بعد الصفعة السعودية .. أَيـام بن مبارك معدودة
الصمود||مقالات|| علي الدرواني
بعد يومين من إعلان أحمد عوض بن مبارك رئيس حكومة المرتزِقة -المعيَّن من تحالف العدوان، عن توقف خارطة الطريق الأممية في اليمن، بذريعة ما سمَّاه التصعيد في البحر الأحمر وإعادة التصنيف الإرهابي الأمريكي، طار المدعو بن مبارك إلى جدة للقاء المسؤولين السعوديّين.
وجاء الاستدعاء السعوديّ على خلفية تصريحات بن مبارك التي أغاظت الرياض؛ نظراً لتقدم المحادثات بينها وبين صنعاء، والتي لفتت مصادر مؤخّراً أنها قطعت شوطاً كَبيراً، وعالجت كافة التفاصيل المتعلقة بمرحلة وقف إطلاق النار، بما فيها التدابير الاقتصادية وصرف الرواتب وإعادة تصدير النفط والغاز، والتي نتجت عن المفاوضات المباشرة بين الطرفين في صنعاء والرياض.
وبعد لقاء خالد بن سلمان بن مبارك، قال الإعلام السعوديّ، إن المملكة جددت التزامها بخارطة الطريق لوقف إطلاق النار في اليمن؛ وهو رد مباشر وواضح على ذلك المعتوه، الذي يتجاوز أسياده في الرياض.
يبدو من خلال هذا الاستدعاء السريع، أن الرياض لا تزال تحاول الحفاظ على التقدم المحرز في المباحثات المباشرة، ويؤكّـد على رغبتها في تجاوز مرحلة الحرب، وعدم انخراطها مع واشنطن في مواجهة اليمن بذريعة الملاحة البحرية، وهو الأمر الذي اختارته عدد من الدول العربية، لأسباب مختلفة.
الرد السعوديّ والاستدعاء بهذه الطريقة رأى فيها مراقبون صفعة قوية لحكومة المرتزِقة، ودليلاً على أنها مُجَـرّد ديكور وغطاء للرياض، وأنها لا تملك من أمرها شيئاً، وتمثل في ذات الوقت دليلاً إضافياً أن الرياض تتصرف بالنيابة عن نفسها، وتفاوض مباشرة مع صنعاء كطرف وليس كوسيط، كما يحلو لها أن تقدم نفسها.
بن مبارك الذي حاول أن يكون ملكياً أكثر من الملك، بدأ رحلته الوظيفية لدى السعوديّة كرئيس للوزراء بهذا الامتحان المحرج، والمذل، ليعلم بقية المرتزِقة أنهم مُجَـرّد أدوات، ولا يحق لهم الحديث باسم الشعب اليمني، لا في الداخل ولا في الخارج؛ لأَنَّهم نموذج سيء بل ربما الأسوأ ليمن الارتهان والتبعية على مدى عقود أخيرة من الزمن.
وبعد هذا الحادثة لا يبدو أن أَيَّـام بن مبارك ستطول، فمن يتصرف من رأسه دون الاستئذان من الرياض، سيلقى مصير من سبقوه، بحاح وبن دغر، وليس هادي بذاته والذي كانت الشرعية المزعومة معقودة برقبته، بأقل حال من بن مبارك، إلَّا إذَا قدَّم اعتذاراً أكثر إذلالاً بتقبيل يد وقدم خالد بن سلمان، ولا عزاء للمرتزِقة ولا كرامة، وذلك مكانهم الذي يستحقون.