ما لي لا أراكم اليوم؟
الصمود| مقال| بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي
من كان يدعوني ويحثني بالأمس وقبل الأمس للخروج والمشاركة في مظاهرات ومسيرات دعماً لغزة وفلسطين، أره اليوم يسخر مني كلما رآني أخرج إلى السبعين لذات الغرض..!
لكن، لماذا يسخرون..؟!
أليست فلسطين هي فلسطين التي كنا نخرج؛ مِن أجلِها سوياً، وغزة هي غزة، والضفة هي الضفة، والقدس هي القدس..؟!
فما الذي تغير..؟
هل تغيرت قضية فلسطين مثلاً..؟!
يعني: هل كانت بالأمس وقبل الأمس قضيتنا المحورية والعادلة، أما اليوم، فلم تعد كذلك، و(ما احنا عارفين)..؟!
أم ما هي الإشكالية يا تُرى؟!
طيب..
ألم أكن أخرج معكم..؟!
ألم أكن أخرج مع (الإصلاحيين) كلما كانوا يدعون إلى ذلك، ولا أتردّد..؟!
ألم أكن أفعل ذلك الأمر أَيْـضاً مع المؤتمريين والناصريين والبعثيين و..؟
فما الذي يمنعكم اليوم من الخروج معي وقد دعوتكم إلى ذلك، ولا أزال، مراراً وتكراراً..؟!
أنا، طبعاً، هنا لا أتكلم عن تلك القيادات مسلوبة الإرادَة والقرار التي تبنت، وكما هو معلوم، مواقف مشغليها ومشغلي مشغليها..
القيادات باعت، وانتهت..!
أنا هنا، في الحقيقة، أتكلم عن القواعد الجماهيرية لتلك التيارات والأحزاب السياسية الغائبة أَو المغيبة تماماً عن المشهد اليوم..
لماذا لا يخرجون معنا..؟!
لماذا يسخر البعض منهم منا..؟!
أخي الإصلاحي:
أخي المؤتمري:
أخي الناصري والبعثي والاشتراكي و..:
أخي اليمني:
المبادئ لا تتجزأ، وَلا يمكن أن تكون خاضعةً، بأي حال من الأحوال، لأي حسابات سياسية أَو اقتصادية أَو ثقافية أَو اجتماعية أو..
المبادئ مبادئ..
هكذا تعلمنا جميعاً..
وكذلك تعلمنا أَيْـضاً أن قضية فلسطين هي قضيتنا المبدئة والمركزية الأولى..
فما لي لا أراكم اليوم.
والله إننا لنفرح بحضور أحدكم اليوم معنا أكثر مما نفرح بحضور المئات منا..
ما لي لا أراكم اليوم في السبعين،
أم كنتم من الغائبين.