الصراع الذي تخشاه أمريكا يجب أن يتوسع
الصمود||مقالات|| زيد الشريف
تعمل أمريكا على أن يتوسع نفوذها الاستعماري في الشرق الأوسط وتحديداً في الوطن العربي من خلال الهيمنة السياسية والاقتصادية ومن خلال قواعدها العسكرية سواء البرية أو البحرية التي تمارس من خلالها كل أنواع الوصاية والإرهاب والاستعمار والإجرام بحق الشعوب العربية وتمارس دور الحارس والحامي للكيان الصهيوني المحتل الذي يرتكب أبشع الجرائم بحق الشعب الفلسطيني، وفي نفس الوقت تريد أمريكا من الشعوب العربية أن تكون في حالة ركود وجمود ورضوخ، كما هو حال أنظمتها وحكوماتها وتعلن أمريكا على لسان قادة البيت الأبيض أنها حريصة على عدم توسع الصراع في المنطقة وهذا هو أسخف ما يمكن سماعه، أمريكا ترى أنه من حقها التوسع الاستعماري الإجرامي غير المشروع وترى انه لا ينبغي أن يتوسع الصراع التحرري المناهض لها ولهيمنتها الاستعمارية لأنها تدرك أن بقاء هيمنتها وقواعدها مرهون برضوخ الجميع لها وكذلك تدرك أن بقاء إسرائيل مرهون ببقاء الوضع تحت سيطرتها بحيث لا يكون هناك أي تحرك عربي جهادي يرفض الاستعمار الأمريكي الصهيوني الشامل.
لقد أثبتت الأحداث أن توسع الصراع في الوطن العربي في مواجهة الهيمنة والاستعمار الأمريكي والطغيان الصهيوني ضرورة حتمية على كل المستويات وبكل الاعتبارات، فلولا الأطماع الاستعمارية الغربية والصهيونية لما كان هناك عدوان على غزة بل لما كان هناك احتلال صهيوني لفلسطين ولما كان هناك عدوان على اليمن ولما كان هناك قواعد عسكرية أمريكية في العراق وسوريا ودول الخليج، ولكانت الأمة العربية تنعم بالسلام والاستقرار وهذه حقيقة لا ينكرها ولا يتجاهلها إلا أحمق وجاهل ومتخاذل، لقد اتضحت الأمور بالنسبة للصراع مع الأمريكان والصهاينة في كل المجالات السياسية والعسكرية والاقتصادية وغير ذلك، اتضحت الحقائق بشكل غير مسبوق فالإرهاب الأمريكي والطغيان الصهيوني والتخاذل والجمود العربي والإسلامي هي الأسباب الرئيسية لمعاناة الأمة وقهرها وظلمها.
العدوان الأمريكي البريطاني على اليمن واستمرار العدوان الصهيوني على غزة يؤكد حتمية وضرورة توسع الصراع في المستقبل وهذا ما تخشاه أمريكا وتعمل على منعه وعلى أن تكون ردة الفعل العربية والإسلامية تجاه طغيان إسرائيل محدودة وضعيفة ليتسنى لها تحقيق أهدافها الإجرامية، وعندما نصل كأمة مستهدفة إلى يقين بأن حريتنا وخلاصنا ونجاتنا مرهونة بالتحرك الجهادي الشامل من الاستعمار الأمريكي والطغيان الصهيوني ونعمل على تحقيق ذلك بالاعتماد على الله والتوكل عليه والاستعانة به، فلا شك أن هذه الأمة ستتمكن من تحرير فلسطين ومن طرد القوات الأمريكية من كل البلدان العربية والإسلامية وستحقق لنفسها الحرية والسلام والاستقرار، وحين نرى أمريكا تعمل على ألا يتوسع الصراع إلا بالشكل الذي يخدم مصالحها وتوجهاتها الاستعمارية فهذا يعني أنها تريد أن تبقى الأمة تحت هيمنتها ووصايتها وهذا ما يجب رفضه وعدم القبول به والتحرك للخلاص منه إلى الأبد.
ولو نأتي لنتساءل من الذي يوسع الصراع في المنطقة؟ ومن الذي يعتدي على غزة والضفة ويحتل فلسطين؟ ومن الذي يعتدي على لبنان وسوريا؟ ومن الذي يعتدي على اليمن؟ ومن الذي يعتدي على العراق؟ سنجد أن أمريكا وإسرائيل وبريطانيا ودول الغرب الاستعمارية هي التي توسع الصراع لأهداف استعمارية إرهابية إجرامية، بينما الأمة العربية والإسلامية تقف في موقف الدفاع عن وجودها وهي التي يجب عليها أن تجاهد من أجل تحرير نفسها وأوطانها ومن اجل التحرر من الاستعمار الأمريكي والبريطاني والصهيوني ومن أجل أن تخلص نفسها من الذل والهوان والمعاناة ومن اجل أن تنجو من سخط الله وعقابه في الدنيا ومن عذابه في الآخرة، وهذا مرهون بالتحرك الجهادي الشامل بالاستعانة بالله، وهو تعالى القائل (وَكَانَ حَقًّا عَلَيْنَا نَصْرُ الْمُؤْمِنِينَ) والقائل جل وعلا (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، وهذا هو توسع الصراع الواجب والمشروع.