صمود وانتصار

عدوان أمريكي على العراق وسوريا واليمن.. النفوذ الغربي إلى زوال.. مقاومة عربية إسلامية مشتركة

الصمود||مقالات|| طالب الحسني

اذا اعتبرنا مطلع ثمانينات القرن الماضي  أو قبلها بسنوات ، بداية النفوذ الغربي بتركيبته الحالية ( أمريكي_ أوروبي _ أدوات )  ضمن الأدوات كيان العدو الإسرائيلي، فإن هذا النفوذ الممتد لأكثر من 4عقود يسير الآن نحن الزوال بسلاح المقاومة العربية الإسلامية الموحدة ، الممتدة من فلسطين إلى لبنان إلى سوريا إلى اليمن إلى العراق ، إلى الجمهورية الإسلامية في ايران ، وقبل ذلك أفغانستان ليس مهم يتقدم يتأخر، المهم يمكن التأكد أنه تحول حتمي الانتصار  لأنه تقيض الجمود والاستسلام  الليلة التي مرت ، قالت الولايات المتحدة الأمريكية إنها نفذت 84 غارة وهجمة  جوية على مواقع للمقاومة في العراق وسوريا وعلى الحدود المشتركة للدولتين ، وأن هذه الهجمات انتقامية ومقتل وجرح قرابة 40 جنديا أمريكية جراء هجوم بطائرة مسيرة استهدف قاعدة أمريكية على الحدود الأردنية مع سوريا.

حسنا، ما لجديد !؟

قبل أسبوعين أو أكثر نفذت الولايات المتحدة الامريكية وبريطانيا عدوانا ثنائيا من الجو والبر والبحر على محافظات يمنية بينها العاصمة صنعاء لمحاولة إيقاف إسناد القوات المسلحة اليمنية للمقاومة الفلسطينية في غزة بعمليات عسكرية في البحرين الأحمر والعربي لقطع الملاحة في هذين البحرين عن العدو الإسرائيلي.

هذه الهجمات التي تأتي بعد تشكيل ما يسمى “تحالف الازدهار”  فشلت في تحقيق أهدافها، سواء حماية السفن الإسرائيلية أو المتجهة إلى الموانئ الإسرائيلية على الأراضي الفلسطينية المحتلة  أو إضعاف القدرات العسكرية اليمنية ، وهي أهداف أعلنت عنها واشنطن ولندن، لكنها لا تستطيع الاستدلال على تحقيقها، بل العكس لقد  وسعت اليمن دائرة الاستهداف  لتشمل السفن الامريكية والبريطانية بما في ذلك العسكرية، وهذه سابقة لم تحدث منذ ما بعد الحرب العالمية الثانية.

ماذا اريد أن أقول من هذه الشواهد؟

الواضح أن هذه مواجهة وحرب عسكرية حادة بين القوى الغربية بتحالفاتها من جهة وقوى المقاومة المسلحة العربية والإسلامية في الشرق الأوسط من جهة مقابلة.

صحيح أنها غير متناظرة، غير متكافئة ، غير تقليدية ولكنها تسير حتميا نحو هزيمة وتقويض وإنهاء النفوذ الأمريكي الغربي في المنطقة ولاحقا تجريف الوجود العسكري المباشر ، هذا الأخير أحد ركائز الهيمنة الأمريكية ، بالإضافة للادوات والأنظمة العربية التابعة وبالإضافة أيضا للسيطرة على المنظومة الاقتصادية هل هذه المواجهة هي سابقة؟

نعم هي كذلك، في منطقتنا وغير سابقة في مناطق أخرى من الحروب الأمريكية.

ما حصل سابقا، سواء العدوان الثلاثي على مصر 1956، الغزو الأمريكي لافغانستان 2001_2002 الغزو الأمريكي للعراق 2003 واسقاط نظام صدام حسين ، تدخل تخالف شمال الأطلسي في ليبيا واسقاط نظام القذافي 2011_2012

لقد كانت  هذه حروب شبه تقليدية وأدت  إلى ثلاث نتائج تكريس النفوذ الأمريكي وضرب أي مشروع تحرري ، تكريس الفوضى وتأسيس أللا دولة والنتيجة الثالثة الغرق الأمريكي الغربي في المستنقع مثلما حصل في أفغانتسان والعراق نسبيا.

