ارتفاع ضحايا العدوان الإسرائيلي على غزة إلى 35,800 شهيد و80,011 مصابا
الصمود|
أعلنت وزارة الصحة في قطاع غزة في تحديث لها، اليوم الخميس، أن العدو الإسرائيلي ارتكب 9 مجازر في القطاع وصل منها للمستشفيات 91 شهيدا و21 مصابا خلال 24 ساعة.
وأكدت ارتفاع عدد ضحايا العدوان الإسرائيلي إلى 35,800 شهيد و80,011 مصابا منذ 7 أكتوبر.
وقد استشهد اللواء ضياء الدين الشرفا، مساعد قائد قوات الأمن الوطني في قطاع غزة، إثر عملية اغتيال نفذتها طائرات العدو الإسرائيلي، صباح اليوم وسط مدينة غزة.
وقالت وزارة الداخلية في غزة في بيان لها، إن العدو الاسرائيلي استهدف اللواء ضياء الدين الشرفا أثناء قيامه بجولة ميدانية في منطقة السرايا وسط مدينة غزة صباح اليوم، فيما أصيب أربعة ضباط آخرين برفقته، ضمن قيامهم بواجبهم في خدمة أبناء شعبنا في ظل العدوان.
وفجر اليوم، ارتقى 17 شهيدا بينهم أكثر من 10 أطفال، وأصيب العشرات، إثر استهداف قوات العدو الإسرائيلي منزلين في مدينتي غزة ورفح في قطاع غزة.
وذكرت مصادر فلسطينية أن 16 شهيدا بينهم 10 أطفال، ارتقوا، كما أصيب عدد من المواطنين، ثر قصف العدو لمنزل في حي الدرج وسط مدينة غزة.
وأفادت المصادر بارتقاء مواطن إثر استهداف قوات العدو الصهيوني لمنزل في مدينة رفح جنوب القطاع، يعود لعائلة الشاعر. وكانت قوات العدو استهدفت فجر اليوم منزلا في مخيم النصيرات وسط القطاع، ما أدى لارتقاء 8 شهداء.
وارتكبت قوات العدو ثلاث مجازر في مدينة غزة فجر اليوم، راح ضحيتها عدد كبير من الشهداء والجرحى، فقد قصف مسجدًا ومدرسة قرآنية في حي الدرج بمدينة غزة، تؤوي نازحين ما أدى إلى 9 شهداء على الأقل منهم أم و5 أطفال، إضافة إلى إصابة آخرين بجروح.
وقصفت طائرات العدو شقة سكنية بالقرب من ملعب اليرموك وسط المدينة وهناك شهداء ومصابين، فيما قصفت منزلا لعائلة شابط بحي الدرج وهناك شهداء ومصابين.
وتواصل قوات العدو اجتياحها البري لأحياء واسعة في رفح وجباليا وأجزاء أخرى من شمال غزة الذي خرجت مستشفياته عن الخدمة وسط قصف جوي ومدفعي وارتكاب مجازر مروعة.
وأفاد مستشفى العودة ببقاء 14 موظفًا في مستشفى العودة – تل الزعتر، برفقة 11 مصابًا و2 مرافقات لأطفال، رفضوا الإخلاء إلا بحضور سيارات الإسعاف لإخلاء الجرحى.
وأصيب مواطنون جراء إطلاق نار من زوارق العدو على الصيادين في بحر القرارة شمال غرب خانيونس. واستشهد مواطن جراء قصف العدو الإسرائيلي منزلا لعائلة الشاعر في تل السلطان شمال غرب رفح.
وقصفت مدفعية العدو الصهيوني مناطق في شمال مخيم البريج وسط قطاع غزة، وشنت طائرات الاحتلال غارة شرق مدينة رفح.
استهداف القطاع الصحي
وأكد المكتب الإعلامي الحكومي، أن العدو “الإسرائيلي” يستمر في تدمير كل مقومات الحياة لشعبنا الفلسطيني وعلى رأس ذلك الحق في العلاج والدواء.
