صمود وانتصار

الأمريكي وانزعاجه الكبير من الشعار

الصمود| من هدي القرآن

أنه من المؤسف جداً من المؤسف جـداً أن الإنسـان المسلـم الـذي معـه القرآن الكريم، بصائر سماه الله ونور وهدى، أصبحنا – ونحن معنا القـرآن الكريـم – لا نفهـم قيمـة الأعمـال، لا نفهم مؤامـرات أعدائنـا، ولا نفهـم ما الـذي يؤثـر علـى أعدائنا، وهم أنفسهم اليهود عارفين، نفس السفير الأمريكي فاهم هذا الشعار أن يرفع أو يردد، أن ينتشر هذا النشاط مؤثر عليهم، بينما تجد المسلم يقول: [مهذي منه الكلام ذا؟ ما بلاء ضجة على الفاضي، مهذي منه، مـا منـه فايـدة، أمريكا با تمت، وإسرائيـل با تمـت، حيـن نقـول المـوت لأمريكـا وإسرائيل؟] البعض يقول هكذا.

بـل بعضهـم انطلقـوا يدورا لفتاوى انه ما يجوز، قد بيفتوا انه ينقض الوضوء، وهذا قال: ما يصح اللعن فـي المسجـد لليهـود، قـد بينطلـق الجهـال يفتـوا فتاوى! من أجل أن يتوقف هذا العمل، هذا شيء مؤسف جداً أن يكون الإنسان المسلم أصبح إلى الدرجة التي لا يعي فيها أي عمل مؤثر على أعدائه.

بعضهم أمّن، عنده أن التأمينة ستزعلنا وفي الأخير نقول: ها بـا نبطـل، با نبطـل من أجل لا عاد يأمنوا، يـأمن مـن أمـن، فالقضية انه ماذا؟ كيف يكون للناس دفاع عن دينهم، دفاع عن ديننا.

قلنـا أيضـاً عندما نجد الأمريكيين مثلاً ما يريدوا أن هذا العمل يمشي، يعني هذا هو شاهد على أن معهم خطط لليمن نفسه، فهو يشكل عائق أمام خطط لهم في اليمن، مـا هـي مسألـة أنهـم مـا يريدوا مثلاً هذا الشعار يرتفع، مـا معهـم أي فكـرة حـول اليمن، وهم هناك في بلادهم، ويعتبر الكلام هذا في بلد كم بيننا وبينـه ومـا علينـا منه، إنه يعتبر هذا نفسه، موقفه من الشعار هو شاهد على ماذا؟ على أن هناك خطط للأمريكيين في اليمن، للهيمنة على

اليمن. مثلما أن محاولة أن يزور سوق السلاح ثم في الأخير ترى أنواعاً من السلاح تغيب، وترتفع أثمانها، يعني مـاذا، يعنـي أن هذا يدل على أن هناك خطط لليمن، للهيمنة على اليمن، وأن يوصلوا اليمنيين إلى درجة أن لا يجدوا ما يدافعوا عن أنفسهم به.

ولهذا السفير الأمريكي عندما يزور سوق السلاح مثلاً في الطلح، ثـم بعـد مـا يغيب ما تدري وغابت أشياء، وارتفعت أسعار أشياء، هل هو زعم بيغثيه أن اليمنيين لا جوهم يتراموا فيما بينهم! أنه يريد الحفاظ على أمن اليمنيين، لا. هم هؤلاء يعطوا إسرائيل الأسلحة المتطورة والفتاكة لضرب الفلسطينيين، ما بيغثيهم الأطفال والنساء الذين يصرخون أمامهم في كل شارع وفي كل مدينة. هل السبب أنهم رحيمين بنا، يريدوا من أجل أمننا، لا يكون هناك أسلحة يكون الناس يتقاتلوا؟ يكونوا يتضاربوا فقط، لا عاد يتراموا؟ ليست لهذه.

يريدوا أن يجردوا اليمن من أسلحته، من المواطنين، من أجـل فيما بعد، عندما يكون لهم مخططات عندما يكون لهم أهداف يمشوا في تنفيذها، يكون اليمنيين عاجزيـن عـن أن يدافعـوا عـن أنفسهـم وعـن أن يواجهوهم، وكل هذه تحصل ونحن مشخرين، لا يوجد عندنا تفكير، مـا عندنـا تفكيـر أنـه يجب أن تكون كلمتنا واحدة، يجب أن نعتصم بالله، نرجع إلى ديننا، يجـب أن نعـد مـا نستطيع من قوة للدفاع عن ديننا وعن بلادنا.

ولأنه أيضاً في نفس الموضوع هذا كشف عدة أشياء، ويكفينا من الشعار هذا أنه كشف لنا عدة أشياء، فعندما تجـد الجنـدي اليمني، الجندي اليمني تجده لتنفيذ رغبه أمريكية يحاول يخدش شعار، ولا يتحاشى عن خدش كلمة الله أكبر، يخدش الله أكبر، والنصر للإسلام من أجل الأمريكيين، هل تتصور بأن هذا ممكن في الأخير يدافع عنك والاّ يدافع عن دينك، أبداً.