كل الحروب السابقة حدثت بأنماط مختلفة من الحرب الخاطفة إلى التقليدية، إلى شبه التقليدية، إلى الغزو البري، إلى الاعتماد على الوكلاء المسلحين، ومن المباشرة إلى غير المباشرة كل هذه الأنماط من الحروب  لا يمكن أو على الأقل لم تعد ضمن خيارات الولايات المتحدة كما كانت سابقا، لا يمكن مثلا  تكرار الغزو البري وارسال الجيش الأمريكي كما فعلت في العراق وافغانستان وقبل ذلك في فتنام كما أن خيار استخدام الوكلاء والادات بات غير مجديا بعد التجربة الامريكية الغربية في سوريا وكذلك التجربة السعودية الإماراتية المدعومة أمريكيا وبريطانيا في اليمن منذ 2015 وهي تجربة حديثة وماثلة للبحث.

في المقابل، فإن القوى المناهضة أشبه بثورات مسلحة، تستند إلى حاضنة شعبية واسعة ومانحة وصلبة، لديها خط انتاج عسكري ، لديها تجربة قتالية ، لا تقاتل بتكتيك تقليدي نظامي ،   وهي كذلك  نتاج تكوين عقائدي وطني مترابط و نتاج حراك فكري حركي عسكري  استمر لعقود.

ومن المقاربات اللافتة  أن جميع هذه القوى فرضت نفسها على النفوذ والهيمنة الثلاثية الامريكية _الأوروبية _الأدوات بالقوة وخاضت حروب وصراعات من أجل البقاء، بدءا من الجمهورية الإسلامية في ايران 1979  مرورا بالمقاومة الفلسطينية واللبنانية المسلحة وصولا إلى النظام والدولة السورية المقاومة وانتهاء بفصائل الحشد والمقاومة العراقية وقبل ذلك اليمن الجديد.

عندما نقول الجديد فإننا نعني اليمن الثوري الذي تشكل من ثورة الأنصار ( الحوثيين ) الممتدة من 2001 وحتى الالتحام الثوري 2014.

لا يمكن إغفال حركة طالبان أفغانستان التي شكلت نموذجا فريدا حين استعصت على الذوبان طوال عقدين 2001_ 2019  كل هذه المقاربة مرتبطة بالحرب العدوانية على غزة وصمود المقاومة الفلسطينية التي تقترب من النصر وانسحابا إلى تطورات الشرق الأوسط بعد انخراط اليمن والمقاومة اللبنانية والمقاومة العراقية في مواجهة عسكرية مع التحالف الغربي انتصارا لفلسطين وغزة.

إن هذا التطور ليس عابرا اذ ان نتائجه ستشكل تحولا كبيرا لصالح المقاومة العربية والإسلامية المشتركة والمتحالفة في مواجهة التحالف الغربي الداعم لكيان العدو الإسرائيلي المحتل .

من يقلل من هذا التحول عليه العودة لتقييم النظرة  الغربية الفوقية للمنطقة وطريقة تعاطيها مع الأنظمة السياسية ونفوذها الذي لا يحتاج لكثير من الشرح وصولا إلى هيمنتها على الجيوش النظامية ، من التدريب إلى التسليح إلى العقيدة القتالية ، وقبل ذلك الجرائم المروعة الذي ارتكبها في المنطقة ونحن نرافق اليوم الغطاء الغربي لجرائم الإبادة في غزة .

يجب الاستفاقة التي تبدأ من تجاوز الشيطنة الامريكية الغربية لكل من يقاومها ، يفعل ذلك تحت أي عنوان ، سياسي ، فكري ، طائفي  … الخ  لقد مني الغرب بهزيمة مذلة أمام الشعوب التي قررت المواجهة والنماذج كثيرة  من كوبا إلى فنزويلا إلى كوريا الشمالية إلى الجمهورية الإسلامية في ايران وهو يهزم اليوم أمام المقاومات العربية ، اتفقت معها فكريا ، سياسيا ، عقائديا أو اختلفت ، لا يمكن تجاوز الحقيقة التي تقوم أنها تكتب تاريخا مشرفا انتظرناه على الجمر.