وأوضح الإعلامي الحكومي في تصريحٍ صحافي، أن العدو الصهيوني يستهدف القطاع الصحي والمستشفيات بشكل ممنهج وتخريبي ويعمل بشكل مقصود على إخراج المؤسسات الصحية نهائياً عن الخدمة حتى لو لم يجد أية ذرائع.
وأشار إلى أن محافظتي غزة وشمال غزة خرجتا عن الخدمة الصحية بشكل كامل ولم يعد لهما المقدرة حتى على تقديم الخدمات الطبية الثانوية، وذلك بعد خروج مستشفى كمال عدوان عن الخدمة، وحصار مستشفى العودة لليوم الرابع على التوالي.
وأكد الإعلامي الحكومي توقف خدمة الرعاية الأولية وتوقف خدمات الأمومة والطفولة وتطعيم الأطفال بفعل استمرار عدوان الاحتلال العسكري لليوم الثاني عشر على التوالي.
ونوّه إلى الحاجة الماسة والمُلحّة بضرورة وأهمية تقديم دعم عاجل من مستشفيات ميدانية، ووفود طبية، وأدوية، ووقود إلى محافظتي غزة وشمال غزة لضمان توفير الحد الأدنى والمعقول من الخدمة الطبية والرعاية الصحية قدر المستطاع. وحذّر من أن عدم الإيفاء بهذه المستلزمات والضروريات يهدد حياة 700,000 إنسان في المحافظتين.
اعدام جماعي للمرضى
من جانبه قال المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان إن تدمير جيش العدو الإسرائيلي المستشفيات والمرافق الصحية في شمال قطاع غزة وإخراج المتبقي منها عن العمل بالكامل يعني قرارًا إسرائيليًّا بتنفيذ إعدام جماعي للمرضى والمصابين، في وقت يتصاعد الهجوم العسكري العنيف على مخيم جباليا ومحيطه منذ 13 يومًا، ويتواصل ارتكاب المجازر المروعة ضد السكان المدنيين هناك.
وأبرز المرصد الأورومتوسطي في بيان له اليوم الخميس أن قوات العدو الإسرائيلي اقتحمت مساء الأربعاء 22 مايو/أيار مستشفى “العودة” في مخيم جباليا شمالي القطاع، واحتجزت الكوادر الطبية والمرضى والجرحى وشرعت بالتنكيل بهم، وذلك بعد عدة أيام من إحكام حصار شامل على المستشفى واستهدافه على نحو متكرر وإخراجه عن العمل.
وأكد الأورومتوسطي أن الاتصال انقطع بأفراد الطواقم الطبية والمرضى والجرحى الذين تبقوا داخل المستشفى، فيما يُخشى من تكرار جرائم القتل والإعدام الميداني والاعتقال التعسفي والحرمان من الماء والطعام والعلاج، وهو ما حدث سابقًا في مستشفيات حول القطاع، بما في ذلك مستشفى “العودة” نفسه، الذي كان تعرض لاقتحام سابق خلال الاجتياح الأول لمخيم جباليا في ديسمبر/كانون أول 2023، واعتُقل مديره د.”أحمد مهنا” مع آخرين من أفراد الطواقم الطبية.
وفي إفادة لفريق المرصد الأورومتوسطي، قال الحكيم “فادي الزعانين” في مستشفى “العودة” إن جيش العدو الإسرائيلي فرض حصارًا على المستشفى الذي يتبع للمجتمع المدني منذ ستة أيام وشدد الحصار قبل ثلاثة أيام، فيما أطلق يوم الثلاثاء قذيفة مدفعية تجاه أحد مباني المستشفى الذي يتواجد به 13 مريضًا ومصابًا وكادر طبي يتراوح عدده بين 120-150 شخصًا.
وأضاف “الزعانين”: العدو الإسرائيلي اقتحم عصر الأربعاء ساحة المستشفى وطلب عمل مقابلات مع الجميع، وكان يسأل عن الاسم ويأخذ صورًا شخصية، واعتقل أحد الزملاء ويدعى “عبد الجبار الحناوي” وهو كبير في السن. المرضى بقوا في المستشفى ومعهم طبيب وستة ممرضين، أما نحن فأخرجونا وحددوا لنا مسار خروج باتجاه غرب غزة. وضع المرضى صعب وهناك حالتا بتر وحالات ولادة قيصرية.”