بل قد يستخدم لمحاربتك أنت ودينك، نفس الجندي اليمني، الذي أكل ويأكل من عرقك، يأكل من جهودك، ما الناس يقولون: [الرئيس معه معسكرات عوينهم بيحتاجو، بيحتاج يصرف عليهم] يصرف عليهم وأسلحة تشترى لهم وفي الأخير وإذا الموقف عكس! هـذا كشـف بأنـه من أنت تنظر إليهم، ونحن نقول: معنا جيش لحماية الوطن، لحماية البلاد، لو يحصل شيء بـا يقومـوا بالـلازم، أنـت عندمـا تـرى الجندي، تعرف أن هذا الجندي نفسه لا يمكـن أنـه يحمي لا دينك ولا وطنك.

القضية أصبحت قضية الشعوب أنفسهم هم، لم يعد من الصحيح أن يجلسوا يشخروا في أن الحكومة حقتهم، أو أن جيشهم ممكن يدافع، أبداً. الجيوش العربية، الحكام العرب أصبحوا مهزومين، أصبحوا مهيئين أن يشتغلوا للأمريكيين وليس فقط ضد الأمريكيين، سواء بترغيب أو بترهيب، أي لا تتصور بأنه جندي من الأمن، وأيضاً يحمل عنوان أمن، أي أمن من؟ مـا هـو أمن الوطن؟ طيب أمن الوطن مِمن، إذا الأمريكيين يشتغلوا ويقولوا لك: وقِّف هذا الشعار، فيقول: مستعد، وخدشه، وقلع الملصقات حقه، فهو يؤمن مَن؟ هل هو يؤمن الأمريكيين، أو يؤمنا؟

ما هو الأمن الذي سيتحقق لنا من جانبهم في مواجهة الأمريكيين، لو كان هنـاك عمـل يحقـق الأمـن، لكان أول عمـل يقوموا به هو ماذا! هو مدافعة التهم التي تلفقها أمريكا على اليمن أنها تهم باطلة، ترى في الأخير بعد ما يكونوا في البداية يعترفوا أن هذا العمـل لا يمكـن أن يكـون عمل إرهابي، يضطروا في الأخير إلى أنه يتمشوا مع أمريكا وعمل إرهابي وهناك إرهابيين.

فإذا لم يكن هناك من جانب الحكومة عمل على مدافعة التهم، وتحقيق في كل القضايا التي ألصقت باليمن، ولإثبات أنه في الواقع ليس هناك إرهابيين حقيقة وراء هذه، وأنها مخابرات أخرى أو أيادي أخـرى، مـا لليمـن علاقـة بهـا، هذا الذي كان يعتبر عمل مهم تقوم به الدولة. ما عملوا هذه! يسكتوا عن التهم وفي الأخير تقريباً يسلِّموا، أو شبه تسليم بالتهمـة علـى اليمـن، والتهمـة علـى اليمن يعني التهمة على البلاد كلها، بما فيها الدولة نفسها.

التوجه الأمريكي ليس ضد المواطنين فقط، ضد حتى الزعماء تغيير الزعماء في البلاد، وضد البلاد من أجل أن يقسموها، أي شعب ما يزال كبيراً من البلاد العربية، يقسموه عدة أقسام، هذه فكرتهم، بدل ما يواجهوا التهم هذه، ويحاولوا يعملوا ملفات صحيحة، ويكذبوا كل التهم الأمريكية، جاء يبحث عن أي عمل يزعـج الأمريكييـن يحـاول يطفيـه، وهو رجل أمن، لكـن اتضـح لنـا أنهـا أصبحـت مـاذا؟ وراءها ضغوط أمريكية.

طيب الأمريكي نفسه بإمكانك أن تقنعه، تقنعه تقول لـه: النـاس هكـذا هـم، ديمقراطيـة بلادنـا، وأنتـم الذيـن جئتـم لنـا بالديمقراطيـة – ما الأمريكيين الذين جاؤوا بالديمقراطية؟ – وفي بلادكم يتظاهروا داخل واشنطن ضد قرارات الحكومة، ضد توجهات الحكومة الأمريكية نفسها لضـرب العـراق، آلاف يخرجـوا مـن المتظاهريـن في واشنطن نفسها ونيويورك ضد الرئيس الأمريكي في تفكيره بضرب العراق.

عندمـا تجـد أن هناك مسئولية عليك أمام الله فيجب أن تتحرك، حتى وإن كانت القضية فيها خوف، حتى وإن كانت القضية تؤدي إلى أن تضحي بنفسك ومالك. ما الله ذكر هذا في القرآن الكريم، طلب من المسلمين، طلـب مـن المؤمنيـن، بـل جعـل مـن صفـات المؤمنيـن الصادقين، من صفات المؤمنين الصادقين، هو أن يبذلوا، أن يجاهدوا في سبيل الله بأموالهم وأنفسهم، {إنما المؤمنون الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أُوْلَـئِـكَ هُـمُ الصَّادِقُـونَ}(الحجرات: 15) أولئـك هـم الصادقون، والجنة هي للمؤمنين الصادقين، وعندما تجد القرآن الكريم، يطلب منك أن تضحي بنفسك، الله يطلب منك أن تضحي بنفسك، أن تضحي بمالك، أي حين؟ إذا لم يكن أمام ما تتحرك أمريكا وإسرائيل فيه، فأمام من؟ هل أمام المهدي المنتظر!

