خداع وألاعيب أمريكا
الصمود||مقالات|| حمدي دوبلة
اتخذت الولايات المتحدة الأمريكية من سياسة الخداع والألاعيب والكذب المتواصل، استراتيجية بعيدة المدى في التعامل مع حقوق الشعب الفلسطيني العادلة في التحرر وإقامة دولته المستقلة وللتحايل والالتفاف على حقوق الشعوب العربية والإسلامية، ووجدت من أبناء الأمة من يتماهى وينساق وراء ترهاتها ليمضي بجنون وبلا بصيرة يسوّق ويروّج لها على كافة المستويات.
-منذ عقود رفعت أكذوبة إقامة دولة فلسطينية كاملة السيادة وترسيخ الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط، مقابل إدماج كيان الاحتلال “اللقيط” والمنبوذ في المنطقة، ونجحت تحت هذا الشعار الأجوف من تحقيق الكثير من الخطوات على صعيد مشاريع التطبيع المقيتة، دون أن يتحقق شيء يُذكر من استحقاقات ومتطلبات الشعب الفلسطيني وتطلعاته المشروعة في إقامة دولته، وما فتئت تعرقل وتنسف كل جهد دولي في هذا الاتجاه.
– يوم الجمعة الماضي كان “الفيتو” الأمريكي – كالعادة وكما كان متوقعا – بالمرصاد لنسف قرار مجلس الأمن الدولي لمنح “دولة فلسطين” العضوية الكاملة في الأمم المتحدة.
– مشروع القرار العربي بمنح فلسطين صفة دولة كاملة العضوية في الأمم المتحدة كان مصيره الفشل، ليضاف إلى سلسلة طويلة من القرارات المشابهة التي وقفت أمريكا حجر عثرة في طريقها، وحتما لن يكون الأخير، فقد استمرأت واشنطن مواقفها العدائية ضد كل ما هو عربي ومسلم، بعد أن اطمأنت إلى تخاذل وارتهان وتغابي الأنظمة العربية وقبولها لعب دور مزيل قذارات وحقارات حكام البيت الأبيض ومحاولاتهم الدائمة لتلميع صورتهم البشعة أمام المحافل الدولية.
-لم تعد أمريكا تكترث لردود فعل معظم الدول العربية إزاء مخلفاتها وما يصدر من قادتها من تفاهات ومواقف عدائية ضد الأمة وحقوقها ومقدساتها وتطلعات شعوبها.
-“الفيتو “صار عنوانا كبيرا للعداء الأمريكي للعرب والمسلمين، لكن لا أحد منهم يستطيع الاعتراض أو حتى التساؤل وإبداء بعض الامتعاض ضد هذا العداء المبين.
-بتنا نسمع في الداخل الأمريكي انتقادات أكثر حدّة وأثرا من مواقف وبيانات الدول العربية الخجولة إزاء الدعم المجنون لكيان الاحتلال وآخرها ما ورد على لسان السيناتور بيرني ساندرز من نقد حاد لحكومة بلاده على تخصيصها لمليارات الدولارات لحكومة تتعمد قتل الأطفال في غزة بالتجويع والاستهداف العسكري المباشر والانحياز الأعمى الأمريكي إعلاميا وسياسيا لدولة الاحتلال في حربها العدوانية على الشعب الفلسطيني.
في وداع “لحظة يا زمن”
إنه كاتب مجيد وصحفي من الطراز الفريد وإعلامي وأديب بارع، كانت الكلمات تنقاد طيّعة في أنامله الأنيقة.. ملأ الدنيا وشغل الناس بإبداعاته، وما يسطر بقلمه الرشيق، صار اسم عموده الشهير” لحظة يا زمن” – في صدر هذه الصفحة تحديدا – على كل لسان حتى كاد يصير مثلا متداولا بين الناس، لكنه رحل بصمت وبهدوء.
الزميل والكاتب والصحفي الكبير محمد المساح ودّع الزمن وأيامه ولحظاته، تاركا إرثا صحفيا حافلا، وكثيرا من الحزن والحسرات والوجع المتضخم في قلب كل من عرف هذا الإنسان المبدع والودود، رحمه الله رحمة الأبرار وتقبله في زمرة عباده الصالحين، وسبحان الحي الذي لا يموت.