صمود وانتصار

محاضرات السيد القائد الرمضانية .. محطة تربوية لتزكية النفوس

الصمود||تقرير|| عباس القاعدي

تمثل المحاضرات الرمضانية للسيد القائد عبد الملك بدر الدين الحوثي – يحفظه الله -بما تتضمنه من دروس ونفحات إيمانية وتشخيص للأحداث وواقع الأمة، محطة تربوية مهمة لتزكية النفوس وتنوير القلوب وفق هدى الله ومنهجية القرآن الكريم.

وتتميز المحاضرات بالتنوع والطرح الدقيق وشمولية الموجهات لقضايا الحياة ومستجدات الأوضاع والنظرة الثاقبة للمخاطر وطرح المشكلة والعلاج لها والاستدلال بشواهد واسعة من القرآن الكريم والتاريخ ومدلولات الواقع المعاصر والربط المنطقي للأحداث والمشكلات ونتائجها والتحذير من الوقوع في سخط الله بأسلوب خطابي عفوي يتغلغل في أعماق النفوس.

وتتسم المحاضرات بالرؤية العميقة تجاه واقع الأمة ومخاطر الانحراف التي أحدثت فجوة في صفوف المسلمين جراء غياب أولويات ومتطلبات الصحوة الإسلامية وهيمنة الحضارة الغربية على المجتمعات والشعوب خصوصاً البلدان العربية.

وفي هذا الصدد وعن أهمية المحاضرات الرمضانية يقول أستاذ علم الاجتماع السياسي بجامعة صنعاء الدكتور عبد الملك عيسى إن لمحاضرات قائد الثورة عبدالملك الحوثي –يحفظه الله- في شهر رمضان أهمية كبيرة تتمثل في عدد من الجوانب أبرزها الجانب الديني والسياسي والتأثير على المجتمع اليمني، من خلال تعزيز الوعي الديني والثقافي لدى فئات واسعة من المجتمع اليمني، والتذكير بالقيم الإسلامية الأساسية مثل التكافل الاجتماعي والعدالة والمسؤولية، و تحفيز المشاعر الدينية وتعزيز الشعور بالانتماء الديني لدى الشعب اليمني الذي يعتبر محاضرات قائد الثورة، محطة تربوية وتثقيفية وتوعوية وتعبوية كبيرة لها أثرها الكبير في واقع حياتهم وتعزيز وترسيخ إيمانهم في مواجهة كل التحديات التي يواجهونها.

ويضيف أن المحاضرات الرمضانية لقائد الثورة تكتسب أهميتها في تشكيل الوعي الرسمي والشعبي وتعكس أنموذجاً في الاستعدادات اليومية لإقامة البرنامج الرمضاني والتهيئة الذهنية والنفسية للتقرب لله بالطاعات والعبادات، موضحاً أن الحضور الكبير من الجانب الرسمي والشعبي للاستماع لمحاضراته خلال شهر رمضان يدل على الانسجام الشعبي والرسمي، والتوجه الموحد في إطار العمل لما فيه رضا الله سبحانه وتعالى، والاهتمام بمدلولات وموجهات هذه المحاضرات وأهميتها وتطبيقها في الحياة اليومية وتجسيدها في السلوك والمعاملات، لأن التفريط بها أعظم خسارة نتكبدها في حياتنا.

ويوضح عيسى أن المحاضرات الرمضانية تتضمن العديد من الشواهد والحقائق التي تعمق الفهم العام للقرآن الكريم والأصول الصحيحة للتعاليم الإسلامية والحث على غرس القيم والمبادئ والسمات الحميدة لفضائل مستلهمة من الأبرار الصالحين والأخيار الطاهرين والمضي في رحابهم وتذكر مواقفهم في مواجهة أعداء الدين الإسلامي.

