صمود وانتصار

إقرار أمريكي جديد بصعوبة المواجهة البحرية مع القوات المسلحة اليمنية

الصمود||

تتواصل الاعترافاتُ الأمريكيةُ بصعوبةِ المواجهة البحرية مع القوات المسلحة اليمنية، وبفشل واشنطن في تثبيت «ردع» يوقفُ الجبهة اليمنية المساندة لغزة، وتحول مساعي البيت الأبيض لحماية العدوّ الصهيوني من التهديد اليمني إلى ورطة تستنزف القدرات العسكرية الأمريكية بشكل كبير.
ونشرت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية تقريرًا، ذكرت فيه أنه «ليس من المعتاد أن تتصدر مدمّـرة تابعة للبحرية الأمريكية عائدة من عملية نشر روتينية عناوين الأخبار الرئيسية، لكن عودة المدمّـرة يو إس إس كارني إلى الوطن كانت تستحق الاهتمام؛ لأَنَّ القوات البحرية الأمريكية تقاتل بوتيرة لم تشهدها منذ الحرب العالمية الثانية».
وأوضح التقرير الذي نشر مؤخرا أن «المدمّـرة يو إس إس كارني وصلت إلى ميناء فلوريدا مؤخّراً بعد انتشار استمر 235 يوماً، قضت جزءًا كبيرًا منه في مواجهة الطائرات بدون طيار والصواريخ اليمنية».
ونقل التقرير عن الأدميرال ليزا فرانشيتي، رئيسة عمليات البحرية الأمريكية، قولها: إن السفينة «خاضت 51 اشتباكًا في 6 أشهر».
وأضافت: أنّ «آخر مرة اشتبكت فيها قواتنا البحرية مباشرة مع العدوّ بمثل هذه الدرجة، كانت في طريق العودة أثناء الحرب العالمية الثانية، وكانت حينها المدمّـرة يو إس إس هيو هادلي، مع سجل اشتباكها البالغ 23»، مشيرة إلى أن ذلك كان في مايو 1945م.
ونقل التقرير عن قائد المدمّـرة كارني قوله إن قواته لم تكن تملك سوى تسع ثوان أَو أكثر قليلًا للتعامل مع الهجمات اليمنية بالصواريخ المضادة للسفن.
وأوضح تقرير «وول ستريت جورنال» أنه «ليست لدى إدارة بايدن خطة واضحة للقضاء على التهديد الآن بعد أن فشل تحالفها البحري الدولي والضربات الجوية بشكل واضح».
وتساءل التقرير: «هل سيخصص بايدن أموال الدفاع لإعادة ملء مخزونات الأسلحة الأمريكية؟، حَيثُ تعتمد المدمّـرات على صواريخ دقيقة متطورة لإسقاط الطائرات بدون طيار الرخيصة».
وَأَضَـافَ أنه «على الرغم من كُـلّ الذعر من أن الحرب في أوكرانيا تستنزف ترسانات أمريكا، فَــإنَّ إخفاقات بايدن في الردع في البحر الأحمر يمكن أن تؤدي في نهاية المطاف إلى الإضرار بالاستعداد العسكري الأمريكي أكثر من سنوات من الحرب البرية في أُورُوبا الشرقية».
وطيلة الأسابيع والأشهر الماضية، أدلى ضباط في البحرية الأمريكية باعترافات صريحة وصفوا فيها المواجهة مع اليمن بأنها «أكبر تحدٍّ للبحرية الأمريكية في التاريخ الحديث»، مؤكّـدين أن هذه هي المرة الأولى التي تواجه فيها القطع الحربية الأمريكية في البحر هجمات شبه يومية بالصواريخ البالستية.
وأقر الضباط الأمريكيون خلال الفترة الماضية بأن الولايات المتحدة لا تستطيع لوحدها أن تواجه العمليات البحرية اليمنية، كما أقروا بعدم امتلاك الجيش الأمريكي أية معلومات استخباراتية عن طبيعة وحجم الترسانة العسكرية اليمنية.
والأسبوع الماضي أكّـد مسؤول كبير في وزارة الدفاع الأمريكية أن اليمن يمتلك أسلحة تستطيع الوصول إلى البحر الأبيض المتوسط، وأقر بأن ذلك يثير قلق الولايات المتحدة.
على صعيد متصل بعد تعرضها لهجمات متكررة خلال مشاركتها تحالف حماية الكيان الصهيوني والذي تقوده الولايات المتحدة، وفشلها في تامين مرور سفن العدو الصهيوني والسفن المرتبطة به في البحرين الأحمر والعربي وخليج عدن والمحيط الهندي ، بالإضافة إلى عجزها عن حماية سفنها بعد أن تورطت في العدوان على اليمن.. أعلنت بريطانيا، سحباً نهائياً لأهم مدمراتها في البحر الأحمر ..
وقالت وزارة الدفاع البريطانية بانها قررت سحب المدمرة «اتش ام اس دايموند» من البحر الأحمر واستبدالها بـ»اتش ام اس دنكان» الأقل كفاءة.
وهذه ليست المرة الأولى التي تسحب فيها بريطانيا فخر المدمرات من البحر الأحمر منذ بدء المواجهات مع اليمن في يناير الماضي حيث تم صيانة المدمرة عدة مرات، لكن قرار إنهاء خدمة المدمرة البريطانية بشكل نهائي يؤكد خروجها عن الخدمة وفشلها في صد الهجمات التي كانت تستهدفها أيضا.
وتعد «دايموند» من اهم البوارج البريطانية وظلت لندن تستعرض بها قبل انطلاق مهامها في البحر الأحمر ، لكن عمليات اليمن ضد السفن والبوارج الأجنبية بما فيها البريطانية التي تم وضعها على لائحة الاستهداف يشير إلى نجاح القوات اليمنية بإسقاط الدعاية البريطانية بشأنها.

