يومُ الغدير يومُ غربلة المنافقين
دعاء أبو طالب
“يا عليُّ لا يُحِبُّكَ إلا مؤمنٌ ولا يُبْغِضُكَ إلا منافِق”.
قالها شخص عظيم لا ينطق عن الهوى إن هو إلا وحيٌ يوحى، قالها رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- حديث شريف رواه البخاري ومسلم والكثير وهو موجود عند السنة والشيعة.
وفي غدير خم، حَيثُ جمعهم الرسول -صلى الله عليه وآله وسلم- وخطب بهم خطبة الوداع أخبرهم أن قد جعل الله له وريثاً في هذا الدين وهو خير من يستحفظ به دين الله وسنة نبيه، وقد قال عنه رسول الله: (أنا مدينة العلم وعلي بابها) وكان قد سبق وجعل من علي له كـهارون من موسى وجعله أخًا له يوم آخى بين المهاجرين والأنصار.
جمعهم في حر الشمس وقال لهم: (ألا من كنت مولاه فهذا علي مولاه، اللهم والِ من والاه، وعاد من عاداه، وانصر من نصره، واخذُلْ من خذله)
بَخٍ بَخٍ لك يا عليّ، أصبحتَ مولاي ومولى كُـلّ مؤمنٍ ومؤمنة.. قالها عمر بن الخطّاب، في يوم الغدير.
وما إن رحل رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- إلى جوار ربه حتى خذلوه في الدين.
جعلوا من الدين ما تهوى به أنفسهم، أن تشبع به رغباتهم بالمناصب والمكاسب وتركوا علياً يصارع الكفر والمرتدين وحده، كان حريصاً جِـدًّا على دين الله كان يدعوهم دائماً إلى كتاب الله لا يريد منهم جزاء ولا شكوراً.
ولكنهم خالفوا كتاب الله وكلام رسول الله، خذلوا الإمام علي وحاربوه هو وأهل بيته، الذين هم أهل بيت رسول الله -صلى الله عليه وآله وسلم- لم يراعوا حرمةً لشيء.
فقد قتلوهم وسلبوا الحقوق بنزعة حقد دفين على الدين والرسول وآل البيت عليهم السلام.
وما نحن عليه اليوم من انقسام في هذه الأُمَّــة، ومن حروب ومن استغلال وانتهاك لحرمات الله بسم الدين، وما يفعله العدوّ اليوم بقتل للمسلمين، وانتهاك أعراضهم وأرضهم، هو نتاج لمن خالفوا كلام رسول الله يوم الغدير.
ولكن رغم ذلك ما يزال علياً حاضراً وموجوداً في القلوب وفي المنهج، وها هم أحفاد علي -عَلَيْـهِ السَّـلَامُ- اليوم هم من يصارعون الباطل والظلم والمستكبرين، وشريعة الله قائمة والمنافقون في النار.