أنـت إذا لـم تبـذل نفسـك ومالك في مواجهة هؤلاء الأعداء فهم من سيسخروك أنت لتبذل نفسك ومالك في سبيلهم، في سبيلهم فعلاً، وهم متجهين، يعني هذه عندهم سياسة ثابتة: أن يضربوا المسلم بالمسلم، عندهم هذه السياسة، أن يضربوا المسلم بالمسلم.

إذا لم تتحرك، فـي الأخيـر يجنـدوك تضـرب مـَن؟ تضرب آخرين مسلمين خدمة لأمريكا وإسرائيل. مثلما جندوا في السابق عشرات الآلاف من المسلمين، من أجل تحقيق مطامعهم، ومن أجل الدفاع عن مصالحهم، أيام الاستعمار الأول.

المسلمون يجاهدون تحت راية البريطانيين تحت راية الإيطاليين والفرنسيين، وقتال بين الدول هذه المستعمرة وقودها مَن؟ المسلمين، معظم وقودها كانوا هم المسلمين في بلدان أفريقيا، والبلدان المستعمَرة.

وهذه قضية يجب أن نتنبه لها، قضية لا تتصور أن بإمكانك أن تتنصل من مسئوليات الحق وتجلس هناك سليم، عندما تتهرب من الحق ستساق إلى الباطل، أعداء الله سيسوقونك إلى الباطل، وتبذل أكثر مما كـان يطلـب منـك فـي سبيـل الحق، تبذله في سبيل الباطل، وأنت تتهرب على أساس أن تنجو بنفسك، ستبذل نفسك وتقتل في سبيل الباطل، والشواهد كثيرة في هذه، من التاريخ شواهد كثيرة، التاريخ في الماضي والتاريخ المعاصر، أيام الاستعمار وإلى الآن.

 

الآن تجد البلدان الإسلامية تجد الأتراك دخلوا أفغانستان. الآن في الوقت الراهن القوات الأردنية التي تتحرك ضد المواطنين في مدينة [معان] ويضربوا وبكل جرأة، حتى ما قبلوا وساطة الآخرين، الذين توسطوا كيف يصلحوا الموقف هذا، لا، قضية أمنية وتراهم أقوياء وأشداء وشرسين، وهم، لأنه قالـوا فـي الوسـط متهميـن أنهـم وراء قتـل ذلـك الأمريكي، وقد تكون القضية ملفقة بكلها.

فلو أدت القضية هذه إلى أن الناس، لأن الناس الآن مثلاً نحن في اليمـن، نحـن لـم نـأت فـي أول القائمة حتى نقول الأشياء مازالت عبارة عن احتمالات، أمامك شواهد في بلدان أخرى، شواهد فيما يحصل في البلدان الأخرى، لأنهـا سياسـة واحـدة، مـا تـراه في البلدان الأخرى ستراه في بلادك على أيدي الأمريكيين، ما نقول أنها أشياء مازالت فرضيات، قد رأوا أفغانستان، ورأوا فلسطين، وهم يرون الآن العراق، كيف هم يجهزون لـه ويعـدون لـه وتجـد إصرارهم على ضربه. ما تراه من مواقف للعرب مع الأفغان أو مع فلسطين أو مع العراق، اعتبره سيكون موقف معك، يصرخ الناس مثلما يصرخ الفلسطينيون، ولا أحد يغيثهم، ما يجي لا مظاهرات معك تضامن ولا يعد يجي أي شيء معك ولا معونات ولا شيء.

ما الآن الفلسطينيين يصرخون، ما أحد يستطيع يقدم لهم شيء؟ ولا أحد يغيثهم بشيء، إلا الشيء النادر، الأفغانيين كذلك هل أحد أغاثهم بشيء، والاّ اتجهوا مثلاًً لمناصرتهم، الآن بدأوا في أفغانستان يصرخوا من تواجد أمريكا فيها ولا أحد يغيثهم بشيء.الوهابيين الذين كانوا يقولوا جهاد في سبيل الله أقفلوا الجهاد، وقد ذولا الأفغانيين يصيحوا من أمريكا، لماذا مـا تغيروا عليهم أما الآن، لماذا ما تغيروا عليهم، ولماذا لم يعد هناك جهاد في سبيل الله، ويسيروا يجاهدوا، لا. جهاد ضد أمريكا فيه شك، مثل عندما لم يعد واجب أو لا يجوز.

 

[الله أكبر/ الموت لأمريكا / الموت لإسرائيل/ اللعنة على اليهود / النصر للإسلام]

دروس من هدي القرآن الكريم

ملزمة الشعار سلاح وموقف

‏ألقاها السيد/حسين بدرالدين الحوثي

بتاريخ11/رمضان/1423

اليمن – صعدة