السفن البريطانية المستهدفة
ومنذ تورُّطِ بريطانيا في العدوان على اليمن إلى جانب الولايات المتحدة، أصبحت السفنُ البريطانية هدفًا للقوات المسلحة اليمنية؛ وأعلنت صنعاء عن عشر عمليات استهداف سفن منها إغراق سفينة «روبيمار» الشهيرة، وفيما ما يلي ملخص للعمليات اليمنية التي استهدفت سفناً بريطانية .
ـ في 27 يناير 2024 استهدفت القوات المسلحة اليمنية سفينة نفطية بريطانية تحمل اسم (مارلين لواندا MARLIN LUANDA) بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة، في خليج عدن وكانت الإصابة مباشرة، ما أدى إلى احتراقها.
ـ في 01 فبراير 2024 استهدفت القوات البحرية في القوات المسلحة اليمنية سفينة تجارية بريطانية في البحر الأحمر كانت متجهة إلى موانئ فلسطين المحتلة بصواريخ بحرية مناسبة.
ـ في 06 فبراير 2024 نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عملية عسكرية استهدفت سفينةً بريطانيةً (Morning Tide مورنينق تايد).
ـ في 15 فبراير 2024 استهدفت القوات المسلحة اليمنية سفينة بريطانية تحمل اسم “LYCAVITOS” في خليج عدن بصواريخ بحرية مناسبة، مؤكدةً إصابتها بشكل مباشر.
ـ في 16 فبراير 2024 أعلنت القوات المسلحة اليمنية استهداف سفينة نفطية بريطانية “بولوكس” “POLLUX” في البحر الأحمر بصواريخ بحرية مناسبة،
ـ في 19 فبراير 2024 استهدفت القوات البحرية اليمنية سفينة بريطانية في خليج عدن “روبيمار” بعدد من الصواريخ البحرية المناسبة محققة إصابة مباشرة وأدت إلى غرق السفينية.
ـ في 22 فبراير 2024 نفذتِ القواتُ البحريةُ في القواتِ المسلحةِ اليمنيةِ عمليةَ استهدافٍ لـ سفينةٍ بريطانيةٍ (ISLANDER) في خليجِ عدن، وذلك بعددٍ من الصواريخِ البحريةِ المناسبة، أصابتْها بشكلٍ مباشرٍ ما أدى إلى نشوبِ الحريقِ فيها بفضلِ الله.
26ـ مارس 2024 أعلنت القواتُ البحريةُ والقوةُ الصاروخيةُ تنفيذ أربعَ عملياتٍ مشتركةٍ منها استهداف سفينةُ (HUANG PU) البريطانيةُ في البحرِ الأحمرِ.
ـ 07 أبريل 2024 نفذتِ القواتُ البحريةُ عمليةَ استهدافٍ لسفينةِ( HOPE ISLAND ) البريطانيةِ في البحرِ الأحمرِ وذلكَ بعددٍ منَ الصواريخِ البحريةِ المناسبة وكانت الإصابة مباشرة بفضل الله.
ـ 27 أبريل 2024 استهدفت القوات البحرية السفينة النفطية البريطانية (ANDROMEDA STAR) في البحر الأحمر بصواريخ بحرية مناسبة وحققت إصابة مباشرة.