أما عن المجال السياسي يؤكد الدكتور عيسى أن لمحاضرات السيد القائد أهمية سياسية كبيرة تتمثل في تعزيز روح المقاومة والصمود ضد العدوان الخارجي عبر استذكار الجنة والنار، و الحساب يوم القيامة، وحشد التأييد الشعبي فيما يتعلق بأمريكا وإسرائيل وبريطانيا ثلاثي الشر، وطرح رؤية سياسية واضحة لمستقبل اليمن من خلال الارتباط بالدين والقرآن الكريم. ويواصل : “بالإضافة إلى المجال الاجتماعي، الذي يؤكد من خلاله على معالجة القضايا الاجتماعية الملحة، وعلى الإصلاح الاجتماعي ونبذ الظواهر السلبية، وتعزيز قيم التسامح والتعايش بين مختلف فئات المجتمع من منظور (واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا.(

   توعية لشعوب العالم

وبخصوص أهمية المحاضرات وانعكاساتها على المجتمع العربي والإسلامي، يؤكد ناشطون بأن للتك المحاضرات أهمية توعوية لعامة الشعوب وليس على المستوى المحلي فقط، وإنما على المستوى العالمي، إذ يتابع خطاباته ومحاضراته الملايين من الشعوب الطامعين إلى الأمن والاستقرار والحياة المليئة بالعدل والمساواة، بعيداً عن قوى التسلط والتجبر من قبل الحكام والزعماء الذين انتهجوا القتل والترهيب لتثبيت دعائم حكمهم إلى جانب ارتهانهم لقوى الاستكبار أمريكا وإسرائيل.

ويرى هؤلاء أن قائد الثورة وعبر محاضراته يسعى إلى خلق وعي مجتمعي تجاه قضايا الأمة المختلفة وعلى رأسها القضية الفلسطينية والقضايا الأخلاقية المرتبطة بالمعاملات الإنسانية بوجهيه الخاص والعام وجعل ذلك كله مرتبطاً بالعمل في سبيل الله سبحانه وتعالى، وتحفيز الشعور بالمسؤولية لدى المسلمين تجاه قضايا أمتهم، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، وكذلك يسعى إلى توحيد الأمة الإسلامية ومقاومة الفرقة، الناتجة عن السياسات الخارجية المعادية للإسلام وخاصة فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية التي تدعو الناس إلى الفساد.
ولهذا فانه إذا سادت في أي مجتمع الأخلاق الحميدة والمعاملات الإنسانية القائمة على احترام الرأي، والرأي الآخر، واحترام الآخرين وفقاً للدستور القرآني، ستزول كافة الخلافات، وستحل جميع قضايا الأمة، وستكون الأمة الإسلامية أمة واحدة، لكن عندما ينتشر الفساد الأخلاقي، وتغيب القيم الإنسانية في المجتمعات الإسلامية يصبح المسلمون متفرقين، ومتخاذلين عن قضاياهم الإسلامية كما هو الحال في فلسطين وغزة، حيث تقف الدول العربية والإسلامية، موقف المتفرج إرضاءً لأمريكا وإسرائيل.

وبشأن الأبعاد الثقافية والدينية من محاضرات السيد القائد يقول الدكتور عبدالملك عيسى إن الأبعاد الدينية والثقافية تتمثل في إحياء التراث الثقافي الإسلامي وتأكيد أهميته، و ربط الماضي والحاضر والمستقبل في سياق ثقافي إسلامي، وتعزيز الهوية الثقافية الإسلامية لدى اليمنيين والعرب، وكذلك ربط آيات القرآن الكريم بنهج النبي محمد -صلى الله عليه وآلة وسلم- سيرته الحقيقية، وربط الدين بالواقع المعاش وتقديم الحلول للمشاكل التي تواجه المجتمع، والدعوة إلى تطبيق الإسلام بشكل شامل في مختلف جوانب الحياة.

ويؤكد عيسى أن لمحاضرات قائد الثورة دلالات كثيرة أبرزها ما تتضمنه من موجهات وقيم لمنهجية الحياة وتشخيص لما يحدق بالأمة من مخاطر وأهمية تعميق الارتباط بالله عز وجل والقرآن الكريم لتحقيق النجاة والفلاح في الدنيا والآخرة والنصر على الأعداء، وما تشكله من أهمية في تعزيز الصلة بالله وبالقرآن الكريم وتزكية النفوس واغتنام الليالي الرمضانية في الاستزادة من الثواب ومضاعفة الحسنات، مشيراً إلى أهمية هذه المحاضرات كمحطة تربوية تعبوية لدروس ايمانية نافعة خصوصاً والشعب اليمني يخوض مواجهة مصيرية ومباشرة مع ثلاثي الشر، أمريكا وبريطانيا وإسرائيل.