أي معادلات فرضتها صواريخ اليمن المطورة إلى أم الرشراش؟
الصمود||مقالات|| زين العابدين عثمان
في سياق العمليات التي تنفذها القوّات المسلّحة اليمنية لضرب عمق كيان العدوّ الصهيوني تحديدًا منطقة أم الرشراش المحتلة (إيلات)، فقد لوحظ تطوّر مهم في مستوى فاعلية ودقة هذه العمليات؛ حيث نجحت بعض الصواريخ في إصابة أهداف حيوية في هذه المنطقة، وقد وصل أحد الصواريخ الجوالة طراز Cruise missile إلى هدفه بدقة في الجزء الشمالي للمنطقة متجاوزًا مختلف الأنظمة الدفاعية لكيان العدوّ ومجموعاته الرادارية الدقيقة ومن دون أن تُطلق صفارات الإنذار.
فرض الصاروخ حالة من الذعر والصدمة الاستراتيجية لقطعان المستوطنين في هذه المنطقة وكذلك زمرة قيادات العدوّ الصهيوني الذين لم يتوقعوا مستوى هذا الفشل العملياتي الخطير الذي ضرب فاعلية أنظمتهم الدفاعية، فهم يحاولون إجراء تحقيقات مكثفة حول كيفية وصول هذا الصاروخ إلى هذا العمق الحيوي من دون أن تستشعره شبكات أنظمة الإنذار المبكر الأرضية والجوفضائية والمجموعات الرادارية البعيدة المدى التي تنتشر على نطاق واسع.
وبالتالي، العدوّ الصهيوني يعاني إرباكاً عملياتيًا كبيرًا ولم يصل إلى معالجات حول هذا الخرق الذي أطاح بحساباته وتجهيزاته الدفاعية التي عمل على تطويرها والارتقاء بها لسنوات، ليحقق له حماية متكاملة لمستوطناته وأعماقه الحيوية من التهديدات.
وللتوضيح، فإنّ كيان العدوّ في المراحل الماضية عمل على وضع خطة لتعزيز مستوى قدراته الدفاعية الجوية في أم الرشراش (إيلات) وتطوير العمل الدفاعي فيها، ما يحقق مواجهة مختلف التهديدات تحديدًا القادمة من اليمن، حيث نفذ عدة إجراءات نستطيع تحديدها فيما يلي:
1 – نقل نسبة كبيرة من أحدث أنظمة الدفاع الجوي إلى أم الرشراش، منها بطاريات القبة الحديدية ومنظومات مقلاع داود وأنظمة آرو – 2,3 (حيتس) بعيدة المدى، بالإضافة إلى منظومات باتريوت وثاد مع مجموعة رادارية متطورة، منها رادار “آرو – 3” للانذار المبكر والتحكم Super Green Pine الذي يبلغ مداه نحو 1000كم، وهو أحدث رادار عملياتي بعيد المدى، وقد دمج كيان العدوّ هذه المنظومات لتشكيل حزام ناري متعدد الطبقات.
2 – عمل كيان العدوّ مع بعض دول الخليج، ومنها السعودية والإمارات وغيرها من الدول خصوصًا المحاذية للبحر الأحمر، على إنشاء غرفة تحكم رادارية مشتركة (دمج راداري) يجري فيها تنسيق المعلومات ورفع مستوى الكشف المبكر للتهديدات الصاروخية القادمة من اليمن.
وبالتالي عندما نتحدث عن وصول صاروخ كروز إلى منطقة أم الرشراش (إيلات) وضربه لهدف في أقصى شمالها مع ما حضّر له كيان العدوّ من تجهيزات وترتيبات دفاعية بهذا النطاق، يعني أن هذا الصاروخ تمكّن من اختراق شبكة الرادارات المشتركة والمدمجة (الخليجية الصهيونية) وتمكّن أيضًا من اختراق الجدار الناري متعدد الطبقات الذي شكله كيان العدوّ الصهيوني بأحدث وسائطه الدفاعية فقد حلق الصاروخ بطريقة شبحية متجاوزا كلّ هذه العوائق التقنية المعقّدة.
وبالتالي نستنتج من هذه المعطيات ما يلي:
– الإخفاق الفضائحي لتقنيات كيان العدوّ الصهيوني وانهيار أحدث ترسانته الدفاعية الذي يعدّها الأكثر تطوّرا وتحصينًا لأمنه القوميّ الاستراتيجي.
– واقع التطور الكبير الذي أصبحت عليه تقنيات اليمن الصاروخية التي بدأت تمتلك قدرات وخصائص متطورة تمكّنها- بعون الله تعالى- من قطع مسافات بعيدة مدى وفق آليه تحليق شبحيه معقّدة لا تستطيع أفضل رادارات وأنظمة الجيل الرابع أو الخامس من كشفها أو تحليلها، فقد جرى تطوير هذه الصواريخ بتقنيات تنافس أفضل النظائر الصاروخية الشبحية من طراز كروز التي تملكها دول، مثل روسيا والصين وغيرها؛ حيث أكد قائد الثورة سماحة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي أن هذا الصاروخ جيل جديد من الصواريخ المطورة.
لذلك، في المرحلة المقبلة، سيصل اليمن إلى طفرة في مستوى القوّة والتطور التكنولوجي لترسانته الصاروخية بعيدة المدى التي بدأت تثبت فاعليتها وتأثيرها بشكل دراماتيكي، أما كيان العدوّ الصهيوني فهو اليوم أمام مصيبة ومعضلة استراتيجية لا يستطيع دفعها بالتقادم، فعمقه الحيوي الذي حاول تحصينه بآخر ما توصلت إليه صناعاته الحربية والصناعات الأمريكية، أصبح مكشوفًا وفي متناول الاستهداف.