الإعلام العبري: اقتصادنا يتآكل جراء الحصار البحري اليمني

كشفت عدة تقارير عبرية عن انخفاض أرباح العديد من الشركات “الإسرائيلية” الكبيرة خلال مايو الجاري نتيجة الحصار البحري الذي تفرضه القوات المسلحة اليمنية على وصول السفن إلى موانئ فلسطين المحتلّة.
ووفقا للتقارير التي نشرتها وسائل إعلام عبرية فقد انخفضت أرباح شركة “تابورا” (شركة عملاقة في قطاع النقل) بنسبة 50 % نتيجة تعطل ميناء أم الرشراش المحتلّة الذي كانت الشركة تقوم بنقل شحنات السيارات التي يستقبلها إلى مختلف أنحاء الأراضي المحتلّة.
وبالتوازي أعلنت عدة شركات غذائية صهيونية كبرى هذا الشهر عن رفع أسعار منتجاتها بنسب متفاوتة وصلت إلى 20 %، إضافة إلى زيادات سابقة كانت قد فرضتها خلال الأشهر الماضية؛ وذلك بسَببِ ارتفاع تكاليف الشحن واستيراد المواد الخام، بالإضافة إلى التداعيات الأُخرى للحرب.
والأسبوع الماضي أعلنت شركة “زيم” الصهيونية للشحن البحري عن رفع تكاليف نقل الحاويات من الشرق إلى موانئ فلسطين المحتلّة بنسبة تزيد عن 37 %؛ الأمر الذي يتوقع أن يؤدي إلى زيادات جديدة في أسعار السلع والمنتجات في الأسواق “الإسرائيلية” خلال الفترة القادمة.
إلى ذلك كشفت صحيفةُ “غلوبس” الاقتصادية العبرية، عن هُبُوطٍ حَادٍّ في أرباح واحدة من أكبر شركات الأغذية “الإسرائيلية”؛ نتيجة تداعيات الحرب، وفي مقدمتها الحصار البحري اليمني الذي أَدَّى إلى ارتفاع تكاليف الشحن والمواد الخام المستوردة من قبل الشركة التي تتعامل مع مجموعة من المنتجات الغذائية منها القهوة والألبان.
وبحسب تقرير نشرته الصحيفة، الاثنين فقد “سجلت شركة الأغذية العملاقة (شتراوس) انخفاضًا حَادًّا بنسبة 78 % في صافي الربح المحاسبي، خلال الربع الأول من العام الجاري”.
وقال التقرير أنه “بسبب الحرب التي اندلعت في أُكتوبر والتهديد الحوثي في البحر الأحمر” بحسب تعبير الشركة فقد “ارتفعت أسعار المواد الأولية خلال الربع الأول من هذا العام مقارنة مع العام الماضي، حَيثُ ارتفعت أسعار حبوب بن (أرابيكا) بنسبة 9 % وحبوب بن (روبوستا) بنسبة 59 %، فيما ارتفع سعر السكر بنسبة 11 %، وسعر الكاكاو بنسبة 143 %”.وأوضح التقرير أنه “في ملخص الربع الأول انخفض إجمالي معدل الربح في الربع الأول الذي مر للتو، وارتفعت المصاريف التشغيلية بنسبة 7 % وبلغت 482 مليون شيكل؛ وبسبب تسجيل مصاريف غير عادية انخفض صافي الربح بنسبة 78 %”.وأضاف التقرير أن الشركة كانت قد فرضت عدة زيادات في أسعار منتجاتها منذ بداية العام الجاري، مُشيراً إلى أن “سعر زيت الزيتون الذي تنتجه الشركة زاد بنسبة 25 %، وقفز سعر الشوكولاتة والكاكاو بنسبة 10 %، وأصبحت القهوة أكثر تكلفة بنحو 12 %، وفي وقت لاحق وفي بداية هذا الشهر، أعلنت شتراوس عن زيادة في أسعار بعض منتجات الألبان”.
ونقل التقرير عن الشركة قولها: إن هذه الزيادات جاءت “لتحسين إجمالي معدل الربح الإداري”.
وبحسب التقرير فقد “تآكلت الأرباح التشغيلية الإدارية لشركة شتراوس بنسبة 2.4 %”.وَأَضَـافَ أن “سهم شركة شتراوس خسر حوالي 16.8 % من قيمته في العام الماضي، وانخفض بنسبة 6.2 % منذ بداية عام 2024”.وبحسب خبراء ومحللين اقتصاديين فقد تهاوت مقولة مناعة الاقتصاد الصهيوني أمام التأثّر بالحروب بشكل كبير ومستمر منذ الـ7 من أكتوبر.
وأعلنت شركة «أوسم الإسرائيلية» للمواد الغذائية زيادة أسعار مجموعة من المنتجات بنسبة 2 إلى 7%.وذكر موقع «سروجيم srugim» «الإسرائيلي» أنّه بعد شركات شتراوس وتنوفا وديبلومات والعديد من الشركات الأخرى، أبلغت شركة «أوسم» للأغذية، تجار التجزئة بزيادة أسعار عدد من المنتجات، بما في ذلك المعجنات والوجبات الخفيفة والمشروبات (القهوة والشراب)، وأطباق ورقائق جاهزة.
وأوضح الموقع أنّ الأسعار الجديدة ستدخل حيز التنفيذ، في الأول من يوليو المقبل، وستكون بين 2 و7%، موضحًا أن هذه هي المرة الثانية هذا العام التي يرفع فيها «أوسم» الأسعار، بعد يناير الماضي، حين كانت هناك أيضًا زيادة في أسعار سلسلة من المنتجات، وشهدت بعض المنتجات زيادة في الأسعار تصل إلى 9%، في ما رفعت شركة الأغذية أسعارها مرتين خلال العام 2023.يأتي هذا الانكماش على الرغم من المساعدات الأمريكية والغربية المتدفقة على الكيان، منذ 7 أكتوبر الماضي، وما زالت والتي تضمنت دعمًا ماليًا وعسكريًا وضغطًا على المؤسسات الاقتصادية العالمية للحفاظ على تعاملاتها مع كيان الاحتلال في محاولة لمواجهة الانكماش الاقتصادي.