صمود وانتصار

اليمن يحقق تحولات كبرى في المشهد السياسي والعسكري إقليمياً ودولياً وانحسار مدوٍّ لأمريكا وحلفائها

الصمود||

تتوالى المفاجآت العسكرية اليمنية التي أدهشت الأعداء قبل الأصدقاء، خاصة بعد العدوان السافر الذي شنه التحالف الأمريكي السعودي الإماراتي على الجمهورية اليمنية بحجج وأعذار واهية، في سياق مؤامرات قوى الاستكبار العالمي لكسر إرادة الشعوب وإخضاعها للهيمنة الأجنبية.

ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، كان لها الفضل بعد الله تعالى في التحرر من براثن قوى الطغيان العالمي بقيادة أمريكا والتخلص من التبعية والوصاية والارتهان للخارج، والتوجه لتطوير القدرات العسكرية اليمنية وبناء جيش قوي يحمي ويدافع عن السيادة الوطنية ويحفظ لليمنيين أعراضهم وكرامتهم وعزتهم وإبائهم وشموخهم حاضراً ومستقبلاً.

ظلت القوى الاستعمارية بزعامة أمريكا وبريطانيا وأدواتها، خاصة السعودية والإمارات على مدى العقود الماضية تحارب الشعب اليمني وتقف ضده في تنفيذ أي مشروع نهضوي يحقق تطلعات اليمنيين التحررية ويعزّز من إرادتهم في بناء دولة مستقرة ومتطورة ورافضة للوصاية والتبعية والهيمنة الأمريكية الصهيونية.

استمرت المؤامرات الخارجية على اليمن، مستغلة ضعف وهشاشة الأنظمة السابقة، وارتهان قرارها السياسي للقوى الاستعمارية، فعملت على إجهاض كل مشاريع التطوير التي تلبي طموحات أبناء اليمن في الاستقرار والعيش الكريم، والأدهى والأمر من ذلك التدمير الممنهج الذي طال القوات المسلحة والقدرات الدفاعية بغطاء إعادة هيكلة الجيش اليمني.

وبالرغم مما تعرض له اليمن منذ أكثر من تسع سنوات من عدوان وحصار وانقسام، تظل حقيقة أن خياري الصمود والمواجهة اللذين اتخذهما قائد الأمة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي بالتفاف شعبي غير مسبوق، هما الصائبان لتجاوز اليمن التحديات المعقدة والانتصار لمظلوميته ونصرة قضايا الأمة وفي المقدمة قضية الأمة الأولى والمركزية “فلسطين”.

تجلّت الحكمة اليمانية التاريخية وعظمة وقوة وبأس اليمنيين، وحنكة القيادة الثورية والمجلس السياسي الأعلى في التفاف وتلاحم كافة القوى الوطنية لمواجهة مشاريع قوى الاستكبار التي حاولت إعادة اليمن “التاريخ والحضارة والإنسان” إلى ما قبل ثورة الـ 21 من سبتمبر 2014م، ليكون مسلوب القرار والإرادة .. وأنى لها ذلك؟.

تكللت الجهود الوطنية في تجاوز اليمن بتلاحم جميع أبنائه، لتحديات العدوان والحصار ومؤامرات القوى الاستعمارية وأدواتها في المنطقة، وأطلق الشهيد الرئيس صالح الصماد المشروع الوطني الجامع “يد تحمي .. ويد تبني” لحماية البلاد من المؤامرات الخارجية وبناء الدولة وإثبات أن اليمن عبر التاريخ لن يكون إلا مقبرة للغزاة.

وفي غفلة من الزمن، استيقظ العالم في السابع من أكتوبر 2023م، على عملية “طوفان الأقصى” التي قادتها المقاومة الفلسطينية في غزة للتنكيل بعصابات كيان العدو الصهيوني في معظم مستوطناته القريبة من القطاع، لتكون بذلك أول عملية مباغتة تُجهز على أسطورة ما يسمى بالجيش الذي لا يُقهر في المنطقة والعالم، وهزيمة من تم تصنيفه كأحد أقوى 18 جيشاً في العالم، حسب موقع “غلوبال فايرباور” الأمريكي عام 2023م.

عملية “طوفان الأقصى” كشفت حقيقة صدق ومدى انتماء الدول والشعوب العربية والإسلامية الديني والإنساني والأخلاقي، وفضحت الأنظمة التي أكدت ولاءها لأمريكا وإسرائيل وأوروبا، والدول التي اكتفت ببيانات الشجب والإدانة والتضامن مع فلسطين، ولم تقدّم أي دعم أو تتخذ أي موقف مع القضية الفلسطينية، ودول محور المقاومة التي أثبتت مصداقيتها وجدارتها في الوقوف مع فلسطين ومواجهة العدو الأمريكي الصهيوني الأوروبي.

يبقى الشعب اليمني عبر التاريخ السند الأقوى للأمة العربية والإسلامية والحامل لهمومها والمدافع عن قضاياها والمناصر للمستضعفين، والذي بفضل الله وقيادته الثورية والسياسية والعسكرية العليا وقف موقف الأبطال رسمياً وشعبياً منذ اليوم الأول لعملية السابع من أكتوبر، انطلاقاً من المبادئ الدينية والإنسانية والأخلاقية، وشارك الشعب الفلسطيني أحزانه وآلامه وقدّم تضحيات من أجل فلسطين والقدس الشريف.

اليوم وبمعونة الله تعالى وبفضل المشروع القرآني، قطع الشعب اليمني شوطاً كبيراً وانتقل من مرحلة إلى أخرى في عملية التصعيد وتطوير القدرات العسكرية لمواجهة قوى الهيمنة والاستكبار العالمي بقيادة أمريكا وبريطانيا والكيان الصهيوني.

وأعلن قائد الثورة السيد عبدالملك بدرالدين الحوثي، في كلمة له مساء أمس حول آخر التطورات والمستجدات على الساحة اليمنية والفلسطينية والإقليمية عن التحضير لجولة رابعة من التصعيد اليمني ضد العدو الصهيوني الأمريكي في حال استمر متعنتاً في قتل أبناء الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة، محذراً من اتساع الحرائق أكثر وأكثر.

وبذلك يحقق اليمنيون بعزيمة لن تلين وبإرادة لا تُقهر تحولات كبرى ونجاحات في المشهد السياسي والعسكري إقليمياً ودولياً، فيما انكشف الغطاء عن تلك الأنظمة التي لطالما تاجرت بدماء الفلسطينيين وفضحت نفسها اليوم بذبح القضية المركزية للأمة من الوريد إلى الوريد.