ماذا لو لم (يقامروا) وجاهدوا بالسُّنن؟!
ماذا لو لم (يقامروا) وجاهدوا بالسُّنن؟!
من يحملون حماس والفصائل الفلسطينية الأُخرى اليوم مسؤولية ما يجري في (غزة) بدعوى أنها (قامرت) ولم تحسب حساب لردة الفعل الإسرائيلي أشبه بأُولئك الذين كانوا يحملون الثوار الجزائريون مسؤولية ما يتعرض له الشعب الجزائري من ردود فعل انتقامية وحرب إبادة شاملة من قِبل المستعمر الفرنسي..
فهل كان الثوار الجزائريون (مقامرين) حين قرّروا حمل السلاح ومقاومة المحتلّ الفرنسي بدعوى فارق التسليح واختلال موازين القوى..؟!
وهل كانوا هم المسؤولين عن سقوط أكثر من مليون ونصف شهيد جزائري..؟!
ما لكم كيف تحكمون؟
طيب..
تخيلوا للحظة لو أن ثوار الجزائر مثلاً لم يحملوا السلاح في وجه المستعمر الفرنسي ووضعوه جانباً حناناً بشعب الجزائر وخشية لردود الفعل الانتقامية والعنيفة من قبل الجيش الفرنسي..
أو أنهم عملوا حساب لما قد يترتب على ذلك من ضحايا وأرواح قد تزهق..
لو أنهم فقط قد جاهدوا بالسنن ولم (يقامروا)، على رأي أصحابنا المطالبين بذلك اليوم…
بالله عليكم،
هل كانت الجزائر اليوم قد تحرّرت وعادت إلى حاضنتها وهُــوِيَّتها العربية..؟
قطعاً لا وألف لا.. خَاصَّة وأن فرنسا كانت ترى في الجزائر جزءاً لا يتجزأ من أراضيها..
يعني: لم تكن تعتبرها “مستعمرة” إطلاقاً وإنما مناطق تابعة لها إدارياً..
والآن تخيلوا لو أن حماس وباقي الفصائل الفلسطينية قد جاهدوا بالسنن..
يعني: لم يحملوا السلاح ووضعوه جانباً حناناً بالفلسطينيين المهجرين أصلاً إلى غزة وإلى باقي أنحاء المعمورة..
بالله عليكم، هل ستتحرّر فلسطين يوماً..؟
هل ستعود القدس والمسجد الأقصى إلى حاضنتهما العربية والإسلامية..؟!
مستحيل طبعاً..
ماذا يعني هذا..؟
أليس هذا يفضح أُولئك اليوم المتعللين أَو المتحججين بفارق الإمْكَانات واختلال موازين القوى والرافضين لفكرة أن يتحَرّك الثوار الفلسطينيون بدعوى تفوق العدوّ الإسرائيلي العسكري..
أليس هذا يضع رؤية ورواية أُولئك المراهنين على التطبيع وإمْكَانية تحقيق السلام مع هذا الكيان المجرم على المحك..؟!
الحكم لكم؟!