شعار الصرخة عنوان لمرحلة جديدة في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني
الصمود||
في الرابع من شهر ذي القعدة 1422هـ، أعلن الشهيد القائد الصرخة في وجه المستكبرين وهتاف البراءة، ليكون شعاراً للمشروع القرآني في التصدي للهجمة الأمريكية الصهيونية على الأمة الإسلامية، مضافاً إليها التثقيف القرآني والمقاطعة للبضائع الأمريكية الإسرائيلية.
الهجمة الأمريكية التي تحركت بتحالفات واسعة ودول وأنظمة متعددة، وفي إطار التدريب والتخطيط للوبي اليهودي الصهيوني، كانت شاملة وفي مختلف المجالات ضمن مخطط، هدفه إحكام السيطرة التامة والمباشرة على الأمة “بشرياً، وموقعها الجغرافي، ونهب ثرواتها”، نتيجتها خسارة الأمة حريتها وكرامتها واستقلالها وخيراتها وتحولها إلى مغنم لقوى الهيمنة والطغيان والشر الأمريكي الصهيوني.
آنذاك كان الموقف الرسمي لمعظم الحكومات والأنظمة وزعمائها لا يشكل حماية للشعوب، فالحكومات إما متواطئة وانضمت وتحالفت مع الأعداء بذريعة الحرب على الإرهاب، أو ضعيفة لا تستطيع بمفردها التصدي للهجمة الأمريكية الصهيونية والوقوف في وجهها.
وفي خضم تلك الأحداث المتوالية، تحرك الشهيد القائد بدافع إيماني بلا إمكانات وفي بيئة مستضعفة غير مستند لقدرات عسكرية ولا مادية ولا مؤسسات يمكنها أن تمثل رافعة للمشروع القرآني، لكنه استعان بالله وتوكل عليه عز وجل، ببصيرة ووعي وثقة بنصره تعالى، في ظل ما ساد الساحة العربية والإسلامية من ركود وجمود ويأس وهزيمة نفسية واستسلام وصمت والتوجه نحو استرضاء الأعداء والتودد للأمريكي.
تعزّز موقف المشروع القرآني وتقوّى بعناية الله ورعايته، وبفضل التفاف جماهيري، مساند له وداعم لاستمراره وتوسعه، فكانت النتائج إيجابية أثمرت في مواجهة مباشرة مع العدو الأمريكي وعملائه والتصدي لمؤامراته ومشاريعه التدميرية التي أرادت أمريكا من خلال أدواتها في المنطقة إجهاض أي مشروع تحرري رافض للهيمنة الأمريكية والصهيونية.
ارتكز المشروع القرآني للشهيد القائد السيد حسين بدر الدين الحوثي، على ثلاثة عناوين أساسية تتمثل في “الصرخة، والتثقيف القرآني، والمقاطعة للمنتجات والبضائع الأمريكية الصهيونية”، كوسائل ناجعة لمواجهة الأعداء من قوى الطغيان العالمي بقيادة أمريكا والكيان الصهيوني.
شعار الصرخة وهتاف البراءة، أطلقه الشهيد القائد في محاضرة له في مدرسة الإمام الهادي عليه السلام في مران بمديرية حيدان محافظة صعدة ليكون هذا عنواناً لمرحلة جديدة في مواجهة المشروع الأمريكي الصهيوني ومواكباً للمستجدات في إطار الصراع مع الأعداء.
التثقيف القرآني، هدف من خلاله الشهيد القائد، إلى ربط الأمة بالقرآن الكريم، ليكون موقفها متعززاً برفع مستوى وعيها بقضايا الأمة ومواجهتها عن بصيرة وفي مقدمتها قضية الأمة المركزية والأولى “فلسطين”، التي تمثل الصرخة مشروعاً متكاملاً يعالج مشاكل الأمة ويبنيها في كل المجالات.
كما أن التثقيف القرآني كمسار ثانٍ للمشروع القرآني، يُحيي الشعور لدى أبناء الأمة ويعزز قدرتهم على تحمل المسؤولية ليكونوا في مستوى مواجهة التحديات الراهنة، فضلاً عن أنه رسم الخطوات العملية الصحيحة والحكيمة والبنّاءة التي تنقذ الأمة من واقعها وتخلّصها من حالة الخنوع والذل واليأس.
ولم يُغفل الشهيد القائد أهمية الجانب الاقتصادي في المشروع القرآني، بل خصص العنوان الثالث من عناوينه للحديث عن أهمية المقاطعة الاقتصادية للبضائع والمنتجات الأمريكية الإسرائيلية، كأحد أهم العناوين والخطوات العملية لمواجهة أعداء الأمة من قوى الاستكبار والهيمنة، وباعتبارها خطوة عملية سهلة وميسرة وفاعلة ومؤثرة، تعمل على إيقاف دعم العدو بالمال الذي يستفيد مما تقدّمه الأمة من أموال طائلة إلى أرصدته.
كشف شعار الصرخة حقيقة أمريكا وطغيانها وإجرامها وجبروتها وأسلوبها الخادع للشعوب والدجل والتضليل الذي تمارسه مع قوى الاستكبار والأنظمة العميلة بعناوين جذابة ومخادعة “الحرية، الديمقراطية وحقوق الإنسان”.
ومن دلالات الصرخة أنها حققت نقلة نفسية ومعنوية وعملية ومثلت بداية مدروسة للانتقال من واقع الصمت والاستسلام والخضوع وحالة اللا موقف إلى الموقف والتحرك والمسؤولية، وفي الوقت ذاته تعبر عن حالة سخط يجب أن تسود الأمة، وتحل محل حالة الرضا، لأن حالة الرضا تمهد للقبول بهيمنة قوى الاستكبار واحتلالها للبلدان ونهب خيراتها والسيطرة على مقدراتها.
ويبقى شعار الصرخة عنواناً لمشروع توعوي نهضوي، خاصة في ظل اتساع حضوره على المستويين الإقليمي والدولي، وإيجابياته في مساندة الشعب الفلسطيني في غزة والأراضي المحتلة بشكل مميز وموقف متكامل، ومواكباً للهجمة الأمريكية الصهيونية الشرسة على الأمة، وفي مقدمتها الشعب الفلسطيني الذي يتعرض حالياً لحرب إبادة شاملة في غزة، واستمرار تخاذل وتواطؤ المجتمع الدولي والعربي والإسلامي.