بدوره، قال الطبيب “طلعت أبو دغيم” لفريق الأورومتوسطي إنه “بعد أربعة أيام من حصار مستشفى العودة، هذا اليوم (الأربعاء) تم إخراج المستشفى عن الخدمة، أخرجونا جميعًا، وبقي المرضى وعددهم نحو 15 مريضًا تعذر خروجهم لعدم توفر سيارات إسعاف، وبقي معهم طبيب في قسم الاستقبال في المستشفى. أثناء خروجنا أجبرونا على الكشف عن أجسادنا، ثم أخضعونا للفحص والتدقيق الأمني ثم حددوا لنا مسار خروج باتجاه غرب غزة.”
وفي إفادة أخرى لـ “محمد الدريني”، وهو مرافق مع شقيقه الجريح في مستشفى “العودة”، قال: “حاصر العدو الإسرائيلي المستشفى منذ عدة أيام، وقصف الطابق الخامس من المبنى، وهذا اليوم اقتحم المستشفى واحتجزنا أربع ساعات، سألني عن سبب وجودي، فقلت له أنني كنت مع أخي الذي أصيب في القصف العشوائي على مخيم جباليا وهو جريح في رجليه، ومن ثم أفرجوا عني وطلبوا مني التوجه إلى غرب غزة. خلال أيام الحصار عانينا من قلة الماء والطعام وعدم توفر العلاج.”
وبيّن الأورومتوسطي أن مستشفى “كمال عدوان” الواقع بين مخيم جباليا ومشروع بيت لاهيا شمالي القطاع يتعرض هو الآخر لحصار وإطلاق نار وقصف متكرر من الطائرات والمدفعية الإسرائيلية، الأمر الذي تسبب بإخراجه عن العمل، حيث اضطرت العديد من الطواقم الطبية والمرضى والجرحى لإخلائه، فيما بقي فيه عدد من الطواقم الطبية مع الجرحى والمرضى غير القادرين على الحركة، وانقطع الاتصال بهم نتيجة الحصار وانقطاع الكهرباء والاتصالات عن المنطقة.
وقال المرصد الأورومتوسطي إنه بخروج هذين المستشفيين عن العمل بعد أن أعيدا للعمل جزئيًا في الأسابيع الأخيرة عقب تعرضهما للاقتحام والتخريب من العدو الإسرائيلي، تكون جميع المستشفيات شمال قطاع غزة قد خرجت عن الخدمة، ولم يعد هناك أي مكان لنقل القتلى أو الجرحى أو المرضى إليه لتلقي العلاج، بما في ذلك توقف جميع برامج الرعاية الصحية المتعلقة بالأمهات والأطفال.
وأكد أن ذلك يعني قرارًا “إسرائيليا” متعمدًا بإعدام عشرات الآلاف من الأشخاص والتسبب بموتهم، من خلال حرمانهم من حقهم في الرعاية الصحية.
ووفق تقديرات الأمم المتحدة فإن هناك أكثر من 100 ألف فلسطيني نزحوا من شمال قطاع غزة جراء الهجوم العسكري والاجتياح الأخير الذي بدأ مساء السبت 10 مايو/أيار الجاري، فيما ما يزال أكثر من 100 ألف آخرون داخل منازلهم أو في مراكز الإيواء في جباليا ومخيمها وبيت لاهيا وبيت حانون.
وبيّن الأورومتوسطي أن مشافي شمال قطاع غزة استقبلت ما يزيد عن 97 شهيدًا خلال 11 يومًا قبل خروجها عن الخدمة، ونقل عشرات الشهداء أيضًا إلى المستشفى “الأهلي” (المعمداني)، وهو المستشفى الوحيد الذي ما يزال يعمل جزئيا في مدينة غزة، فيما تلقى الأورومتوسطي معلومات عن وجود عشرات القتلى وأغلبهم من المدنيين، وضمنهم نساء وأطفال، في الشوارع وتحت أنقاض المنازل المدمرة وداخل وقرب مراكز الإيواء التي تعرضت للقصف والاستهداف من الجيش الإسرائيلي.
