صمود وانتصار

“الصمود” يجري حوارا خاصا مع رئيس ملتقى التصوف الإسلامي الجنيد

عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن.. رئيس ملتقى التصوف الإسْـلَامي لـ”الصمود”:
يوم القُــدْس العالمي.. يوم نُصرة للمستضعفين
يُعتبَرُ يومُ القُــدْس العالمي يوماً هاماً لدى الشعوب العربية والإسْـلَامية لغرس القضية الفلسطينية في نفوس الشعوب العربية والإسْـلَامية.. يوم ينتصر فيه الشعوب لقضيتهم المشتركة.
“الصمود” إلتقى العلامة عدنان أحمد يحيى الجنيد عضو الهيئة العليا لرابطة علماء اليمن، رئيس ملتقى التصوف الإسْـلَامي، الذي تحدث حول يوم القُــدْس العالمي وأَهميّة غرس القضية الفلسطينية في نفوس الشعوب العربية والإسْـلَامية حتى تحرير الأراضي المقدسة من الكيان الصهيوني وقضايا أُخْـــرَى.. تقرأونها في السطور التالية:
• منذ عدة أعوام والعالم الإسْـلَامي يحي آخر جمعة من شهر رمضان كُلّ عام “يوم القُــدْس العالمي”.. لماذا يوم القُــدْس العالمي؟
– يومُ القُــدْس العالمي يومٌ ينتصرُ فيه المستضعفون، هو يومٌ يتذكرُ فيه الشعوبُ قضيتَهم الفلسطينية، فلسطينُ معشوقةُ الشعوب العربية والإسْـلَامية في جميع أرجاء العالم.. الأَنْظِمَة العربية هي التي مهّدت للكيان الصهيوني؛ لأن يضعَ قَدَمَه في الأراضي المقدسة ويستوليَ عليها، ولولا التمهيد والمساعدة من الأَنْظِمَة العربية الخائنة لما تمكن هذا العدو.. ويعتبر يوم القُــدْس العالمي يوماً مقدساً، وقد دعا إليه الإمَـامُ الخُمَينِي قدَّسَ اللهُ سره، وذلك أنه لما رأى أن فلسطين مغيبةً، ولم يعوّل على الأَنْظِمَة العربية العميلة، لكنه عول على الشعوب، فيوم القُــدْس هو يوم يتذكر فيه المسلمون قضيتهم الأولى، القضية المحورية والمركزية.. وما دامت فلسطين محتلة يعني بأن الشعوب العربية فلسطينية، فإذا ما تحررت فلسطين تحرر العالم العربي والإسْـلَامي، فلسطين هي قضية التحدي.. ونجد في هذا اليوم “يوم القُــدْس العالمي” يخرج الناس بالملايين في جميع بقاع العالم يرفعون اليافطات المنددة بالكيان الصهيوني وبأن إسْـرَائيْل عدوة الشعوب العربية والإسْـلَامية والإنسانية، يخرجون ليعبروا عما يختلجُ بما في صدورهم، وهذا يعد انتصاراً؛ لأن الصهاينة وأسيادهم من الأَمريكيين يغتاظون من احتشاد الناس في هذا اليوم.. وخروج الناس في هذا اليوم مما يرضي الله سبحانه وتعالى، يقول تعالى “ذلك لأنهم لا يصيبهم ظمأ ولا نصب ولا مخمصة في سبيل الله ولا يطأون موطئا يغيض الكفار ولا ينالون من عدون نيلاً إلا كتب لهم به عمل صالح إن الله لا يضيع أجر المحسنين”.. يعني خروج هؤلاء وعطشتهم وسط حر الشمس وإصابتهم بالحر والشمس هذا مما يرضي الله سبحانه وتعالى، ويعتبر نوع من أنواع الجهاد.
