صمود وانتصار

هذا هو يوم القُــدْس العالمي؟!

الصمود | تقارير | 2 / 7 / 2016 م

تقرير/ محمد الباشا

يُحيي المسلمون في آخر جُمُعَةٍ من رمضان من كُلّ عام “يوم القُــدْس العالمي” منذ أربعة وثلاثين عَاماً أي منذ عام 1979م عندما اقترح ذلك الإمَـام الخُمَينِي قائلاً “أدعو المسلمين في جميع أنحاء العالم لتكريس يوم الجمعة الأخيرة من هذا الشهر الفضيل من شهر رمضان المبارك ليكون يوم القُــدْس، وإعْـلَان التضامن الدولي من المسلمين في دعم الحقوق المشروعة للشعب المسلم في فلسطين”.
وبعد دعوة الإمَـام الخُمَينِي لإحياء يوم القُــدْس أصبح حدثاً سنوياً يعارض احتلال إسْـرَائيْل للقُــدْس، ويتم حشد وإقامة المظاهرات المناهضة للصهيونية في هذا اليوم في بعض الدول العربية والإسْــلَامية والمجتمعات الإسْــلَامية والعربية في مختلف أنحاء العالم، إذ يعقد كُلَّ سنة في يوم الجمعة الأخيرة من شهر رمضان المبارك أي الجمعة اليتيمة أَوْ جمعة الوداع.

بيان الإمَـام الخُمَينِي حول يوم القُــدْس:
عندما اقترح الإمَـام الخُمَينِي في عام 1979م الموافق 1399هـ إحْيَـاء يوم القُــدْس في آخر جمعة من رمضان ليكون حدثاً سنوياً يتم إحياؤه في كُلّ الدول الإسْــلَامية، أصدر بياناً وضح فيه أن يوم القُــدْس لا يخص القضية الفلسطينية فقط وإنما هو يوم يواجه
فيه المستضعفون للمستكبرين، إذ يقول فيه “إن يوم القُــدْس يوم عالمي، وليس يوماً يخصّ القُــدْس فقط بل هو يوم مواجهة المستضعفين للمستكبرين. يوم مواجهة الشعوب التي رزحت تحت ضغط الظلم الأمريكي وغير الأمريكي. يوم يجب فيه أن يستعد المستضعفون لمواجهة المستكبرين ويمرّغوهم في التراب. يوم يمتاز فيه المنافقون عن الملتزمين، فالملتزمون يعتبرون هذا اليوم “يوم القُــدْس” ويعملون بما يجب أن يعملوا به، وأما المنافقون والمرتبطون بالقوى العظمى خلف الستار والذين يعقدون الصداقة مع إسْـرَائيْل لا يهتمون بهذا اليوم ويمنعون الشعوب من إقامة المظاهرات. إن يوم القُــدْس يوم يجب أن يتعين فيه مصير الشعوب المستضعفة”.
كما دعا بيان الإمَـام الخُمَينِي الدول المستكبرة إلَـى رفع أيديها عن المستضعفين، مُؤَكّـداً أن إسْـرَائيْل هي من تمثل العدو الأول للبشرية بجرائمها المستمرة في لبنان وفلسطين وغيرها حيث نص البيان على أنه “يجب أن نعلن لجميع القوى الكبرى في يوم القُــدْس أن يرفعوا أيديهم عن المستضعفين ويلزموا أماكنهم.
إنَّ إسْـرَائيْل عدوة البشرية وعدوة الإنسان، في كُلّ يوم تخلق فاجعة وتحرق إخواننا في جنوب لبنان. إنَّ على إسْـرَائيْل أنْ تعلم أنّ أسيادها قد خسروا موقعهم الاجْتمَاعي في العالم ولابدّ لهم من الانزواء، ولا بّد لهم من قطع أطماعهم في إِيْــران، ويجب أن يُمنعوا من التدخل في جميع البلاد الإسْــلَامية.
إنَّ يوم القُــدْس هو يوم إعْـلَان هذا الأمر وإعْـلَان أن الشياطين يحاولون إخراج الشعوب من الساحة لفسح المجال لتدخّل القوى الكبرى.
إنّ يوم القُــدْس هو اليوم الذي تُقطع فيه آمالهم وينبهون بأن ذلك الزمان قد ولّى”.

الإمَـامُ الخُمَينِي يخاطِبُ المقاومة الفلسطينية:
كما وجّه الإمَـام الخُمَينِي في ذلك الوقت خطاباً للمقاومة الفلسطينية ناصحاً إياها بالعزم والهمة والصبر لتحرير الاراضي المحتلة من قبل الصهيونيين قائلا لهم:
“في زمن الشاه، وقفت أمريكا والاتحاد السوفيتي وسائر الدول الغربية إلَـى جانبه الشاه، ولكن شعبنا صمد حتى حقق النصر.
يجب عليكم الصمود وإنهاء القضية مثلما عملنا نحن ما دام يهودي باقٍ هناك، فبالصمود يتحقق النصر كما يجب أن يصمد الشعب ويصّر على موقفه ليستقيم الأمر إن شاء الله، وسوف يستقيم إن شاء الله.
أدعو الله أن يحفظكم ويوفقكم جميعاً إن شاء الله.
كما خاطب الإمام الشعوب الإسْــلَامية بمناسبة يوم القُــدْس العالمي الأول في عام 1979م بالقول: “يا شعوب العالم: اعلموا أن شعبنا يعارض التحالف مع إسْـرَائيْل، وإن حلفاء إسْـرَائيْل ليسوا منا، وليسوا من شعبنا، ليسوا من علمائنا وأن ديننا يلزمنا بمعارضة أَعْــدَاء الإسْــلَام ومخالفتهم.. وقرآننا يقضي بأن لا نركن إلَـى الكفر في مقابل صفوف المسلمين”.