الشعب اليمني والوحدة الحقيقية
الصمود||مقالات|| محمد الضوراني
الشعبُ اليمني جسَّد الوَحدةَ بكل معانيها الإيمَـانية الحقيقية الوحيدة، التي أمرنا اللهُ بها، هذه الوَحدةُ التي تحفظُ الأُمَّــةَ الإسلاميةَ من حالة الانقسام التي عمل عليها أعداءُ هذه الأُمَّــة طويلًا لزرع العُنصرية والمذهبية والمناطقية وغيرها.
هؤلاء الأعداء الذين يعملون في خدمة الصهيونية، وجنّدوا لذلك مختلفَ الفئات من أنظمة وكيانات وأحزاب وشخصيات وعلماء وغيرهم؛ لزرع الفتنة والانقسام والشك والريبة، لتكون هذه الأُمَّــة مُجَـرّدة من كُـلّ عوامل القوة، ومن أهمها الوحدة الإيمَـانية ووحدة المشروع والمنهج والرسالة المحمدية، وهي رسالة واحدة عالجت كُـلّ الاختلالات الخاطئة والمفاهيم المغلوطة وحالة الانفلات التي كان يعيش فيها العالم البشري؛ فهذه الرسالة التي بنيت على أهداف جامعة وأخلاق إيمَـانية وفطرة سليمة تميز من خلالها الحق من الباطل؛ فالإسلام مشروع إيماني وحدوي بمنهجه السليم والصحيح.
نجد اليوم عزة وكرامة ووحدة إيمَـانية حقيقية رغم بعد المسافات والمذاهب، لكن اليمن مثَّلَ الوعي الإيمَـاني الحقيقي، وهذا هو المشروع الذي يحمي الأُمَّــةَ ويُعَدِّلُ مسارَها ويعزِّزُ دورَها وقوتَها وفق منهج الله السليم وهو القرآن الكريم، الذي مَنْ تحَرّك من خلاله يعتبر حمايةً لكل الأُمَّــة، ورعايةً وصونًا للإيمان بكل معانيه الصحيحة، ويعتبر مشروعاً وحدوياً لا يمكن للعدو اختراقه.
الشعب اليمني -بمشروعه التحرّري ومشروعه الإيماني وتبنيه للقضية الفلسطينية المركزية لكل الأُمَّــة، تحَرّك -قيادةً وجيشاً وشعباً- وأعاد بذلك للأُمَّـة مشروعَها الوحدوي الحقيقي والواضح، والذي لا بُـدَّ أن نسيرَ عليه ونواجه المشاريعَ الهدَّامة لأصحاب النفوس العليلة والمريضة والتي تولت اليهودَ تولياً حقيقياً وأصبحت عوناً لهم ضد مشروع الحق مشروع الله عز وجل، الذي جاء لنا بالوَحدة الحقيقية وَبالعزة والكرامة والقوة والصلاح الأخلاقي والثقافي، الذي يعتبر نجاةً لنا كأمة إسلامية في الدنيا والآخرة.
مشروعُنا الوحدوي تحَرّك به ومن خلاله الشعب اليمني مع الشعب الفلسطيني بشعبه ومقاومته وبمحور المقاومة الواسع.
نحن كشعب يمني وفي الثاني والعشرين من مايو في كُـلّ عام نحتفلُ بالوَحدة اليمنية التي تعتبر مكسباً يفخرُ به كُـلّ اليمنيين، ونريدُ أن تتعمَّقَ وَتترسَّخَ هذه الوحدة إذَا فهمنا أن اللهَ -عز وجل- أمرنا أن نكون أُمَّـةً متوحدةً في المشروع والمنهج والثقافة السليمة التي تبعدُك كُـلَّ البُعد عن دُعاة الانقسام والفرقة بأهداف مناطقية ومذهبية وعنصرية، وغيرها من عناوينَ ضالة اشتغل عليها اليهودُ وأدواتُهم لتكونَ الأُمَّــةُ هكذا ضعيفةً هزيلةً تتحَرّك بأوامرَ أمريكية صهيونية دمّـرت هذه الأُمَّــة.
ولن تستقرَّ الأُمَّــةُ وَتتوحَّدَ إلَّا إذَا فهمت دورَها ومنهجَها السليم، الذي سَنحاسب عليه جميعاً كأمة تحملت هذا المشروع فلم تصنه وسلَّمت نفسها لليهود يعبثون بها كيفما يشاءون، هم الذين وصفهم الله بأنهم لا يريدون لنا الخيرَ وهم أعداءٌ لنا لنحذرَهم ونبتعدَ عنهم.
إن الوحدةَ اليمنية الحقيقية تمثَّلت في مواقف هذا الشعب مع القضية الفلسطينية ولم نبخلْ عنهم بل استشعرنا التقصيرَ أمام الله، وحدةٌ ترضي اللهَ وتحفظ الأُمَّــة وتحميها وتُفشِلُ مساعي أعدائها ومشاريعهم القذرة والخبيثة بخباثة نفوسهم الشيطانية.