الشهيد القائد… فريضة الاتباع للقرآن الكريم وإقامة الدين
الصمود||مقالات|| زيد الشريف
كان متميزاً عن غيره ولا يزال بتمحوره حول القرآن الكريم في دروسه ومحاضراته وأعماله ومواقفه ودعوته وتوصياته ونصائحه ومسيرته الجهادية، كان يرى ويعتقد أن من أبرز الأسباب التي أوصلت الأمة العربية والإسلامية إلى ما هي فيه من ضعف وذلة وهوان هو المذهبية والطائفية والعقائد الباطلة والثقافات المغلوطة والابتعاد عن القرآن الكريم وعدم الاتباع له كما أمر الله تعالى، لم يكن يملك مشروعاً فكرياً مذهبياً ولا فئوياً ولا طائفياً ولا قومياً ولا شخصياً وإنما كان يدعو إلى أهمية وضرورة اتباع القرآن الكريم باعتبار الاتباع للقرآن فريضة أمر الله تعالى بها {اتبعوا ما انزل اليكم من ربكم} {وهذا كتاب أنزلناه مبارك فاتبعوه}، لهذا كانت ثقافته ومسيرته قرآنية، كان يدعو إلى إقامة دين الإسلام والابتعاد عن التفرق الطائفي والمذهبي مؤكداً أن المذهبية تعد أبرز أسباب شتات الأمة وضعفها وكان يؤكد على أن إقامة الدين الإسلامي كما هو بدون زيادة أو نقصان ولا تفرق كما أمر الله تعالى بقوله {أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} هو الحل والمخرج للأمة في دنياها وآخرتها لهذا كان حنيفاً مسلماً.
الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي سلام الله ورحمته عليه لم يكن لديه مشروع سياسي ولا حزبي ولا فكري ولا فئوي فهو كان يؤمن ويعتقد أن القرآن الكريم هو الدستور والمنهج الإلهي الذي يشمل كل قوانين الله تعالى وسننه وتوجيهاته وأوامره للبشرية بشكل عام وليس فقط للعرب والمسلمين لهذا كان يعتبر أن القرآن الكريم هو المنهج الإلهي الشامل للأمة، والمطلوب هو الاتباع العملي الجاد للقرآن وتجسيد آياته وسوره في واقع النفوس وفي واقع الحياة قولاً وعملا ليترتب على أساس ذلك تغييراً جذرياً لواقع الأمة من الضعف إلى القوة ومن الجهل إلى المعرفة ومن الذل والهوان إلى العزة والكرامة ومن الفقر والجوع والمرض إلى التنمية والبناء والاكتفاء، لهذا كان يقول إن ما يتضمنه القرآن الكريم من هدى ونور وبصائر وأحكام وتشريعات فيه الكفاية بل وفوق الكفاية لانتشال الأمة مما هي فيه والارتقاء بها إلى حيث يريد الله لها في الدنيا وإلى ما فيه نجاتها وفوزها في الآخرة.
اتباع القرآن الكريم وإقامة الدين الإسلامي بدون مذهبية ولا طائفية وفق ما أمر الله في القرآن، على هذا الأساس تحرك الشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، ولهذا دعا وله سعى لهذا كانت ثقافته ومسيرته قرآنية جامعة وشاملة ليس لها حدود جغرافية ولا اجتماعية خالية من المناطقية والعنصرية والطائفية والحزبية ومن كل عوامل التفرق والشتات والضعف والهوان ولا تزال محاضراته ودروسه المشحونة بالأدلة القرآنية حاضرة تدعو إلى توحيد الصف ونبذ الفرقة والاستجابة لله تعالى والاعتماد عليه والتحرك على أساس هديه وإقامة دينه وإصلاح النفوس وإصلاح الواقع من منطلق تفعيل مبدأ وفريضة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والدعوة إلى الخير وإقامة العدل في أوساط المجتمع المسلم ومن ثم التحرك الجهادي في سبيل الله في مواجهة الطواغيت والمستكبرين وفي مقدمتهم الأمريكان والصهاينة وأعلن ذلك بكل ثقة وعزة وقوة وبذل نفسه في سبيل الله وفي سبيل تحقيق ذلك ولأنه مضى على صراط الله المستقيم بقيت مسيرته تشق طريقها بنفس العنفوان رغم كل طغيان الأعداء.
كان من أبرز وأهم ما قاله وتحدث عنه ودعا إليه الشهيد القائد بالنسبة لاتباع القرآن وإقامة الدين هو (إن من لا يتقون الله في تفريطهم في اتباع القرآن ما أبعدهم عن رحمته، نحن في هذه الحياة ليس بين أيدينا سوى القرآن الكريم هو ما يمكن من خلاله أن تتحقق لنا الرحمة من الله سبحانه وتعالى، ولا خيار عن اتباع القرآن الكريم) وكان يقول (أنا شخصيا لا أجتهد، لا أمارس عملية الاجتهاد إطلاقاً)، ليؤكد بذلك أن الاتباع للقرآن فريضة وهي الحل وانه كان متبع للقرآن الكريم امتثالا لقول الله تعالى { اتَّبِعُوا مَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ مِنْ رَبِّكُمْ وَلَا تَتَّبِعُوا مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ } لهذا يقول الشهيد القائد (نحن نظرتنا إلى أنه يجب علينا جميعاً أن نرجع إلى القرآن الكريم ونقيِّم ما لدينا جميعاً ولدينا أخطاء، كلنا لدينا أخطاء شيعة وسنة بمختلف طوائفهم لدينا أخطاء كلها ناشئة عن أننا ابتعدنا عن القرآن الكريم، إذاً فلنرجع إليه ولا تحاول أن تفكر أن تؤقلم القرآن معك وتقول للسني يتحول إلى عنوان آخر إنما نرجع إلى ماذا؟ مسلمين لله هذا العنوان الرئيسي نرجع إلى أن نحمل عنوان مسلمين).