صرختنا حسينية وضربتنا حيدرية
الصمود||مقالات|| مجيدة جاسر
المقاومة الشجاعة والأبية يجسِّدُها أحرارُ العالم وناصرو المظلومين في هذه الأُمَّــة (إيران، اليمن، لبنان، العراق، سوريا وفلسطين).
تحَرّكنا من حَيثُ أمرنا الله -سبحانه وتعالى-، تاجرنا مع الله تجارةً فيها الربحُ الوفيرُ دونما خسارة، قال تعالى: (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا هَلْ أَدُلُّكُمْ عَلَى تِجَارَةٍ تُنْجِيكُمْ مِنْ عَذَابٍ أَلِيمٍ، تُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَرَسُولِهِ وَتُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللهِ بِأموالكُمْ وَأنفسكُمْ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَكُمْ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَـمُونَ)؛ لذلك تحَرّكت المقاومة من منطلق الجهاد في سبيل لله؛ واستجابةً لله ولرسوله؛ وهتافُهم محمدي علوي حسيني قائلين:
صرخاتُنا حسينية وضرباتنا حيدرية.
كسروا هيبةَ أمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا، وجعلوهم أصغرَ من الذرة بعد أن قد هيمنوا علينا بظلمهم وجبروتهم واحتلوا بلدانَنا وجوَّعوا الشعوب وانتهكوا حُرُمات الأُمَّــة وسرقوا ثرواتها، فجاءت المقاومةُ لتقول لهم:
لا وألف لا، نحن لا نسكُتُ على باطل، ولا نرى المنكر فنقعد، تجمعهم المقاومة فأصبحوا يدًا واحدة ونكَّلوا بأمريكا و”إسرائيل” وبريطانيا فأصبحت في أعيننا كما قال الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-: (إن هي إلا قشة).
لم يقعدوا مثل حكام العرب المطبِّعين يشاهدون الأطفال والنساء يُقتلون ويُبادون بإجرام وحشي أمام العالم، بل تحَرّكوا بكل ما يستطيعون؛ لنُصرةِ المظلومين وجهاد الظالمين؛ فهم ليسوا كالعربِ الساكتين المتولين لليهود والنصارى، من قال تعالى عنهم في القرآن الكريم: (مَثَلُ الَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِ اللهِ أولياء كَمَثَلِ الْعَنْكَبُوتِ اتَّخَذَتْ بَيْتًا وَإِنَّ أَوْهَنَ الْبُيُوتِ لَبَيْتُ الْعَنْكَبُوتِ لَوْ كَانُوا يَعْلَـمُونَ).
دعمًا لشعبنا الفلسطيني الصامد في قطاع غزة وإسنادًا لمقاومته الباسلة والشريفة، تحَرّكنا بشجاعةِ علي وبصيرة زيد وتضحية الحسين ووفاء مالك الأشتر، لا نبالي بكل التهديدات والظروف، وواجهناهم بكل عزم وثبات وصمود كسَرَ هيبتهم وحطّم حصونهم وألقى في قلوبهم الرعب، وكُلُّ هذا بفضل الله؛ ولأننا حملنا شعار (هيهات منا الذلة) يأبى الله لنا ذلك ورسوله والمؤمنون أن نخضعَ لظالم وأن ندعَ المظلوم في صرخات ولا نستجيب له، بل تحَرّكنا وقلنا مقولة الإمام زيد -عليه السلام- المشهورة: (واللهِ ما يدعُني كتابُ الله أن أسكت).
قال تعالى: (أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ)، تحَرّكنا من الأشياء البسيطة بعزم وشجاعة وثقة بوعد الله تعالى ونصره للمستضعفين.
فكلما تكبَّروا وتجبَّروا كـفرعون أغرقنا سفنَهم في البحر كما غرق فرعون ومُلْكُه، وألقينا في قلوبهم الرعبَ بقوة الله وعونه، فأصبحت أُمُّ الرشراش المحتلة منطقةً غير آمنة بالنسبة لهم؛ نكَّلنا بهم مَن أمامهم ومَن خلفهم عن شمائلهم وعن إيمَـانهم، جعلناهم أذلة صاغرين؛ وهذا بقوة الله وتأييده، وبتوحد محورِ المقاومة وتوحُّد رأيهم وقضيتهم وهدفهم؛ فكان اللهُ المعينَ، وستبقى المقاومة يدًا واحدة لنصرة المظلوم، وستجعل من دماء الظالمين نهراً كنهرِيْ دجلة والفرات، ليكونَ عبرةً لكل من تسول له نفسُه بالتجبر والتكبر وإبراز هيبته، واللهُ مع الذين يجاهدون في سبيله وينصرون دينَه وهو على كُـلّ شيء قدير، قال تعالى:
(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ).