صمود وانتصار

“واشنطن بوست” تفجر مفاجأة وتكشف النتيجة العكسية للحملة الأمريكية لردع اليمن

“واشنطن بوست” تفجر مفاجأة وتكشف النتيجة العكسية للحملة الأمريكية لردع اليمن

الصمود|

قالت صحيفة “واشنطن بوست” الأمريكية إنه على الرغم من أشهر من الغارات التي تشنها قوات التحالف، بقيادة الولايات المتحدة، على مواقع “الحوثيين” في اليمن، فإنهم لا يزالون قادرين على تهديد أحد أهم ممرات الشحن البحري في العالم، “اعتمادا على ترسانة من الأسلحة، التي تتطور بشكل متزايد، وتمكنهم من مهاجمة السفن في البحر الأحمر وحوله”.

ونشرت صحيفة “واشنطن بوست” تقريرا أعدته سوزانا جورج ودان لاموث وأبيغيل هاوسلونر، قالوا فيه إن الحملة التي قادتها أمريكا في البحر الأحمر لمواجهة تهديد الجيش اليمني للتجارة العالمية لم تردعهم، بل على العكس زادت من تهديدهم.

فعلى الرغم من حملة غارات جوية مستمرة منذ أشهر شنتها الولايات المتحدة وبريطانيا ضد أهداف للجيش اليمني، إلا أن القوات المسلحة اليمنية  استمرت بتهديد أهم الممرات التجارية البحرية، مستخدمة أحدث الأسلحة المتوفرة في ترسانتها. ففي هذا الشهر فقط، ضرب الجيش اليمني سفينة وأشعل النار في أخرى. وأطلق المقاتلون الذين يعملون برا وبحرا أسرابا من المسيرات ضد بوارج حربية أمريكية ونشروا قوارب محملة بالمتفجرات وفجروها عن بعد.

وتعلق الصحيفة أن الزيادة في عدد الهجمات أكدت على قدرة الجيش اليمني وتهديده الدائم، معتمدا في جزء من هذا على الخبرات التي مكنته على الصمود أمام الغارات الأمريكية. وأثارت الحملة العسكرية المترنحة تساؤلات في الكونغرس الذي اتهم المشرعون فيه الحكومةَ أنها لم تفعل المزيد لردع “الحوثيين”. وعلى مدى أربعة أعوام، مضيفة أن ” الحوثيين” كما تعلم الحوثيون كيفية تعديل الأسلحة القديمة وتصنيع جديدة، وأصبحوا أول جماعة عسكرية تستخدم الصواريخ المضادة للسفن وتضرب البوارج الحربية حسب قادة عسكريين أمريكيين.

ونقلت الصحيفة عن السيناتور الأمريكي مايك راوندز أن الهجمات من اليمن ارتفعت وتيرتها بسبب التكنولوجيا المُحسنة التي جعلت أنظمتهم أكثر دقة، كما ذكر السيناتور الأمريكي مارك كيلي أن القوات الأمريكية أنفقت الكثير من الذخائر خلال مهمتها في البحر الأحمر.

وقال السفير الأمريكي السابق إلى اليمن، جيرالد فايرشتاين لصحيفة واشنطن بوست : ” إن الحملة العسكرية الأمريكية ضد “الحوثيون” عجزت عن ردعهم”، وأضاف: “لقد زادت قدرات “الحوثيون” بالتأكيد، منذ أن بدأوا حملتهم في البحر الأحمر، وطالما كان لديهم الحافز لمواصلة هذه الهجمات، فقد أثبتوا أن لديهم القدرة على القيام بذلك”.

ويوم أمس أفاد المتحدث باسم البنتاغون، بات رايدرأن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات الأمريكية داويت أيزنهاور، غادرت البحر الأحمر، ، بعد مرور 7 أشهر على نشرها في المنطقة.

وقال المتحدث في بيان للبنتاغون: “غادرت مجموعة دوايت دي أيزنهاور الهجومية لحاملة الطائرات (IKE CSG) منطقة مسؤولية القيادة المركزية الأمريكية اليوم وستبقى لفترة وجيزة في منطقة مسؤولية القيادة الأمريكية الأوروبية قبل العودة إلى الوطن بعد أكثر من سبعة أشهر من الانتشار لدعم الردع والقوة الإقليمية الأمريكية جهود الحماية”.

وأشار المتحدث باسم البنتاغون إلى أن المجموعة الهجومية لحاملة الطائرات يو إس إس ثيودور روزفلت ستتولى مهام حاملة الطائرات أيزنهاور، الأسبوع المقبل، بعد انتهائها من تدريب حالي في منطقة المحيطين الهندي والهادئ، تشارك فيه الولايات المتحدة وكوريا الجنوبية، غير أن  شبكة “بي بي إس” الأمريكية ذكرت أن حاملة الطائرات “روزفلت” تعمل في آسيا، ورست يوم السبت في بوسان بكوريا الجنوبية وسط التوترات المستمرة بين سيول و كوريا الشمالية

فيما تحدّثت قناة “أي بي سي نيوز” الأميركية، عن “الإرهاق” الذي يعانيه طاقم حاملة الطائرات الأميركية “آيزنهاور”، مع مرور 9 أشهر على خوضها، إلى جانب مجموعتها الهجومية ونحو 7 آلاف بحّار، “أعنف معركة بحرية جارية منذ الحرب العالمية الثانية”.

في ذات السياق أكد مسؤول أمريكي لوكالة “أسوشييتد برس” اليوم أن حاملة الطائرات الأميركية “يو أس أس دوايت آيزنهاور” وصلت إلى البحر المتوسط، بعدما أمرها الجيش الأميركي بالعودة إلى الولايات المتحدة.

وستعود “يو أس أس آيزنهاور” إلى قاعدتها في نورفولك في ولاية فرجينيا، بعد نحو 8 أشهر على وجودها في البحر الأحمر، حيث خاضت ما وصفته البحرية الأميركية بـ”المواجهة البحرية الأكثر شدةً منذ الحرب العالمية الثانية”.

وأمام استمرار العمليات البحرية التي تنفّذها القوات المسلحة اليمنية نصرةً لغزة، أقرّت مديرة المخابرات الوطنية الأميركية، أفريل هاينز، أنّ المحاولات التي تقودها واشنطن “لم تكن كافيةً لردع” القوات المسلحة اليمنية.

وفي شهادة أدلت بها أمام الكونغرس الشهر الماضي، اعترفت هاينز بأنّ التهديد التي تمثّله القوات المسلحة اليمنية “سيظل نشطاً لبعض الوقت”.

في السياق نفسه، حذّر الجنرال المتقاعد من مشاة البحرية في الجيش الأميركي، فرانك ماكنزي، من أنّ “احتمال إصابة سفينة حربية أميركية سيزيد، طالما بقي الوضع على ما هو عليه”، واستمرت عمليات القوات المسلحة اليمنية لفترة أطول.

ويأتي كل ذلك على الرغم من إنفاق البحرية الأميركية نحو مليار دولار على الذخائر المستخدمة في العمليات المرتبطة بالبحر الأحمر، بحسب ما أوردته صحيفة “وول ستريت جورنال الأميركية”.

ولدى مهاجمة المرشّح السابق لرئاسة الولايات المتحدة الأميركية، رون بول، إجراءات الرئيس جو بايدن ضدّ القوات المسلحة اليمنية في البحر الأحمر، أشار إلى أنّ واشنطن أنفقت مليار دولار من أجل قتال اليمنيين، لكنها فشلت.