اليمن في مواجهة أمريكا..
الصمود||مقالات|| يحيى يحيى السريحي
من غير المألوف في زمن التبعية والانبطاح المسيطر على عديد من دول العالم ومنها الدول العربية والإسلامية- باستثناء محور المقاومة – أن تجرؤ دولة على الوقوف في وجه من تزعم أنها تقود العالم وتتحكم فيه ( أمريكا ) سيما إذا كانت الدولة (كاليمن ) والتي تصنف أنها من ضمن أفقر دول العالم، موقف اليمن من القضية الفلسطينية موقف كل اليمنيين بمختلف فئاتهم وتوجهاتهم ومذاهبهم موقف ثابت داعم للقضية الفلسطينية لا يتغير، بيد أن الموقف الرسمي لليمن صار أكثر وضوحا بعيدا عن الأساليب والأدوات الدبلوماسية التي تنتهجه غالبية الدول وهو الغموض سيما في المواقف الحاسمة والحساسة والتي لا تقبل القسمة على اثنين، أما أن تكون مع أو ضد كالعدوان على غزة، وقد انتهجت قيادة الدولة اليمنية سيما المحررة من التبعية لدول الخليج موقفا واضحا أذهل العالم وأعجب به معظم شعوبه وهو الوقوف في وجه محور الشر في العالم إسرائيل وأمريكا وبريطانيا دون خوف أو وجل.
فاليمنيون باتوا اليوم يعرفون أن أمريكا هي من تشعل أرى الحرب في كثير من دول العالم كما أشعلت العدوان على اليمن وحشدت لذلك العديد من الدول العربية والأجنبية ولا يعني ذلك انها تبرأت بعض دول الخليج من وزر ذلك العدوان بل ان السعودية والإمارات شريك أساسي في التخطيط والتنفيذ والتمويل ولن ينسى اليمنيون ذلك، واللافت في العدوان الصهيوني الصليبي الأمريكي على غزة ليس فقط بسالة وشجاعة وجسارة أبطال المقاومة الفلسطينية وإنما أيضا تضافر حركات المقاومة في لبنان والعراق واليمن ووقوف الجميع في وجه دول الاستعمار والهيمنة العالمية وتمريغ أنوفهم في الوحل، ولعل الموقف اليمني الداعم لأهل غزة أكثر ما شد أنظار شعوب العالم، ويرى المختصون والخبراء والمحللون في الشأن السياسي والعسكري أن اليمنيون استطاعوا جر الأمريكان والبريطانيين لتذكيرهم بما نسوه أو تناسوه بان اليمن مقبرة الغزاة وأن اليمن مستنقع من يدخله لن يخرج منه إلا وهو يجر معه ذيول الخيبة والحسرة والندامة،
كما أن اليمنيين لم ينسوا بعد العدوان الأمريكي الخليجي على بلادهم لأكثر من ثمان سنوات خلت، ولن يجد اليمنيون أكثر حجية وسبباً من استغلال العدوان على غزة لضرب عصفورين بحجر، فمن جهة مساندة إخوانهم الفلسطينيين في حربهم ضد عدو الأمة العربية والإسلامية اللدود (اليهود) من جهة وهو واجب ديني وقومي وإنساني وأخلاقي وهذا الموقف من شيم اليمنيين وأخلاقهم وعاداتهم عبر التاريخ وسيظل، ومن جهة ثانية يرى كثير من اليمنيين في العدوان على غزة فرصة ثمينة لا يمكن تفويتها دون تلقين أمريكا وبريطانيا ومعهم الصهاينة درسا لن ينسوه ورد الصاع صاعين جراء ما اقترفته أياديهم القذرة في العدوان على اليمن وغزة، وأن تلك النزعة السادية المتعطشة للقتل والدمار وتركيع الشعوب من قوى الاستعمار والاستكبار والاستحمار (أمريكا وبريطانيا )، يجب وضع حد لها وتدخلاتهم السافرة في شؤون الدول العربية والإسلامية، الأكيد أن شعوب الدول العربية والإسلامية والعالم الحر قد أفاقت من غفلتها وه المعنية اليوم وغدا بتحريك المياه الراكدة في بلدانها بما يحقق لشعوب الأمة الحياة الكريمة بعيدا عن التبعية والانبطاح للغرب والأمريكان !!