• ارتبطت القضية الفلسطينية بالقضايا العربية.. كيف يمكن أن يجتمع ما شتته السياسة الصهيونية الأَمريكية؟
– الشعوبُ تتطلعُ إلَـى قيادة حكيمة، تلم الشمل وتجمع الصف وتوحد الكلمة، ألا ترى أن الخميني عندما نهض ودعا إلَـى إحياء يوم القُــدْس العالمي في آخر جمعة من شهر رمضان إلتفَّ الناسُ وخرجوا، الشعوب تتطلعُ إلَـى قيادة حكيمة.. كذلك ظهور القائد حسن نصر الله، هناك محبة من قبل الشعوب لهذا القائد.. كذلك ظهور السيد القائد عبدالملك بن بدر الدين الحوثي، الذي اهتم بهذه القضية اهتمَاماً كبيراً جداً، وقبله السيد حسين بدر الدين الحوثي، نجد أن ملازمه لا تكاد تخلوا عن القضية الفلسطينية، بل أن محاضرته في المشروع القُـرْآني التي بدأ بها المشروع القُـرْآني في 27 رمضان عام 1427هـ الموافق 12/ 12 / 2002م تكلم فيها عن يوم القُــدْس العالمي.. المنظومة الثقافية للمشروع القُـرْآني بدأ بيوم القُــدْس العالمي.. وهنا تتطلع الشعوب لقيادة حكيمة؛ لأنَّ هذه القضية توحد الأُمَّــة والشعوب؛ لأن خروج الناس في كُلّ مكان وفي كُلّ دولة يعمل عملية وحدة، إضافةً إلَـى أنهم يضعون جميع الاختلافات والخلافات جانباً، فقضية فلسطين قضية توحّد المسلمين على اختلاف مشاربهم ومذاهبهم، وبالتالي إحياء هذا اليوم والاستمرار على إحياءه كُلّ عام يؤدي إلَـى الوحدة وإلى التكاتف وإلى ظهور قيادات حكيمة.. القيادة الحكيمة الإسْـلَامية التي تنتهج المسيرة القُـرْآنية وتسير على دربه ونهجه هي التي ستحرر القُــدْس.. إذا كان الشعب اليمني خرج في مسيرته وثورة 21 سبتمبر رفضاً للوصاية السعودية والهيمنة الأَمريكية وقضية فلسطين كانت الأولى في هذه الثورة.. لذلك لما وجد الاستكبار العالمي الخطر محدق به، خصوصا والشعب اليمني مهتم بهذه القضية عمد إلَـى ضربه، وهذه الحرب الظالمة والغاشمة والتي ما زالت منذ أَكْثَــر من عام إلا أن الشعبَ اليمني له رؤية مستقبلية وهو يسيرُ على المسيرة القُـرْآنية التي ستقضي على قوى الاستكبار.
• ألا ترى أن ثقافةَ العداء التي زرعت في نفوس الشعب اليمني ساهمت في الحد من المشروع الصهيوني الأَمريكي على اليمن؟
– المشروعُ الصهيونيُّ الأَمريكي على اليمن قد حاول عدة محاولات بدأ في مشروعه الجديد الفوضى الخلاقة وأثار الفتن والمحن، لا سيما الفتن الطائفية في مدن الجمهورية اليمنية، إلا أنه فشل، حاول عدة محاولات في إثارة الخلافات والنعرات والحروب الطائفية، لكن باء بالفشل؛ لأن الشعب اليمني خاصة منذ بدء المسيرة القُـرْآنية حصلت له توعية شيئا فشيئا وما زالت يستمل هذه التوعية، خصوصاً في هذا العام، نرى أن المسيرة القُـرْآنية انتشرت بشكل غير عادي في أَكْثَــر من محافظة، وبدأ الناس يستوعب التوعية بفضل هذه المسيرة.. والدليل على فشل الكيان الصهيوني في تحقيق أَهْدَافهم ضد الشعب اليمن هو صبر الشعب اليمني الصبر الاسطوري ضد قوات تحالف العدوان الذي تقوده السعودية وأَمريكا.. لقد تشعب الشعب اليمني وجيشه ولجانه الشعبية بالثقافة القُـرْآنية حتى أن مواقع العدو تتساقط الواحدة تلو الأُخْـــرَى حتى وصلوا إلَـى العمق السعودي.
• رغم استمرار قوات تحالف العدوان بقيادة السعودية وأَمريكا على اليمن، إلا أن الشعب اليمني يحيي يوم القُــدْس العالمي.. ما هي الرسالة؟
– غداً سيخرُجُ الشعبُ اليمنيُّ بجميع فئاته وأطيافه، وأنا أعتقدُ أنه سيكونُ أَكْبَـرَ حشد؛ لأن عدوَّ فلسطين وعدو اليمن واحد هو الكيان الصهيوني، والسعودية ما هي إلا أداةٌ وممول، فالذي موَّلَ وجعل إسْـرَائيْل تستوطنُ وتستمرُّ هو المال السعودي، والمالُ السعودي هو الذي يضرِبُ الشعبَ اليمنيَّ اليومَ، فعدو فلسطين هو عدوُّ اليمن.. والشعبُ اليمني معروفٌ منذُ سنوات ماضية بحبه للشعب الفلسطيني حتى أنه الكثير من الشباب والرجال ذهبوا للقتال مع الشعب الفلسطيني ضد الكيان الصهيوني.. وهذه دلالة أن الشعبَ اليمني رغم ما يعانيه من آلام وظروف قاسية وحرب دامية إلا أنه يُحيي يوم القُــدْس العالمي ويصرخون ضد هذا الكيان المحتل والغاصب.. وسوف يبينون للعالم أجمع أن قضيةَ اليمن هي قضية فلسطين وقضية فلسطين هي قضية اليمن.
