، ومبيعات الجمعة، السوداء.
ومن المؤكّـد أن هذا الحرمان سيجبرهم على إعادة النظر في وجودهم بالكامل وفي اختيار حياة السلام والمحبة والنزعة الاستهلاكية الأمريكية.
يمكن للإدارة الأمريكية أن تشعر بالراحة الآن، مع العلم أن الحوثيين سيبقون مسجونين إلى الأبد داخل حدود اليمن، وتحطمت أحلامهم في تجربة الحلم الأمريكي.
إنها تحفة كوميدية، ضربة عبقرية ساخرة، ستسجّـل بالتأكيد في التاريخ؛ باعتبارها قمة الاستراتيجية الدبلوماسية. برافو، وزير الخارجية الأمريكي برافو.
لكن الحقيقة الأكيدة، أن بهذه الخطوة الجريئة التي لا مثيل لها، أظهرت الولايات المتحدة للعالم ارتباكها أمام أنصار الله الحوثيين، وأظهرت أَيْـضاً أن مفتاح السلام العالمي لا يكمن في التفاهم أَو التسوية، بل في رفض منح التأشيرات.