صمود وانتصار

فلسطين وعدالة الله المطلقة

الصمود||مقالات|| د. يوسف الحاضري

لا يظُنُّ أيُّ عربي ومسلم أن مسؤوليتَه تجاه القصية الكبرى فلسطين نسبيةٌ وفقاً لموقعه الجغرافي وإمْكَانياته المادية وقرارات أنظمته؛ فعدالة الله -عز وجل- المبنية على حكمته المطلقة وعِلمه الشامل لم يخلقنا في أماكننا الحالية بصورة عشوائية؛ فهذا جاء حَظُّه في فلسطينَ؛ لذا يتحمَّلُ العبءَ الأكبر، وهذا في مصر، وهذا في الأردن، وهذا في العراق، وذا في الخليج وَاليمن وَالمغرب وَإيران وَتركيا وغيرها؛ فتكون نظرتنا للأمر وفقاً للحظ هذا؛ فنتحمل العبء بأقل مسؤولية مما هم عليه في فلسطين.

هذه نظرةٌ استنقاصيةٌ لحكمة الله -عز وجل- وعدالته، ومن ينظر بهذه النظرة هو بعيدٌ كُـلّ البُعد عن تسبيح وتنزيه الله من أي نقص.

لذا ووفقاً لعبوديتنا لله -عز وجل- وإيمَـاننا بعظمته وعدالته وحكمته؛ يجب أن تكون نظرتُنا أننا جميعاً محملون نفسَ العبء الذي يتحمله الفلسطيني، غير أن الله -عز وجل- أعطى كُـلّ منطقة جغرافية مميزاتٍ معينةً؛ ليستخدموا كُـلّ تلك المميزات في قضيتهم الكبرى ومؤازرة إخوانهم في كُـلّ مكان.

هناك شعوبٌ أعطاهم اللهُ مميزاتِ أن يكونوا في الصف الأول لمجابهة الغطرسة اليهودية الصهيونية، وهناك شعوب أعطاهم اللهُ مميزات الدعم والسند والإمدَاد من خلفهم كالأردن ومصر وَسوريا وَلبنان، وهناك شعوب أعطاهم الله ثروات هائلة جِـدًّا؛ ليكونوا السند المالي والعسكري والغذائي لهم كالدول الخليجية، وهناك شعوب أعطاهم الله الموقع الجغرافي الهام ليستخدموه في منع وصولِ الدعم العسكري والتجاري إلى العدوّ، كاليمن وَعُمان وَإيران وَالمغرب وَالجزائر، بجانب المسؤولية الشاملة على جميع الشعوب في القتال المباشر في الميدان.

إذن هي النظرة التعبدية لله عز وجل، من لم تبن نفسيته عليها فلديه خلل إيمَـاني لديه كبير جِـدًّا، وهذا للأسف مَـا هو عليه الوضعُ حَـاليًّا عند أغلبية المسلمين (أنظمة وشعوباً).