صمود وانتصار

الولاية.. حماية وتحصين للأمــة من مخططات الأعداء

الصمود||مقالات|| محمد الضوراني /

في كُـلّ عام تحتفل الأُمَّــة بعيد الغدير يوم الولاية التي أعلنها الرسول -صلوات الله عليه وآله- أمام المسلمين جميعاً وهي ولاية أمير المؤمنين علي -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ-، هذه المناسبة الإيمانية وامتدادها التاريخي واستذكار أهميتها لحماية الأُمَّــة وتحصينها من مشاريع ومخطّطات الأعداء التي أصبحت جلية وواضحة للجميع في كُـلّ زمان ومكان، وعندما فرطت بأمر من أوامر الله عز وجل، في امتداد الولاية لأعلام الهدى بعد رسول الله -صلوات الله عليه وعلى آله- انقسمت على ذاتها وتمكّن الأعداء من تقسيمها وإضعافها لصالح مشروع الشيطان الذي يعمل ليل نهار لتفريقها من خلال تأمرهم ومكائدهم ومخطّطاتهم التي تحَرّك معها قاصرو الوعي وعبر الزمن فتسبب ذلك في خسارة الأُمَّــة للإمَـام عليّ -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- الرجل التقي المؤمن الذي تحَرّك وفق توجيهات الله وأوامره في قيادة الأُمَّــة قيادة صحيحة تصلح واقعها، وما تعيشه من مخاطر وتحديات تؤثر عليها وعلى واقعها، هذا التحَرّك للإمَام عَلِيٍّ -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- هو امتداد للرسالة المحمدية فهو من استقى من الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- المنهج الصحيح والتوجّـهات السليمة لتحفظ الأُمَّــة من الانقسام والضياع والتفكك الفكري والعقائدي، وبالتالي يتمكّن منها أعداؤها وتخسر رعاية الله وتوفيقه وتأييده.

 

إن الهدى والنور نعمة من الله علينا ونستقي هذا النور من الصالحين من عباده المتقين، الذين يتحَرّكون وفق توجيهاته ويجسدون ذلك في واقعهم في هذه الدنيا، عندما نتمسك بولاية الإمَام عَلِيٍّ -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- ليس لأننا عنصريون أَو مذهبيون أَو غيرها من العبارات التي تردّد من قاصري الوعي والبصيرة والذين هم يعيشون العقد ويملأ قلوبهم ونفوسهم الحقد نقول لهم إن هذه الولاية هي نعمة من الله علينا، كم نجد من الإمَام عَلِيٍّ -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- من تجسيد للأخلاق المحمدية والأخلاق الإيمانية الصحيحة، ولا زال الإمَام عَلِيٍّ يربي الأُمَّــة كيف تكون في واقعها ونهج البلاغة والوصاية والحكم وغيرها من مفاهيم لم تأت جزافاً أَو كلاماً عابراً، هي من رجل مؤمن استقى من القرآن الكريم العلم والنور والهدى؛ فكان باب مدينة العلم كما قال الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وعندما أعلنها واضحة وجلية وبأعلى الصوت في غدير خُمٍّ وفي تجمع لحجاج بيت الله الحرام، ولاية الإمَام عَلِيٍّ -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- لم يأتِ ذلك من تعصب حاشا لله، بل أمر إلهي لا بُـدَّ أن تتمسك به الأُمَّــة لكمال دينها ولحفظ الدين كما يريد الله، وأن نستقي هذا الدين من الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- وامتداد صفاء ونقاء هذا الدين من الإمَام عَلِيٍّ -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- أعلنها الرسول ليحمي الأُمَّــة من الانقسام، من الهوان، من الذل، من الضياع الفكري والعقائدي، من تمكّن الأعداء منها، نجد اليوم كمثال لأهميّة الولاية في كسر الأعداء الممثل في هذا الزمن بالكيان الصهيوني وأمريكا ومن تحالف معهم، نجد اليوم أهميّة الولاية في قوة هذه الأُمَّــة؛ ففي معركة النصر المبين تمكّن من تحَرّك بهذه المنهجية من ولاية الإمَام عَلِيٍّ -عَلَـيْهِ السَّـلَامُ- من كسر هذا العدوّ في زمن كانت الأُمَّــة لا تستطيع أن تقدم ولو موقفاً واحداً، أليسنا نعيش هذه النعمة من الله للأُمَّـة الإسلامية بكلها بعكس ما كانت عليه سابقًا أمة تتلقى الصفعات وهي جامدة ومستسلمة وضعيفة ها هي اليوم تكسر أمريكا و”إسرائيل” وتجعل منهم لا شيء يذكر أمام المؤمنين المتمسكين بالله عز وجل، والرسول صلوات الله عليه وعلى آله، وَبأعلام الهدى من أوليائه الصادقين.

 

إننا اليوم عندما نجد الولاية بقوتها في الحق وثباتها في مواقفها الحق، في تمسكها بالقرآن الكريم وبالرسول صلوات الله عليه وعلى آله، تحقّق النصر والتمكين، بينما نجد من يبتعدون عن الولاية ويشككون فيها ويقفون ضدها ويحاولون إبعاد الناس عنها أين هم اليوم؟ في خزي وذل وهوان وسقوط ثقافي وأخلاقي وانهيار في كُـلّ شيء، وأثبت ذلك ما حدث لإخواننا في عزة من عدوان، ماذا عملوا؟ تحَرّكوا في صف الأعداء، بدون أدنى احترام للأُمَّـة ومشاعرها، بدون خجل، ووقفوا ضد المقاومة الشريفة والتي تدافع عن الأُمَّــة بكلها، هؤلاء المرضى الذين أصبحت قلوبهم عمياء لا تعقل ولا تفهم وتمكّن منها الشيطان فأصبحوا عبيداً للشيطان، يقودهم إلى نهايتهم السيئة في خاتمة حتمية لهم وهي جهنم موعدهم أجمعين لمواقفهم ونفاقهم وخبث تلك النفوس، بينما من وقف مع الحق والعدل والاستقامة وسلم بذلك لله أمره وتمسك بتوجيهات الله وهو صادق في ذلك وثابت على ذلك مهما كان ويكون، قوي الإيمَـان بل يزداد إيمَـانه وثباته، ويستقي من الرسول -صلوات الله عليه وعلى آله- ثباته وصلاحه ومن أعلام الهدى من آل بيت رسول الله (ص) سفينة النجاة في الدنيا والآخرة، ومنهم نستقي الهدى وفق منهج الله وتعاليمه الصحيحة التي لا يمكن أن تتبدل أَو تتغير ولا تقبل التأويلات وغيرها.

 

إن عيد الغدير نعمة من الله عز وجل، حفظ الله بها الأُمَّــة وحماها وعبر الأجيال ليسلم بذلك دينها، وَإذَا سلم الدين من الانحراف والضياع تحقّق للأُمَّـة العزة والتمكين والنصر في الدنيا والخير والسعادة والفوز المبين في الآخرة، في جنةٍ وعد الله بها المؤمنين الصادقين المخلصين.