صمود وانتصار

إبعد طفلك عن الأطعمة فائقة المعالجة ليحظى بحياة صحية عند البلوغ

الصمود| منوعات |

دراسة جديدة في إسبانيا تؤكد أنّ الأطعمة فائقة المعالجة غير الصحية التي يتناولها الأطفال بين 3 و6 أعوام مثل رقائق البطاطس، الحساء المعبأ، الناغتس وغيرها، قد تعرّضهم لخطر الإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية، وارتفاع مؤشر كتلة الجسم.

أكّدت دراسة جديدة أنّ الأطعمة فائقة المعالجة التي يتناولها الأطفال حالياً قد تعرّضهم لخطر أكبر للإصابة بمشكلات القلب والأوعية الدموية في مرحلة البلوغ، مثل النوبات القلبية، والسكتة الدماغية، والسكري.

وقالت الدكتورة نانسي بابيو – المؤلفة الرئيسية للدراسة – أستاذة مساعدة في جامعة روفيرا الأولى فيرجيلي، وباحثة بمعهد الأبحاث الصحية بيري فيرجيلي وسيبيروبن في إسبانيا: “دراستنا تسلّط الضوء على أهمية تشجيع استبدال الأطعمة فائقة المعالجة ببدائل صحية، مثل الخيارات غير المعالجة، أو ذات الحد الأدنى من المعالجة، في إطار الجهود المبذولة للحد من المشكلات الصحية الإضافية المتعلّقة بالقلب والأوعية الدموية لدى الأطفال”.

بدوره قال الدكتور ستيوارت بيرغر – طبيب قلب الأطفال، ورئيس قسم أمراض القلب وجراحة القلب في الأكاديمية الأميركية لطب الأطفال، غير مشارك في الدراسة، إنه “من خلال هذا البحث، يتوجب على العائلات والمؤسسات أن تتعلّم كيف أنّ الحياة المبكرة تضع الأساس للمشكلات التي يتم التعامل معها في مرحلة البلوغ”.

وحلّلت الدراسة، التي نشرت في “JAMA Network Open”، بيانات أكثر من 1400 طفل تتراوح أعمارهم بين 3 و6 سنوات في مدارس سبع مدن بإسبانيا.

والتقى مقدّمو رعاية الأطفال بالباحثين شخصياً، وأكملوا استبيانات في المنزل حول النشاط البدني، واستهلاك الغذاء، والتركيبة السكانية بين عامي 2019 و2022، بحسب الدراسة.

قام الباحثون بتقسيم بيانات الأطفال إلى ثلاث مجموعات، استناداً إلى كمية الطعام فائق المعالجة الذي تناولوه. وأظهرت الدراسة أنّ الأطفال الذين تناولوا معظم الأطعمة فائقة المعالجة كانوا أكثر عرضة لعوامل الخطر، مثل ارتفاع مؤشر كتلة الجسم، وضغط الدم الانقباضي، ونسبة الخصر إلى الطول.

وتعرّف منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة الأطعمة فائقة المعالجة، بأنها تلك التي تحتوي على مكوّنات “لا تستخدم أبداً أو نادراً ما تستخدم في المطابخ، أو نوع من الإضافات التي تتمثّل مهمتها في جعل المنتج النهائي مستساغاً أو أكثر جاذبية”.

وتتضمن الأطعمة فائقة المعالجة مكونات في منتجات مثل المشروبات الغازية، ورقائق البطاطس، والحساء المعبأ، وشذرات الدجاج (ناغتس) والآيس كريم، قد تشمل موادّ حافظة ضد العفن أو البكتيريا، والتلوين الاصطناعي، والمستحلبات لوقف الانفصال، والسكر، والملح، والدهون المضافة أو المعدّلة، لجعل الطعام أكثر جاذبية.

وقال الدكتور أندرو فريمان – مدير الوقاية من أمراض القلب والأوعية الدموية والعافية بالمركز الوطني اليهودي للصحة في دنفر، غير مشارك في الدراسة: “يأكل الأميركيون الأطعمة فائقة المعالجة كل يوم”.

وأظهرت الدراسة أيضاً أنّ مجموعة من الأميركيين في دراسة نشرت في 8 أيار/مايو الماضي، تناولوا ما لا يقل عن ثلاث حصص من الأطعمة فائقة المعالجة يومياً، حيث تناولت مجموعة واحدة سبع حصص يومياً كمعدل وسطي.

وبحسب الدكتور بيرغر، الذي يشغل أيضاً منصب أستاذ طب الأطفال في آن آند روبرت اتش – لوري للأطفال في شيكاغو، فإنّ العديد من الدراسات أظهرت الآثار الصحية السلبية للأطعمة فائقة المعالجة لدى البالغين. لكن نشرت دراسة يوم الجمعة الماضي، هي بين الدراسات الأولى التي أظهرت الأثر الذي يمكن أن تحدثه على صحة القلب، والتمثيل الغذائي لدى الأطفال الصغار.

وأشار إلى أنّ “هذا الموضوع تحديداً، أي استهلاك الأغذية فائقة المعالجة والمخاطر، مهم للغاية لدى الأطفال”.

 

اتباع نمط حياة صحي في وقت مبكر أفضل
وتابع بيرغر أنّ الدراسة قائمة على الملاحظة، ما يعني أنه “في حين يمكن للباحثين تحديد العلاقة بين كمية الأطعمة فائقة المعالجة التي يتناولها الأطفال وصحتهم، لا يستطيعون القول بإن أحدهما يسبّب الآخر”.

“لكن من المهم أن نكون متنبهين للأطعمة فائقة المعالجة الخاصة بالأطفال الصغار، لأنّ ما يتناولونه خلال حياتهم يتأثر بشكل كبير بتغذيتهم المبكرة”.

من جهته أوضح فريمان أنّ “ما نعرفه أنّ الأشخاص الذين يأكلون بطريقة معينة، حتى ما تأكله الأمهات الحوامل يحدّد تفضيلات الطفل”. و”هناك الكثير من المنشورات التي أظهرت أنّ ما نأكله في وقت مبكر من الحياة، يمهّد الطريق لما سيحدث في المستقبل”.

المشكلة هي في أنّ تجنّب الأطعمة فائقة المعالجة ليس بالأمر السهل على الجميع.

ووجدت الدراسة أنّ الأطفال الذين يستهلكون أكبر كمية من الأطعمة فائقة المعالجة في نظامهم الغذائي كانت أمهاتهم أصغر سناً، ومؤشر كتلة الجسم لديهنّ أعلى، ومستويات التعليم والتوظيف أدنى.

وشدّد فريمان على أنّ “إعطاء الأطفال الأطعمة فائقة المعالجة من دون تقديم الفاكهة والخضار الطازجة يعرضهم لمشكلات في المستقبل”، لافتاً إلى أنّ “إضافة المزيد من الأطعمة المغذية وتشجيع النشاط البدني قدر الإمكان، أمر بالغ الأهمية”.

وختم فريمان قائلاً: “إذا كان بإمكانك فعلاً إرساء نمط حياة صحي في وقت مبكر من الحياة، فهناك فرصة معقولة للتخلّص من المتلازمات الأيضية في وقت لاحق منها، مثل مرض السكري، والسمنة المفرطة، وجميع المضاعفات المرتبطة بالسكري والسمنة المفرطة”.