• أَكْثَــر من 60 عَاماً والقضية الفلسطينية ما زالت مؤرجحة بين السلم والعدوان على الشعب الفلسطيني.. لماذا تخاذل القادة العرب والمسلمين تجاه الشعب الفلسطيني؟
– الكلُّ يعلمُ بأنَّ قادةَ الدول العربية ضِـعافاً، وتم وضعهم قوى الاستكبار فهو الذي عينهم إضافة إلَـى المال والإغراءات، فالبعض خائف على منصبه وخائف من أَمريكا وإسْـرَائيْل، والبعض عميل درجة أولى.. ولذلك كلما تحَـرّكت شعوب إلَـى فعل شيء، قاموا بتكميم أفواههم ومحاربتهم، وأتذكر قول الإمَـام الخُمَينِي عندما قال إن الانانية والاستسلام لقوى الاستكبار هو الذي جعل هذه الأَنْظِمَة تخضع له، ولو تركوا الشعوب لحرروا فلسطين.. كذلك الحل الوحيد في تحرير فلسطين –في رأيي- أن تثورَ الشعوبُ ضد أنظمتها العميلة؛ لأن فلسطين لن تتحرر إلا إذا تمت إزالة هذه الأَنْظِمَة العميلة، كذلك تحرير الحرمين من عبدة الصنمين “إسْـرَائيْل وأَمريكا”.. يعني نريد نحرر فلسطين!.. نحرر أول الحرمين، نحرر الوطن العربي من العملاء.. هؤلاء هم الذين يعملون غطاء للكيان الصهيوني، هم الذين يمهدون ويسهلون له.. هم الذين عملوا كُلّ شيء للوصول إلَـى فلسطين واغتصابه للأرض.
• ألا ترى أن ظهورَ الكيان الصهيوني بالتزامُن مع ظهور الكيان السعودي لهم هدفٌ واحدٌ من قبل قوى الاستكبار؟
– ظهورُ الكيان الصهيوني ليس بالصدفة، وإنما تم تسليمُ فلسطين لهذا الكيان، بالتزامُن مع ظهور دولة بني سعود، التي قامت بتربيتها بريطانيا.. وهو يعتبر كياناً صهيونياً، فهي دولة عبرية إلا أنها تنطق بالعربية “السعودية” تتزيَّن بالزي الإسْـلَامي، إلا أنها بعيدةٌ عن الإسْـلَام، وإنما لديها إسْـلَام مصنع صنعته القوى الغربية وأتت به إلَـى المنطقة العربية تبنَّته بريطانيا ثم أَمريكا.. فوجودُ السعودية عامل مساعد لبقاء الكيان الصهيوني.. وإذا قرأت كتاباً لـ”ناصر السعيد” الذي أثبت في كتابه أن أسرة آل سعود تعود إلَـى أصول يهودية بدليل أنهم قاموا بنسف جميع آثار النبي صلى الله عليه وآله وسلم باستثناء آثار اليهود، يهود خيبر، والتي ما زالت ماثلةً إلَـى اليوم.. ولذلك لن تنتهي إسْـرَائيْل إلا بانتهاء هؤلاء.. وإذا ما قرأت التأريخ السعودي فقد قامت على جرائم تندى لها الإنسانية.
• العلاقةُ الصهيونيةُ العربية هي علاقة عداء منذُ ظهور الكيان الصهيوني.. إلا أن في السنوات الأخيرة ظهرت علاقات إيجابية بين بعض الدول العربية والإسْـلَامية منها قطر والأردن ومصر والإمارات وأخيراً تركيا.. لماذا هذا العلاقات؟
– العلاقاتُ بين الأَنْظِمَة والكيان الصهيوني كانت سريةً من تحت الطاولة، ولكن في الآونة الأخيرة ظهرت العمالة فوق الطاولة، وأَصْبَحت علنا، كان من قبل يوجدُ حياء، أما الآن انتهى الحياء فقد أَصْبَحت بعض الأَنْظِمَة علاقاتهم مع الكيان الصهيوني علنا دون قيود.

• قراءتك المستقبلية للوجود الصهيوني والسعودي؟
– الكيانُ السعوديُّ مرتبطٌ بالكيان الصهيوني، والكيان الصهيوني مرتبط بأسرة آل سعود ويرتبط بهما النظام الأَمريكي.. يقول الله تعالى “لَتَجِدَنَّ أَشَدَّ النَّاسِ عَدَاوَةً لِّلَّذِينَ آمَنُواْ الْيَهُودَ”.. العداوة ستستمر.. ومهما قدموا لنا من خدمات أَوْ أظهروا لنا من محبة لا يمكن أن نصدِّقَهم أبداً.