صمود وانتصار

اليمنُ المفاجَـأةُ المتدحرِجة إلى الأعلى

اليمنُ المفاجَـأةُ المتدحرِجة إلى الأعلى

إلى ساحاتِ الاحتشاد صبيحةَ الـ 7 من أُكتوبر، تقاطَــرَ اليمنيون، مباركين (طُـوفان الأقصى) العمليةَ الأكبرَ ضدَّ الكيان المزروع على أرض فلسطين السليبة، داعمِين المجاهدينَ في غزة، ومؤكّـدين الجُهُوزيةَ للمشاركة في الطوفان بشتى الوسائل المتاحة وفي مقدمتها العسكرية، آخذين على عواتقِهم مسؤوليتَهم الدينيةَ والأخلاقية والإنسانية تجاهَ القضية المركَزيةِ للأُمَّـة العربية والإسلامية.

ومع تطور الأحداث، وتصاعُدِ العدوان الصهيوني على المدنيين في غزة وانكشافِ حجمِ المجازر المرتكَبة بحق الأطفال والنساء، تزعَّمَ قائدُ الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، قيادةَ المعركةِ من الجبهةِ الجنوبية لمحور المقاومة المسانِد (تحشيدًا، وإنفاقًا، وقصفًا عسكريًّا) مستشعرًا حجمَ المسؤولية الكبرى تجاهَ مظلومية الشعب الفلسطيني، في ظل خِذلان عربي وإسلامي ودولي، لم يحرك ساكنًا تجاه الحرب الإجرامية على غزة، بل اتّجهوا وبشكلٍ مخالِفٍ للفطرة الإنسانية، إلى دعم آلة الحرب الصهيونية، في مشهدٍ لم يحدث ربما في تاريخ الإنسانية.

وفي ظل هذا الخِذلان غير المسبوق، تصدَّرَ الموقفُ اليمني (شعبيًّا، وعسكريًّا) تجاه غزة، المشهدَ؛ فبالتزامن مع التظاهرات كُلَّ يوم جُمُعَةٍ، والفعالياتِ الشعبيّة شبهِ اليومية، أعلنت القواتُ المسلحة مشاركتَها الفعليةَ في معركة (طُـوفان الأقصى) واستهدافَ العُمق الصهيوني بالصواريخ الباليستية والطائرات المسيَّرة.

ومع تعاظُمِ المجازرِ الصهيونية بحق الفلسطينيين في غزة، وسَّعت القواتُ المسلحةُ اليمنية من عملياتها ودشّـنت معركةَ “الفتح الموعود والجهاد المقدَّس”؛ وذلك بالاستيلاء على السفينة الصهيونية “جالاكسي ليدر” التي نفَّذتها القواتُ البحرية، في البحر الأحمر، في تحوُّلٍ كبيرٍ بمسار المعركة ضد الكيان الصهيوني، ومرحلة مفصلية جديدة.

العمليةُ أثارت العالَمَ ما بين مباركٍ ومندِّدٍ، وبدا بارِزًا الموْقفُ الأمريكي البريطاني الداعي للعدوان على اليمن؛ بذريعة حمايةِ الملاحة الدولية، والهادف لحماية السفن الصهيونية، ولردع الشعب اليمني الداعم لغزة.

تصاعدت العملياتُ العسكرية اليمنية بوتيرةٍ غير متوقَّعة؛ فلا يكادُ يمُــرُّ يومان أو ثلاثةٌ دون أن يُعلَنَ عن استهدافِ سفن صهيونية أَو متعاونة مع كيان العدو، حينها عمل الكيانُ الصهيوني على دفعِ الأمريكيين والبريطانيين للدخول في المستنقع اليمني، وإعلان ما يسمى بتحالف “حارس الازدهار” حاملًا قميصَ حماية الملاحة البحرية، وفي حقيقته استعدادٌ وتحشيدٌ للمجتمع الدولي نحو تحالف بغيةَ شن عدوان على اليمن، ولعدم رضوخ دولة العالم –ضمنَها المشاطئة للبحر الأحمر- لمرامي حُماة الصهاينة وُلِد التحالف الذي أُعلن من تل أبيت، ميتاً، وانفرط عِقدُه. وصَفِي عدواناً أمريكياً خالصًا يجُرُّ خلفَه التابعَ البريطاني.

وفي الـ12 من يناير بدأ القصفُ الأمريكي البريطاني على اليمن، ليلتَها وعقبَ دقائقَ من الغارات، أعلن تحالف ثلاثي الشر -مستعجلاً على حصد النتائجِ النارية- تحييدَ قدرات القوات المسلحة اليمنية؛ ظَنًّا منه أن العملياتِ البحرية اليمنية ستتوقفُ أَو لن تكون –فيما بعدُ- بذلك الزخمِ والقوة والتأثير.

لكنَّ الواقعَ أدهش الصديقَ قبلَ العدوّ؛ إذ تصاعدتِ العملياتُ بضرباتٍ أكثرَ كثافةً ودِقَّةً، وهو ما أكّـده السيدُ القائدُ عبدُالملك الحوثي، حين أوضح أن استمرارَ العدوان على البلاد سيعجِّلُ من تطويرِ القدرات العسكرية.

كما توعَّد قائدُ اليمنِ العدوَّ بمفاجآتٍ ستأتي بصورةٍ فاعلةٍ ومؤثِّرةٍ لا يتوقَّعُها الأعداءُ نهائيًّا، وقد رأى العالَمُ بوادرَها تجاوزت البحرَين الأحمرَ والعربي وبابَ المندب وخليجَ عدن، ووصلت إلى المحيطِ الهندي ناحيةَ رأس الرجاء الصالح أدنى قارة إفريقيا؛ وبما يفوقُ مستوى العمليات العسكرية اليمنية السالفة؛ تحييدًا للطريقِ البديلة لتجارة العدوِّ الصهيوني.

وضمنَ غُــرَّةِ مفاجآت “رَجُلِ الفِعل ثم القول” صواريخُ فرط صوتية ضربت عُقرَ المحتلّ دونَ اعتراض ولا حتّى صفَّارَةِ إنذار، وقد اعترَفَ رسمياً عقب صُراخِ إعلامِه وقُطعانِه بالحدث “الصادِم” مقيمين نائحةً؛ رُعبًا من القادم مما هو أفجعُ وأوجَع.