صمود وانتصار

الولاية بمفاهيمها المختلفة

الصمود||مقالات|| سند الصيادي |

في عيد الغدير ، وضع السيد القائد يحفظه الله الجميع امام حقيقة دامغة ، مفادها أن هناك اليوم معسكرين أو مدرستين بارزتان على الساحة ، معسكر الولاء لله والرسول والامام علي ، و معسكر الولاء للشيطان والطاغوت وأمريكا ، وفيما شدد إلى التمسك بولاية الله تعالى والكفر بالطاغوت، فقد حذر من تولي أمريكا الذي يعني التولي للشيطان واتباع تعليماته.

سرد القائد السلوكيات التي تصدرها أمريكا كمنظومة شيطانية في سياق فرض ولايتها على المسلمين، حيث باتت ترسم خارطة الموالاة والمعاداة  و جعلت نفسها في موقع الآمر والناهي والذي يفرض السياسات، و الكثير  باتوا  يأتمرون  بأمرها وينتهون بنهيها على كل مناحي الحياة، من السياسة إلى الاقتصاد، مروراً بالعلاقات الدولية ، يتمترسون  معها لمحاربة من لا يقبل بهذه الولاية.

بقدر ما أراد أن يشخص التموضعات ، فقد وضع الجميع أمام مراجعة عميقة مع نفسه و ولاءه ، واطلق دعوة إلى التحرر من التبعية لولاية الأمر الأمريكية، والاعتماد على الله والتمسك بالمبادئ والقيم الإسلامية، اما نحن من نقف في ” معسكر الولاية، فأمامنا  تحدي كبير مع انفسنا ، عنوانه  الاقتداء والاتباع والتولي العملي لا القولي والنظري وحسب، فالمسؤولية تتجاوز الشعارات والتظاهر الى الانسجام النفسي مع المنهجية والاقتداء السلوكي بقادتها وشخوصها، و الوعي التام بعظمة التولي لله ورسوله والأمام علي وإعلام الهدى، و أهميته على كافة المسارات الدنيوية والدينية ، وعلى إدراك أن كل الأفكار والحجج المناوئة لمفهوم  الولاية   تصبح مجرد مكابرة حثيثة و يائسة تحاول ان تنكرها وتلغيها دون ان تقدم لها بديلا واضحا وضامنا.

كيف لا ونحن نرى كل هذه الشواهد والاحداث الماضية والحاضرة، وبأن المراجعة العميقة لتاريخ الأمة كافية للتقييم و الإقرار بفشل كل النظريات الاجتهادية  التي حاولت ان تفرض حضورها خارج دائرة التوجيهات الإلهية و المحمدية، وبأن ثمن الانكار كان عبثيا وداميا و كارثيا، وهن بسببه عود الأمة وفقدت بوصلتها  و ضعف عزمها ، قصرت قامتها،  فامتطاها الطويل والقصير من الاذناب،  باتت العزة لله ورسوله والمؤمنين ، آية تقرأ في غياب مفاعيل  العزة و القوة والحضور التاريخي.

لمسنا ولا نزال نلمس بشائر و فضائل هذه الولاية في ظل هذه القيادة التي اعادت تصويب المسار، و تفتحت آفاق الحاضر والمستقبل  امامنا كأفراد واوطان وأمة على أدوار ومهام و وعود عظيمة ، بينما بقية الأمة خارج  هذه المعادلة ، مجرد أدوات في متناول المعسكر الآخر ، تحت رايته وأمرته  يتموضعون  حربا وسلما ،  باتت ادوارهم مهينة  خارج مسرح الحياة و سنن الاستخلاف الإلهية.