كما أشار إلى أن الصور التي اطلع عليها والمعلومات الأولية التي تلقاها من فريقه الميداني تشير إلى أن العدو الإسرائيلي نفذ عملية تدمير شبه كاملة لمخيم جباليا الذي كان يعد من أكثر أماكن العالم اكتظاظًا بالسكان والمنازل. وطال التدمير أكثر من 400 منزل، وهي إحصائية أولية من المتوقع أن ترتفع، خاصة مع استمرار الهجوم الإسرائيلي وما أظهرته الصور من مسح أحياء كاملة في المخيم، في حين أن نسبة الدمار التي لحقت جباليا ومخيمها منذ بدء الهجوم العسكري الإسرائيلي في أكتوبر/تشرين أول الماضي، وقبل العملية العسكرية الإسرائيلية الأخيرة هناك، كانت بلغت حوالي 75-85%.
وقال الأورومتوسطي إن الاستهدافات الإسرائيلية الأخيرة شملت جميع مظاهر الحياة والنزوح في شمال القطاع، بما في ذلك فتح النار على مراكز الإيواء وإحراق خيام النازحين في جباليا، الأمر الذي أجبر المئات من المدنيين على النزوح مرات متكررة إلى مناطق مختلفة في مدينة غزة.
وشدد الأورومتوسطي على أن تدمير المستشفيات والمرافق الطبية يأتي في إطار جريمة الإبادة الجماعية التي ينفذها العدو الإسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني في قطاع غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين أول 2023، وفي مقدمة الخطة المنهجية والمنظمة وواسعة النطاق التي ينفذها العدو الإسرائيلي لتدمير حياة الفلسطينيين في القطاع، وتحويله إلى مكان غير قابل للسكن ويفتقد لأبسط مقومات الحياة والخدمات الأساسية، من خلال جملة جرائم متكاملة، أخطرها الاستهداف المنهجي وواسع النطاق للقطاع الصحي وإخراجه عن الخدمة بالتدمير والحصار، وإيصاله إلى نقطة اللاعودة، وحرمان الفلسطينيين من فرص النجاة والحياة والاستشفاء، وحتى من المأوى.
وشدد على أن ما يرتكبه العدو الإسرائيلي من جرائم ضد المستشفيات والأشخاص المحميين في قطاع غزة تشكل كذلك جرائم حرب مكتملة الأركان، بالإضافة إلى كونها جرائم ضد الإنسانية كونها تنفذ في إطار الهجوم العسكري الإسرائيلي المنهجي وواسع النطاق ضد السكان المدنيين في قطاع غزة.
كما أكد الأورومتوسطي أن العدو الإسرائيلي ينفذ جرائمه ضد مستشفيات القطاع دون أدنى احترام لقواعد القانون الدولي، وبخاصة القانون الدولي الإنساني، وفي انتهاك صارخ لمبادئ التمييز والتناسبية والضرورة العسكرية، وللحماية الخاصة التي تتمتع بها المستشفيات المدنية والطواقم الطبية، أو الحماية التي يتمتع بها المدنيون سواء بصفتهم هذه أو كونهم غير مشاركين مشاركة مباشرة بالأعمال الحربية، أو الحماية التي يتمتع بها الجرحى والمرضى، وحظر استهدافهم، حتى لو كانوا من العسكريين.
وجدد الأورومتوسطي مطالبته بتدخل دولي عاجل لإقامة مستشفيات ميدانية في شمال غزة، والضغط على العدو الإسرائيلي لوقف هجماتها المتكررة عن المستشفيات التي أخرجتها عن العمل، وضمان سلام الطواقم الطبية والمرضى والجرحى والنازحين داخلها، وتمكينهم من تلقي العلاج المنقذ للحياة، وضمان تحويل الحالات الطارئة للعلاج في الخارج.